الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المراقبون يقرعون أجراس الإنذار استعدوا لركود أميركي

23 أغسطس 2006 02:01
اعداد - أيمن جمعة: هل فعلا حان الوقت الذي يجب ان يستعد فيه العالم لركود اميركي؟ تشير مجلة ''الايكونوميست'' في تقرير تحت عنوان ''مخاوف التراجع'' الى ان الخبراء يصفون اميركا منذ فترة طويلة بأنها محرك الاقتصاد العالمي وتقول ''الطلب العنيف من قبل المستهلكين الاميركيين والمدعوم بسوق عقارات قوي، هو المحرك الرئيسي لنمو اقتصاديات العديد من الدول التي تعتمد على الصادرات· ومن الطبيعي ان يؤدي استمرار الاعتماد العالمي الكبير على اميركا الى ظهور مشاعر خوف وقلق بين المحللين لان أية مشكلة في الولايات المتحدة ستلقي بآثار وخيمة على باقي دول العالم· وللاسف فان هذه المخاوف تعززت بالفعل بسبب ظهور بعض الشروخ المتمثلة في بيانات المكتب الحكومي الاميركي للتحليلات الاقتصادية التي أظهرت ان الاقتصاد الاميركي نما بنسبة 2,5 % فقط في الربع الثاني من العام وهو ما يقل عن توقعات السوق بنمو لا يقل عن ثلاثة في المئة ومقارنة مع 5,6 % في الربع الاول·'' ورغم ان البعض قد ينظر الى نسبة 2,5 % على انه نمو قوي بل ان السعادة ستنتاب بعض وزراء المالية الاوروبيين لو ان بلادهم حققت هذه النسبة لكن ''الايكونوميست'' تحذر من ان ''التراجع غير المتوقع في النمو الاميركي يتزامن مع هواجس بشأن مسيرة الاقتصاد الاميركي بصفة عامة· فمعدلات الادخار الاميركية لا تزال سلبية منذ الربع الثاني من العام الماضي، وهناك مخاوف بشأن مستقبل سوق العقارات، والاهم من ذلك ان انفاق المستهلكين لا يزال قويا وذلك لاسباب تتعلق اساسا بأن الاميركيين مستعدون بشكل متزايد للاقتراض·'' ''أسعار الفائدة'' ويرى غالبية المحللين ان الوضع لا يمكن ان يستمر على هذه الوتيرة، وان هناك عدة عوامل تؤكد أنه لا بد من نهاية· فالتضخم يرتفع -لاسباب تتعلق اساسا بارتفاع نفقات الطاقة- وهو ما سيجبر الاميركيين على خفض انفاقهم على السلع والبضائع القادمة من اوروبا والصين، وسيجبر البنك المركزي أيضا على رفع أسعار الفائدة بمعدلات أعلى · ومثل هذه الخطوة ستكون مؤلمة للمستهلكين المثقلين بالديون· وقد ترتفع أسعار الفائدة الاميركية مجددا اذا قرر الدائنون الدوليون الذين يضخون كميات كبيرة من الاموال في السوق الاميركي ان يحولوا محافظهم الاستثمارية الى دول اخرى، وهو امر من المتوقع حدوثه اذا واصل الدولار تراجعه في سوق الصرف· وحتى لو استطاع المستهلكون الاميركيون انتشال أنفسهم من مصاعبهم المالية فان تراجع الدولار سوف يقوض الطلب على الواردات القادمة من عدة دول تعتمد على الصادرات في النمو مثل الصين· ''احتمالات الركود'' وفي مقال نشرته ''الفاينانشال تايمز'' بعنوان ''يجب ان يستعد العالم لركود اميركي'' يقول البروفيسور نوريل روبيني رئيس مؤسسة ''روبيني للاقتصاديات العالمية'' إن تقديراته لاحتمالات انزلاق الولايات المتحدة في ركود ارتفعت الشهر الماضي لتصل الى 70 % من 50 %· ويقول ''رفع البنك المركزي قدمه عن مكابح الاقتصاد عندما قرر ترك سعر الفائدة بدون تغيير بعد رفعها خلال 17 اجتماعا متتاليا للجنة السوق الحرة المفتوحة وذلك رغم ارتفاع معدلات التضخم· لكن هذا التحرك جاء متأخرا للغاية· ربما كان البنك يتطلع لتراجع سلسل في النمو الاقتصادي، لكنه يواجه بدلا من ذلك خطر الركود· وسوف يشعر العالم بتداعيات هذا الامر·'' ويحذر روبيني من ان انخفاض الدولار اضافة الى ركود الاقتصاد الاميركي، سيؤدي لظهور ضغوط انكماشية في اوروبا واسيا دون ان تكون هناك فرصة كبيرة للمناورة من خلال أسعار الفائدة كما حدث عام 2001 وذلك لاسباب في مقدمتها ان تقريبا كل الدول الصناعية السبع الكبرى تعاني من اختلالات نقدية كبيرة· ''تداعيات خطيرة'' وستكون تداعيات هذا الوضع على الاسواق المالية خطيرة· ويقول روبيني ''رغم اننا قد نشهد انتعاشا في اعقاب توقف البنك المركزي الاميركي عن رفع اسعار الفائدة بما يشجع المستثمرين على التوجه الى الاسهم والسندات فانني أتوقع ان يلي ذلك تراجعا في البورصات الاميركية· وعندما يطل علينا شبح الركود فان أسواق الاسهم العالمية ستنخفض ومعها العملات والسندات والاذون في الاسواق الناشئة· وأخيرا فان الدولار قد يتعرض لموجة نزولية خارج نطاق السيطرة مع تضخم العجز التجاري الاميركي· البنوك المركزية والمستثمرون الاجانب يتخوفون الان من خسائر محتملة في الاصول المقومة بالدولار وهو ما سيدفع لموجة نزوح للاستثمارات الاجنبية من اميركا· حان الوقت لرفع درجة الاستعداد·''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©