الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قراءة نقدية للأغاني من منظور تاريخي سوسيولوجي

قراءة نقدية للأغاني من منظور تاريخي سوسيولوجي
11 أغسطس 2014 23:54
محمد وردي (دبي) يُعد النفاذ إلى مكنونات النفس البشرية عبر ما قالته الأغاني وتحدثت به من تعابير، وما صورته من أحوال العاشقين من حب ووله وشغف أو شوق وصبر وسهد وألم وحرمان، أمرا فائق الأهمية في تصوير أنماط التفكير وصيغ التعبير وسمات الذهنية، التي أنتجت وتنتج الاتجاهات الفكرية والفنية والقِيمية والاجتماعية، التي تعيش في فلكها أجيال متتابعة، تتوارث ألقها الحضاري في مختلف تجلياته ومستوياته. هذا ما تحاول أن تقوله الدكتورة نجوة قصاب حسن في كتابها الجديد «هكذا تكلمت الأغاني/ تحليل مضمون 2800 أغنية عربية منذ بداية القرن العشرين وحتى العام 2012» الصادر حديثاً عن منشورات «دبي الثقافية» عدد يوليو الماضي، الذي يتألف من نحو ثلاثمائة وسبعين صفحة من القطع المتوسط. ويعتبر الكتاب من الأعمال المتقدمة على المستوى العربي، وربما الرائدة في مجال البحث بموضوع الأغنية ودلالاتها وأثرها على شخصية المتلقي من منظور تاريخي سوسيولوجي، يهدف إلى الكشف عن أنماط التفكير الحاكمة بالوعي الثقافي؛ من خلال الأغنية ككلمة شعرية نافذة ومؤثرة بفعالية على النشاط الذهني في المجتمعات الإنسانية بشكل عام، والعربية بشكل خاص. تقدم الدكتورة حسن رؤية وصفية تحليلية نقدية لمضامين كلمات الأغاني، التي انتشرت عبر ما يقرب من قرن من الزمن، وشكلت في مجموعها إطارا فكريا ثقافيا ومنحى وجه مسار التأليف والصياغة لأشعار الأغاني وأدبياتها، التي يتجدد حضورها وتتكرر ملامحها عبر العقود المتتالية حتى وقتنا الحاضر، من خلال جمع وقراءة ألفين وثمانمئة أغنية، كمادة معتمدة في دراستها أو كتابها الضخم. وهي أغان مختارة بعناية من ستة دول عربية هي: لبنان، وسورية، ومصر، والعراق، والأردن، وفلسطين، وهي بمجملها أغنيات دارجة وشائعة في تلك الدول منذ بداية القرن العشرين حتى عام 2012، زمن الشروع في الدراسة. اعتمدت الدكتورة نجوة قصاب حسن في دراستها على «منهج تحليل المضمون»، الذي شاع استخدامه في ميادين العلوم الاجتماعية والسياسية والإنتروبولوجية والإعلامية والأدبية وغيرها. وهو أحد أهم المناهج المتّبعة في دراسة وسائل الإتصالات وأشكال التفاعل الإجتماعي حسب تعبيرها. مؤكدة أن هذا المنهج يهدف إلى تحويل المعطيات الكيفية إلى معطيات كمية قابلة للقياس والدراسة والمقارنة والمقابلة، من خلال سلسلة من الخطوات المنهجية، وهو أحد الأساليب البحثية التي تستخدم في وصف المحتوى الظاهر أو المضمون الصريح للمادة الإعلامية وصفا كميا موضوعيا منظما. تقول الدكتورة حسن: إن الأغاني كونها هي الحامل الحقيقي للمشاعر والمتنفس المعبر عن لواعج النفس، فهي تحرر مكنونات العواطف وتختصر ألوان طيفها لتشكل سجلا حافلا بتفاصيل الحالة العاطفية، ومن ثم تطلقها بعد ذلك في الأثير، كي تكون نفحات جمال وإبداعات تتلقاها الآذان والقلوب وتتبناها وترددها وتعيش معانيها على مدى السنين. وقد تم تصنيف المشاعر التي تم التعبير عنها في أغاني العينة المدروسة وبيان تكراراتها لتكون مؤشرات دالة على صور الحب وحالاته المعاشة، كما تم التوسع في توصيف عالم الحب والتعريف به وبأحواله وبما كتب عنه في التراث والشعر والنتاج الأدبي والفكري كمدخل أو خلفية ثقافية مهّدت لقراءة محتوى الأغاني من منظور تاريخي وسوسيولوجي. كما تم تعريف الحب ودرجاته وأحواله وعلاماته، وتم إبراز العديد من النقاط المتعلقة بخصوصية توصيف حالات الحب وأنواع المشاعر المرافقة له في عينة الأغاني المختارة في موضوع الدراسة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©