لا شك في أن الاطلاع على إنجازات الآخرين أمر في غاية الضرورة والأهمية، فمنذ انتظامي بمعهد التكنولوجيا التطبيقية بإمارة أبوظبي كان لي الشرف ضمن وفد من الطالبات اللائي قمن بزيارة محطة ناسا لعلوم الفضاء في مدينة هيوستن بولاية تكساس بالولايات المتحدة الأميركية.
قبل أيام صدر أمر سامٍ من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بإنشاء وكالة الإمارات لعلوم الفضاء، والحقيقة غمرتني السعادة حين قرأت عن هذا الخبر المهم، فإنشاء وكالة لعلوم الفضاء سيضع دولة الإمارات العربية في مصاف الدول المتقدمة التي سبقتنا في مجال علوم الفضاء الخارجي.
العالم من حولنا يتطور في المجالات العلمية والتكنولوجية كافة، وهذا التطور لا حدود له، فلو عدنا كل عشر سنوات إلى الوراء سنجد أن هناك اختلافاً كبيراً في التعامل مع وسائل الاتصالات والتكنولوجيا والعلوم كافة. إن هذا القرار الذي أصدرته حكومة الإمارات يحمل بعداً استراتيجياً ونظرة ثاقبة لقيادة الدولة التي تحرص على أن تكون الإمارات العربية المتحدة سباقة في مواكبة هذا التطور المشار إليه.
قد يرى البعض أن علوم واستكشافات أسرار الفضاء والكون هي مجرد علوم وبيانات لا أكثر، ولكن في الحقيقة أن الإنجازات التي حققتها دول مثل الولايات المتحدة وروسيا وبعض دول أوروبا في مجال الفضاء منذ أكثر من ستة عقود، ساهمت وبشكل كبير في خدمة البشرية، فقد استفاد الإنسان من غزو الفضاء وعلومه من نواحٍ عدة، منها مجال تكنولوجيا الاتصالات، ونقل المعلومات بين الأقمار الصناعية، واستخدام الفضاء في التنقلات الجوية، ومراقبة حالات الطقس وتقلباته كالأعاصير المدمرة، وحدوث الزلازل والبراكين، وغيرها من الكوارث الطبيعية.
كما ساهمت اكتشافات وعلوم الفضاء في دعم مسيرة العلم، فعلى سبيل المثال تعقد المحاضرات في جامعة ما بالولايات المتحدة الأميركية ويشهدها طلبة في جامعة أخرى في قارة آسيا، وكذلك تجري عمليات جراحية دقيقة ونادرة في أوروبا مثلاً ويشاهدها أطباء في أفريقيا، وأمثلة أخرى لا يسعنا ذكرها تدل أن البشرية، ومنذ أن بدأ العلماء بغزو الفضاء، قد استفادت بشكل كبير جداً من الإنجازات التي توصلوا إليها، وفي مجالات عديدة.
وأنا كطالبة في ثانوية التكنولوجيا التطبيقية، حلمي أن أكون جزءاً من هذا المشروع الكبير عند تخرجي في الجامعة، خاصة عندما كنت ضمن وفد طلابي زار محطة علوم الفضاء في مدينة هيوستن، واطلعت على مراكز العمليات بالمحطة، وكيفية إعداد أفراد ليكونوا رواد فضاء في المستقبل، كما اطلعت على كيفية التواصل بين المحطة الأرضية والأقمار الاصطناعية التابعة لها التي تجوب الفضاء في الحصول على المعلومات والبيانات التي تخدم البشرية جمعاء.
وأنني أبارك للإمارات شعباً وقيادة هذه الخطوة الإماراتية العظيمة في إنشاء وكالة إماراتية خاصة باستكشافات الفضاء وعلمه، إنه تحدٍ جديد وإنجاز يضاف لسجل الإمارات، والذي أسعدنا كثيراً أن الوكالة ستديرها سواعد إماراتية، من أبناء هذا البلد العظيم، أبناء زايد «طيب الله ثراه»، وحتماً هذا المشروع العظيم سيعود بالنفع على الإمارات والمنطقة، بل وحتى العالم أجمع.
عاشة الحمادي - أبوظبي
عدد اليوم
