الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التجربة الإماراتية في صناعة جيل الأمل مضرب الأمثال

19 يناير 2013 00:43
محمد حامد (دبي) - حصدت الكرة الإماراتية من مشاركتها في “خليجي 21” ما يفوق المكاسب الكروية المباشرة، فقد أصبحت التجربة الإماراتية في صناعة وتكوين جيل الأمل مضرب الأمثال، وهو نجاح إداري لافت وفقاً لما أشارت إليه غالبية الصحف الخليجية طوال فترات تغطيتها لأحداث البطولة التي اختتمت بالأمس في البحرين، وكانت صحافة السعودية وقطر والبحرين والكويت الأكثر تناولاً لقصة “جيل الأمل” الإماراتي، الذي تم تكوينه والصبر عليه لعدة سنوات، ليأتي موعد الحصاد، ومن بين المقالات المباشرة التي تناولت قصة تكوين الأبيض، ما كتبه عيسى الجوكم في صحيفة اليوم، حينما قال: “لماذا لا نستفيد من التجربة الإماراتية؟”، وأشار إلى أن النموذج الإماراتي في البناء والصبر يجب أن تتم الاستفادة منه في كافة الدول الخليجية التي تطمح إلى تكوين منتخبات تفتخر بها في المستقبل. وبعيداً عن هذا الجانب فقد أشار عبد العزيز الدغيثر الكاتب بصحيفة “الجزيرة” السعودية إلى بعد آخر يتعلق بتكاتف أجيال الكرة الإماراتية، حينما قال إن أساطير وقدامى نجوم الكرة الإماراتية يقفون مع الجيل الشاب الواعد، ويدعمونه كروياً وإعلامياً، وإدارياً، في إشارة إلى أن بعض قدامى نجوم “الأبيض” يقومون بمهام إدارية من أجل خدمة منتخب بلدهم، وهو نموذج يجب أن يسير على دربه مشاهير وقدامى الكرة الخليجية بشكل عام والسعودية على وجه التحديد، إذا ما كانوا يرغبون حقاً في رد الدين ورفع شأن الكرة في بلادهم وإفادة منتخباتهم من خبراتهم الكبيرة. وأضاف المقال الذي نشرته “الجزيرة” السعودية: “نجوم يدعمون.. ونجوم يتقاذفون الحقد! مؤلم جداً أن نجد نجوماً سابقين على مختلف الصعد، سواء إعلامياً أو رياضياً يتبادلون الاتهامات، ويتقاذفون أسوأ العبارات وتمنح لهم الفرصة من خلال القنوات غير مبالين، أو حتى محترمين إحساس وعواطف من يستمع لهم، في المقابل تجد نجوماً رياضيين وإعلاميين يقومون بأدوار خفية ومهمة في دعم مسيرة العمل سواء على المستوى الرياضي أو الإعلامي.. لقد لفت انتباهي عدد كبير من نجوم الكرة الإماراتية السابقين، وهم يرافقون بعثة منتخب الإمارات ويقدمون لهم النصائح والإرشادات”. وأضاف: “وكذلك تواجد عدد كبير من نجوم الكرة الإماراتية عبر الفضاء، يُؤازرون ويدعمون ما يمكن دعمه للاعبيهم وجماهيرهم، ونحن للأسف نتناحر ونتقاذف ونرمي التهم، ونقلل من شأن بعضنا البعض.. هذه الثقافة وهذه العقليات هي الهادم والمسيء للبلد وأبنائه قبل المحافل الرياضية والإعلامية”. وهناك جانب آخر تناولته الصحف الخليجية التي تسابقت في إبداء إعجابها بارتفاع درجة الانتماء والإخلاص لقميص “الأبيض”، حينما أشارت إلى أن دموع إسماعيل مطر وهو محمول على أعناق الجيل الشاب تؤكد انه لاعب في قمة الوفاء، فقد جلس على مقاعد البدلاء، ولكنه كان أكثر النجوم فرحاً بالفوز، وفي المقابل لم يتردد نجوم المستقبل في حمله على الأعناق احتراماً وتقديراً له ولتاريخه، وهي لمسة وفاء أخرى من الصغير للكبير، وكانت الصحف الخليجية ومواقع الإنترنت والمنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي سواء “تويتر” أو “فيس بوك” قد انفجرت من فرط تفاعلها مع “دموع سمعة”. وقالت صحيفة “الاقتصادية” السعودية: “فشل إسماعيل مطر قائد منتخب الإمارات لكرة القدم في إخفاء دموع فرح تأهل منتخب بلاده على حساب الكويت إلى المباراة النهائية من بطولة كأس الخليج الـ21، التي انهمرت بغزارة عقب صافرة النهاية، وهي دموع الوفاء والمجد”، فيما أشارت صحيفة “الوطن” إلى أن دموع القائد مطر إنما هي رسالة لكافة نجوم المنتخبات الأخرى. كما أشادت كافة الصحف الخليجية بالتجربة الإماراتية في الاعتماد على مدرب وطني، وهو مهدي علي الذي تفوق على الأجانب، خاصة في خليجي 21، ففي الوقت الذي تمت الإطاحة بفرانك ريكارد من تدريب الأخضر السعودي، وباولو أوتوري من تدريب قطر، يتم تكريم مهدي علي في ظل تألقه تدريباً، وهو ما أشار إليه يوسف السركال في مقابلة مع “الأهرام” المصرية، حيث قال: “الاعتماد على العنصر الوطني في الرياضة الإماراتية بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة أسلوب عمل واستراتيجية فنحن لدينا وفرة الآن من المدربين الوطنيين في كرة القدم، وهم يحصلون علي الفرصة كاملة ونحن نقف خلفهم وندعمهم لأن الصورة الآن أفضل من الماضي حيث كنا نفتقد إلى وجود بعض عناصر اللعبة ولهذا فثقتنا في مهدي علي بلا حدود وهو مستمر مع المنتخب وليس محل اختبار”. وكان من اللافت أيضاً أن الإعلام الإماراتي ابتعد عن الإثارة المفتعلة، ولم يقع في فخ متابعة القضايا التي تشع نار الخلافات، وهو ما تجلى في إبداء الجميع لإعجابهم الشديد بالتغطية الإعلامية الإماراتية لأحداث خليجي 21، سواء الصحافة المطبوعة أو القنوات التلفزيونية، الأمر الذي يعد مكسباً كبيراً يضاف إلى قائمة طويلة من المكاسب الإماراتية في المشاركة الخليجية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©