الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شجرة «كورو» تستقطب سيّاح جبال أطلس في المغرب

شجرة «كورو» تستقطب سيّاح جبال أطلس في المغرب
26 يوليو 2011 20:09
تقف شجرة عملاقة منتصبة وسط غابات المغرب منذ مئات السنين، لم تؤثر فيها عوامل الطقس والتعرية، وظلت شامخة كالجبال الذي تحيط بها من كل جانب، وهذه الشجرة المعمّرة، التي أطلق عليها اسم شجرة “كورو”، هي أقدم أشجار الأرز في أفريقيا، حيث يفوق عمرها 800 سنة، ويبلغ طولها 42 متراً، وعرضها 8 أمتار، وسميّت بهذا الاسم نسبة إلى مكتشفها الجنرال الفرنسي هنري جوزيف كورو، الذي كان مندوباً لسلطات الاحتلال الفرنسي في المنطقة، وكان أول من أعلن عن وجود شجرة عملاقة بين أشجار غابات الأطلس في المغرب. استغلال سياحي توجد شجرة “كورو” على بعد كيلومترات قليلة من مدينة إفران، وسط غابة تنتشر فيها أشجار الأرز، حيث يطيب لعشاق رحلات الفرجة والتنزه قضاء أوقاتهم قرب الوديان والشلالات والاستمتاع بالهواء النقي والمناظر الخلابة والمرتفعات التي تحبس الأنفاس، كما تتميز المنطقة بتنوعها الحيواني والنباتي، وهي من أكثر مناطق المغرب خصوبة، وذلك بفضل غزارة الأمطار والثلوج التي تتساقط في المنطقة مند شهر أكتوبر إلى شهر أبريل. إلى ذلك، يقول عثمان كروض، بائع تذكارات يملك كوخا خشبيا قرب موقع شجرة “كورو”، إن بعض شباب المنطقة ابتدعوا طرقاً للاستفادة من إقبال السياح على شجرة “كورو”، حيث يعمل بعضهم في بيع الفول السوداني والمكسّرات التي يقدمها السياح للقردة، بينما يقوم آخرون بتقديم معلومات عن تاريخ المنطقة وتقاليد سكانها وأهم الأماكن التي يمكن زيارتها، ويضيف “يعرض بعض القرويين منتجاتهم التقليدية في أكواخ خشبية قرب شجرة “كورو”، حيث يستفيدون من شهرة الشجرة في بيع هذه الصناعات التقليدية والمنتجات التي يشتريها السياح كتذكارات وهدايا لأحبائهم، ويتخذ بعض المراهقين من مهنة تأجير الدواب مثل الحمير والبغال والخيول مصدراً لرزقهم خاصة في فصلي الربيع والصيف، حيث يرتفع إقبال السياح والزوّار على زيارة المنطقة”. ويؤكد كروض أن ارتفاع شجرة “كورو” يبلغ 42 متراً وعرضها 8 أمتار، ويقدر عمرها بنحو ثمانية قرون، ويشير إلى أن هذه الشجرة تحولت إلى مزار سياحي يجلب للمنطقة، آلاف السياح الأجانب والزوار المغاربة خاصة في فصلي الربيع والصيف، بينما يصعب الوصول إلى المنطقة في فصل الشتاء والخريف بسبب الثلوج والعواصف. ويحرص الجميع على التقاط صور قرب الشجرة، وأخذ قسط من الراحة قبل استكمال الرحلة نحو مرتفعات الأطلس، حيث الشلالات والجبال الشاهقة، وقد جذب إقبال السياح والمسافرين على هذه المنطقة أعدادا هائلة من القردة التي تعيش في غابات الأطلس، وتراقب هذه القردة من على أشجار الأرز حركة الزوار وتتحين الفرصة للاقتراب منهم والفوز بقطع الشوكلاته والكاكاو وحبات الفول السوداني والموز. ثروة طبيعية يقول الباحث في المجال البيئي عبد الحق سعداوي إن غابات جبال الأطلس تحتوي على كنوز عديدة ليس آخرها شجرة “كورو”؛ فغابة شجرة الأرز الموجودة في جبال الأطلس المتوسط تعد أكبر غابة أرز في العالم، وبها أجود أنواع شجر الأرز من حيث طول الشجرة، وامتداد الفروع ونوعية الخشب. ويضيف “المغرب مشهور بأنه بلد شجرة الأرغان وكان من الأجدر أن يشتهر بشجرة الأرز؛ لأن غابات الريف والأطلس المتوسط بها أعداد مهولة من شجر الأرز التي تنتشر على مساحة تفوق 134 ألف هكتار، وهي حقا ثروة طبيعية لا تحظى بالرعاية والاهتمام”. وعن مميزات شجرة الأرز المغربي، يقول سعداوي “تتميز شجرة الأرز بأنها دائمة الخضرة وسريعة النمو، وهي تنمو في المرتفعات، حيث تنخفض درجة الحرارة ويزداد تساقط الأمطار، أما خشب شجر الأرز فيتميز بأنه متين، ويصلح للنحت عليه ورائحته عطرة وذكية، ويدخل في عدة صناعات خشبية”. ويشير إلى أن شجر الأرز معرض للمخاطر بسبب الحرائق والقطع والرعي الجائر. ويوضح “تقطع سنويا آلاف أشجار الأرز بعضها أشجار معمرة، حيث يتواطأ تجار الأخشاب مع حراس الغابات ويقومون بقطع الأشجار بطريقة غير شرعية حتى أصبحت أشجار الأرز في بعض المناطق في الأطلس المتوسط قليلة ونادرة، وهذا الأمر خطير ويهدد التوازن البيئي، ويؤدي إلى انجراف التربة والتصحر وانقراض القردة والايل من جبال الأطلس”. ويدعو إلى القيام بدراسات وأبحاث عن ثروات جبال الأطلس، وإيلاء شجر الأرز العناية والاهتمام بتطوير مراكز حماية الغابات، وتدريب الحراس ومحاسبة كل من يقطع هذه الأشجار بطريقة غير مشروعة.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©