الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

باحثان يرصدان التجرية الصحفية المحلية في أربع مراحل تنفيذية

باحثان يرصدان التجرية الصحفية المحلية في أربع مراحل تنفيذية
22 أكتوبر 2010 21:04
جمعتهما هواية واحدة، تأريخ اللحظة والتقاط الذكرى وتوثيقها عن طريق الصورة، فكانت هواية التصوير هي الرابط بينهما، لتتطور الصداقة بين إبراهيم الهاشمي وسعيد حمدان إلى شغف مشترك بالتوثيق عن طريق جمع المطبوعات الإماراتية في نسخها الأولى، في سياق الرغبة التي دفعتهما نحو توثيق تاريخ الإعلام في الإمارات وما يحتفظ به من عادات سكانها وتقاليدهم. دفعهما اهتمامهما إلى جمع الموروث الثقافي للإمارات وتحويله إلى مشروع وطني يستغل مستقبلاً في رصد وتوثيق تاريخ الإعلام في الدولة من حيث الشكل والمضمون والتغيرات التي طرأت على مساقاته، كما يوثق للعادات والتقاليد ويؤرخ الواقع، إنهما الباحثان الإماراتيان إبراهيم الهاشمي وسعيد حمدان، المهتمان برصد تاريخ وتجربة الإعلام في الإمارات، ويقومان بتوثيق «الأعداد الأولى لمجلات وصحف الإمارات خلال 50 عاماً» ليصل مخزونهما إلى 560 مطبوعة. فكرة المشروع يقول الهاشمي، خريج اقتصاد وإدارة أعمال من جامعة الإمارات، الدفعة الرابعة، «منذ سنوات طويلة كنت مهتماً باقتناء وتوثيق مختلف الإصدارات التي تتحدث عن تراث وثقافة وتاريخ الإمارات، ومن بين هذه المقتنيات مجموعة ضخمة من الإصدارات الأولى للمجلات والصحف والنشرات التي كانت تصدر في الدولة»، مشيراً إلى أن شغفه كان يقوده لكتابة الحكايات الشعبية وأبيات الشعر وما كان يروى على لسان الجدات والآباء. ويضيف: «كان عشقي يحركني للتوثيق وحب امتلاك أعداد أولى من الإصدارات، وحين تجاذبت أطراف الحديث مع صديقي سعيد حمدان اكتشفت أن لديه الاهتمامات نفسها، فاقترحت عليه الفكرة، وهكذا تبلورت الفكرة وقررنا وضع هذا المشروع في أيادي كل من يحاول رصد تاريخ الإمارات الإعلامي والثقافي وغيره؛ لأن هذا مشروع وطني يجب أن يستفيد منه الجميع». من جهته، يقول الباحث والإعلامي حمدان: «كنت أقوم بمتابعة ورصد تجربة إعلام الإمارات منذ زمن بعيد، وتحديداً كنت أرقب الصحف والتحولات التي طرأت عليها خلال السنوات الماضية من حيث الشكل والمضمون، لذلك كنت أقتني مجموعة واسعة من الصحف، واحتفظت بالأعداد الأولى للشكل الفني الذي صدرت به هذه المطبوعات في مراحلها المختلفة»، لافتاً إلى أن تلك الرغبة جمعت بينه وبين الهاشمي، فالتقت الاهتمامات واتفقا على توحيد هذه الجهود وضم المجموعتين لتشكيل مجموعة واحدة متكاملة. مجلدات تأريخ يقول صاحبا المشروع: «هذه أول موسوعة إعلامية توثيقية تتناول عرض الأعداد الأولى لجميع الصحف والمجلات التي صدرت في الإمارات خلال المرحلة الزمنية 1960 - 2010، وتشتمل الموسوعة على نبذة تاريخية عن تاريخ الصحافة المحلية، وبداية صدور المجلات وتطورها، وصورة منسوخة كاملة عن العدد الأول، وكذلك (العدد صفر)، إن توافر، من كل مجلة ودورية مع نبذة معلوماتية عن كل مطبوعة، وكشّاف تعريفي عن كامل محتويات الموسوعة في نهاية كل مجلد». ويضيفان: «سيتم إصدار الموسوعة في المرحلة الأولى بشكل مطبوع، أما