من يريد أن يصبح طبيباً، لماذا عليه أن يحصل على مجموع كبير في الثانوية العامة، وبعد ذلك يدرس سنوات في كلية الطب، ثم يتخرج ليعمل تحت التدريب لمدة عام، وبعد ذلك يتم اعتماده طبيباً ممارساً، وينطبق نفس الحال على المهندس والمحاسب والمحامي وغيرها من المهن، ولكن الغريب أنك إذا أردت أن تتزوج فإن المسألة سهلة جدا.. لا تحتاج إلا لعرض وقبول.. (ما تشوف نفسك إلا وأنت لابس البشت وصاير معرس).. جذية دون دراسة ولا اختبارات و لا شهادات و فترة تدريب، مع أن وظيفة زوج أو زوجة تعتبر من أخطر الوظائف في العالم، لأنها تبني أو تهدم مجتمعاً كاملاً.
كنا إذا ما أردنا أن نقود سيارة فعلينا أن نتدرب على القيادة من خلال (تستلف الداتسون مالت جاركم أو تمر على جيب الوالد زيارة سرية وتدعم بقالة الفريج أو تستعير مفاتيح سيارة الدريول مقابل 20 درهماً..المهم تتصرف) وبعد اختبارات طويلة وعريضة وسقوط وواسطات تنجح وتحصل على رخصة القيادة وكل هذه الإجراءات والاختبارات والرحلة الطويلة من الدراسة والتدريب لتكون جاهزاً للدخول في دروب حياة الآخرين( لأن أرواح الناس مب لعبة في يدك).
كذلك إذا أردت أن تفتح نشاطاً تجارياً أوصناعياً أو طبياً، يجب عليك أن تكون صاحب علاقة بنفس النشاط التجاري أو لديك من يعمل عندك ليغطي هذا الجانب وبعد جهد ماراثوني على جميع الجهات الحكومية والقطاعات ذات العلاقة تحصل على رخصة النشاط الذي تريد ممارسته لأن اقتصاد البلد ليس (فالتوه) لكل (من هب ودب) ولكن عندما تريد أن تأسس عش الزوجية لا تحتاج إلى موافقات حكومية أو اجتماعية (إذا كان مرشح للزواج مايصلي فعذره..أن الله بيهديه) وإذا كان فاشلاً في الدراسة (فإن جيب الوالد.. عامر) وإذا كانت البنت جامعية ومش مستعدة تخرب طلاء أظافرها في أعمال البيت (أبوها عنده.. مكتب خدم) وإذا لم يكن هناك تفاهم فكري أو اجتماعي (ظلام الغرفة بيجمعهم على خير) كل المعوقات والمشاكل قبل الزواج لها حلول جاهزة ولكن بعد إطفاء أنوار العرس الجميع يصبح «مالهم خص»، ولدي هنا سؤال من يفتح نشاطاً تجارياً أو صناعياً يطلب منه شروط ومتطلبات كثيرة (لأن الاقتصاد والصناعة مش لعبة لحضرتك) والزوج والزوجة سوف يفتحان نشاطاً أسرياً جديداً فلماذا لا يكون هناك شروط؟؟
حينما تصبح طبيباً أو مهندساً أو إدارياً تجد بعض من حولك (ميتاً من القهر والحسد) لأنه لم يستطع أن يفعل مثلك) من ثالث إعدادي أعلن اعتزاله التعليم وسافر بانكوك ورجع واشتغل على الدرجة قبل الأخيرة في سلم الوظائف وكل حلمه سلفية من البنك ورنج روفر يدفع أقساطها عشرين عاماً) وأنت طبعاً فرحان بنجاحك وتغني( موت بغيظك يا حسود) لأن سهر الليالي وتعب السنين لم يضع هبائاً وحينما طلبت المشورة من أهل المهنة من مهندسين وأطباء وطيارين، الذين تريد أن تصبح مثلهم لم يقصروا وتسابقوا لتقديم النصيحة على اعتبار أنك سوف تصبح واحداً منهم. ولكن للأسف من يريد أن يكون زوجاً أو زوجة (يسير على عماه..لا مرشدا ولا ناصحا) وتشاهده يقرأ في عيون الناس بعد العرس جملة (وقعت ومحدش سم عليك) وللأسف لاأحد يتبرع بإخبارك بما سوف يحصل لك بعد الزواج حتى والديك تحس أنهما (متأمران عليك لتطفيشك من البيت وتأجيره على عزاب) وعلقوا صورتك وعليها علامة (*) وتحتها مكتوب (المهمة انتهت..اللي بعده) المتزوجون يشاهدون من لم يتزوج بحقد وحسد وغيره لأن العزابي عايش حياته بالطول والعرض وبدون التزامات وتنظر إلى والدك ووالدتك بنظرة صامتة وفيها صرخة عالية تقول (ليييششش!! أنا شو سويت لكم علشان تلبسوني هذا المقلب).
هذه مجرد تساؤلات من بعض المتزوجين الجدد ولكن بعد سنوات من الزواج والأبناء تقول صحيح إنه مقلب ولكنه.. أجمل مقلب.. وسؤالي لصندوق الزواج لماذا لا تكون هناك معاهد في كل مناطق الدولة لتهيئة الشباب المقبلين على الزواج من خلال دورات تثقيفية ورحلات للمحاكم لمشاهدة طوابير الشباب الباحثين عن الطلاق وسماع تجاربهم... مجرد سؤال؟
خليفة الرميثي
عدد اليوم
