الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العمل الخيري في خدمة السلامة المرورية

11 أغسطس 2014 23:41
ينطلق العمل الخيري في دولة الإمارات من قيم ومبادئ الدين الحنيف الذي يأمر بالإحسان والرحمة والعطاء، ويؤكد ضرورة التكافل والترابط والتعاون بين أفراد المجتمع الواحد بما ينعكس إيجاباً على أحوالهم وعلاقاتهم وبناء أوطانهم، وقد شهد القطاع الخيري الذي يسمى بالقطاع الثالث تطورات كبيرة في مختلف جوانب العمل المؤسسي، وذلك تأثراً بالتقدم العالمي في مجالات الاتصال والتكنولوجيا وأساليب العمل الإداري والممارسات الفنية ونوعية المشاريع، وكان لهذه التطورات الأثر الكبير في تحقيق نتائج إيجابية تخدم المجتمع من جوانب عدة لم تعد مقتصرة على الأنماط التقليدية. وقد شهدنا في شهر رمضان المنصرم الكثير من البرامج والمبادرات الخيرية والمجتمعية، وهذا شيء طبيعي في موسم الخير والبركات والنشاط الطيب، وكان من أبرز هذه المشاريع (رمضان أمان) الذي نظمته جمعية الإحسان الخيرية للعام الثالث على التوالي، وقد توسع المشروع ليغطي جميع إمارات الدولة، وفكرته ببساطة هي توزيع وجبات إفطار على مستخدمي المركبات عند التقاطعات المرورية قبيل أذان المغرب بهدف تقليل الحوادث المرورية الناتجة عن تسرع السائقين للحاق بموعد الإفطار، تحت شعار «معاً لتقليل الحوادث المرورية»، وقد تعاون في تنفيذ مشروع رمضان أمان الكثير من الجهات الحكومية والخاصة، ومن بينها أجهزة الشرطة والمرور، وقد حظي بمشاركة واسعة من شخصيات مهمة ومشهورة في المجتمع، وقد بذل فيه المتطوعون جهوداً كبيرة ليتحقق الهدف المنشود، وفعلاً أسهمت الحملة في تعزيز السلامة المرورية عند التقاطعات. إن مشروع رمضان أمان يبعث برسالة سامية مفادها أن عمل الخير لا يكتفي بإرواء الظمآن وسد الجوع وكسوة المعدوم وعلاج المريض وتعليم المحتاج فقط، بل إنه يمتد ليشمل أفكاراً تخدم قضايا جوهرية في المجتمع، وعلى رأسها أمن وسلامة الأشخاص، فلم نشهد قبل هذا المشروع الذي نظمته جمعية الإحسان أي مشروع خيري ينزل للميدان ليسهم في تقليل الحوادث وتعزيز نسبة السلامة، فما أجمل وأروع ما قامت به جمعية الإحسان وشركاؤها، وشكر الله مساعي وجهود المتطوعين والداعمين، ونتمنى لهذا المشروع أن يتوسع ويكبر ليسهم أكثر في تقليل الحوادث، فكلما تعاونت مؤسسات المجتمعة المختلفة أثمر ذلك اطمئنان وسعادة المجتمع. أتمنى أن تتقبل الجمعية اقتراحنا بتوسيع المشروع ليطبق ولو بصورة مصغرة في غير شهر رمضان أيضاً، كأن يتم توزيع وجبات عشاء عند التقاطعات المرورية المزدحمة في الفترة المسائية، وهذه الفكرة قابلة للتطبيق، خصوصاً إذا نظمناها حصراً في المناطق والشوارع الأكثر تأزماً وخطورة، وبالإمكان أن نبدأ بشكل محدود مكانياً وزمانياً، أي نقتصر على شوارع معينة وأيام معينة في الأسبوع، ثم يتوسع المشروع. أعتقد أن العمل الخيري مجال خصب جداً للأفكار الإبداعية التي يمكن أن تحقق أهدافاً سامية لخدمة المجتمع، وبإمكان كل واحد منا أن يسهم بفكرة متميزة ويقدمها للمؤسسات الخيرية، وأقول للإيجابيين لا تيأسوا إن تم رفض فكرتكم أو تجاهل اقتراحكم، فالأبواب مفتوحة للاجتهاد والتطبيق الشخصي من خلال وسائل عدة، فقط تحتاج صدق التوكل على الله العلي القدير، وقوة العزيمة وحسن التدبير. سليمان أحمد الظهوري - عجمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©