المرحلة الثانية فعلى شكل برنامج تلفزيوني، والمرحلة الثالثة ستكون إلكترونية مع إمكانية البحث، في حين أنه في المرحلة الرابعة سيتم تخصيص موقع على شبكة الإنترنت للمشتركين، يقدم بالإضافة إلى الموسوعة خدمات إعلامية متخصصة عن إعلام الإمارات». وعن طرق تنسيق المشروع، يقولان: «حسب التصور المبدئي، ستقع الموسوعة في 20 مجلداً، حيث تم تصنيفها حسب الموضوعات التخصصية، مع مراعاة التراتبية الزمنية داخل كل مجلد، على النحو التالي: مجلد المجلات الطلابية التي صدرت عن الجامعات والكليات والمدارس، ومجلد المجلات الأدبية والشعرية، ومجلد المجلات الدينية، ومجلد المجلات النسائية، والأطفال والأسرة، ومجلد المجلات الاقتصادية، ومجلد المجلات السياسية، ومجلد المجلات الفكرية، ومجلد المجلات الفنية والمنوعات، ومجلد المجلات الحقوقية والشرطية. كما سيكون هناك عدد من المجلدات خاص بالمجلات الأجنبية التي صدرت في الدولة». أرشفة تفيد الباحثين يقول الهاشمي وحمدان إن المجموعة التي يقتنيانها حالياً، تغطي 90% من المطبوعات التي صدرت خلال مراحل الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، وهي المرحلة المهمة والنادرة، بينما تغطي 60% من قائمة المطبوعات التي صدرت في التسعينيات والألفية الثالثة، وتحديداً مطبوعات الدوائر والمؤسسات المحلية في إمارات الدولة المختلفة. ويضيفان: «نعتقد أن جمع هذه الأعداد سهل لقرب الفترة الزمنية التي صدرت بها، وأيضاً لحرص المؤسسات حالياً على توثيق إصداراتها الجديدة، كما نعتقد أن هذا الجهد سيثري مراكز البحوث ويفيد في الأرشفة، ويغني المكتبات الكبرى للدولة تحديداً؛ لأن معظم هذه المراكز تحتفظ بمجموعة من الإصدارات، ومجموعة أخرى قد تجدها في مكان آخر، لكن شموليته تكمن في وجود جميع الصحف والمجلات التي صدرت في الإمارات خلال 50 عاماً في مكان واحد، وبالتأكيد سيوفر هذا العمل الجهد على هذه الجهات وعلى الباحثين». وعن الفترة الزمنية التي سيغطيها المشروع، يبين الباحثان «سيغطي المشروع 50 عاماً بدء من أول مطبوعة رسمية تؤرخ لصحافة الإمارات، وهي «أخبار دبي»، التي صدر العدد الأول منها في 16 يناير 1965، ونمتلك نسخة من عددها الأول، وكذلك أعداد متفرقة تبين مراحل تطور المجلة، وحتى المطبوعات الأخيرة التي صدرت عام 2010. كما نحاول الحصول على نسخة من مجلة «الديار العُمانية»، وهي نشرة صدرت في بداية الستينيات أصدرها كل من حميد العويس، وعبدالله العمران، وعلي الشرفا، وكانت تطبع بطريقة «الاستنسل»، ورغم أنه لا يوجد لها أي أثر في مراكز ومكتبات الأرشيف الوطنية أو حتى الخاصة المشهورة منها، إلا أن بعض الدراسات الإعلامية مثل دراسة قدمها بلال البدور تقول إن هناك نسخاً متوافرة منها». ثروة وطنية يقول الباحثان: «لم نعلن رسمياً عن المشروع، ولكن هناك جهة رسمية سمعت به واتصلت بنا للاستفسار عنه، وعرضت شراء المجموعة والاحتفاظ بها لكننا رفضنا، كما اتصل بنا أيضاً أحد رجال الأعمال المهتمين بالثقافة والإعلام كنا حاولنا الحصول منه على عدد من مجلة (نعلم) لكونه الوحيد في الدولة الذي يملك النسخة الأولى منها، وعرض اقتناء المجموعة مقابل عرض مادي ممتاز، لكننا اعتذرنا له أيضاً». وحول أسباب الرفض رغم مغريات العروض، يقولان: «رفضنا من منطلق إيماننا بأن هذا المشروع هو عمل وطني، إننا لا نفكر فيه كمشروع تجاري، ولو كان كذلك لسوّقنا هذا المشروع، وكل مطبوعة بشكل فردي وأغلب المؤسسات يهمها أن تقتني العدد الأول من إصدارها، لكننا نعتبره مشروعاً وطنياً، ويهمنا أن يطلع عليه الجميع، ويستفيــد منــه الجميــع، ولنريد لهذه الثروة الوطنية أن تكون محتكرة لجهة ما، كما أن قيمة هذا العمل تكمن في الخطوات التي ستتبع الجمع وإصدارها في عمل واحد، وهي مهمة دراسة وتحليل ورصد الموضوعات التي تم تناولها، والأسماء الثقافية التي طرحتها هذه المطبوعات في مراحلها المختلفة». ويضيف الباحثان: «تعتبر هذه المطبوعات اليوم من أهم وأغنى وأكبر موسوعة وطنية، وهناك العديد من الوزارات ومؤسسات الدولة الكبرى لتتوافر على الإصدارات الأولى لمطبوعاتها، وفوجئت عندما سمعت باقتنائنا للأعداد الأولى من مطبوعاتها، والأهم أن هذه الموسوعة ستقدم مجموعة من الأعداد (الصفرية) التي توافرت لدينا لبعض المطبوعات المهمة، والتي لم يطلع عليها أغلب القراء آنذاك، مثل العدد (صفر) من مجلة (الأزمنة العربية)». تواصل محدود يقول إبراهيم الهاشمي إن «معظم المؤسسات والأفراد سيتعاونون في إثراء هذه التجربة، فكل مؤسسة يهمها أن يكون لمطبوعتها مكان في هذه الموسوعة، لكننا لم نبدأ بعد بالتواصل إلا بشكل محدود، وعلى سبيل المثال وجدنا كل التعاون مع مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث الذي يعد واحداً من أهم المراكز التي تحوي أكبر عدد من وثائق تراث الإمارات وتاريخها، كما أبدى بعض الأشخاص الذين أسهموا في الحراك الثقافي خلال مرحلتي السبعينيات والثمانينيات تعاوناً كبيراً مثل عبدالعزيز المطوع، الذي وفر لنا مجلات غير موجودة حالياً، ولم توثق مثل مجلة كانت تصدر في السبعينيات عنوانها (الصحفي الصغير)، وهي مجلة أسبوعية صدر منها أكثر من 10 أعداد، وكان يتولى تحريرها إلى جانب التصوير والإخراج، ورسم الكاريكاتير، حيث كان (المحرر الشامل) للمطبوعة، وأيضاً (مجلة عبدالناصر) التي صدرت في الفترة نفسها تقريباً ولم نقرأ عنها في الكتابات التي تناولت صحافة الإمارات». الأزمنة العربية يقول سعيد حمدان «بدر من عبدالله الشرهان، عضو المجلس الوطني السابق، موقف علمني الكثير من معاني الإيثار والكرم وخدمة المجتمع، فهو أحد مؤسسي مجلة (الأزمنة العربية) مع الأخوين محمد وغانم غباش، وكنت قد زرته قبل سنوات وشاهدت عنده نسخة كاملة من مجلدات (الأزمنة العربية)، وتمنيت أن آخذ بعضها؛ لأنها تحوي تحقيقات عن صحافة الإمارات، لكني خجلت من طلب ذلك؛ لأنني أعرف قيمة وندرة هذه المجموعة التي يملكها، فلاحظ هو ذلك، فأبقى عنده نسخة وأهداني الأخرى وهي الغالية جداً عليه؛ لأنها تعني تاريخه وتجربته، ويعلم أن هناك من الشخصيات والمراكز الكبرى التي تتمنى أن تقتنيها، وكان بإمكانه أن يزودني بأعداد متفرقة من المجلة، ويحتفظ بالنسخة الأخرى، لكن (الكريم إذا أعطى أدهش)، وهذه المجموعة اليوم هي أغلى وأهم ما أملك في مكتبتي».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©