السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مثقفون: الكتاب الورقي العربي سيبقى حاضراً لعقود طويلة

مثقفون: الكتاب الورقي العربي سيبقى حاضراً لعقود طويلة
22 أكتوبر 2010 21:28
منذ وقت ليس ببعيد تتناول الصحافة اليومية، العربية والأجنبية فضلا عن مواقع إلكترونية متخصصة، بين فينة وأخرى أخبارا تفيد بحتمية زوال الكتاب الورقي، ومؤخرا تم تناقل خبر حول تطورات تقنية تمَّ طرحها حديثا في الأسواق يمكنها أن تؤدي إلى زوال الكتاب الورقي خلال الخمس سنوات القادمة، وهذه التقنية هي عبارة عن جهاز حاسوب جديد خاص بقرأة الكتب أنتجته إحدى الشركات العالمية في صناعة الحواسيب يسهل من إمكانية الحصول وقراءة الكتاب الرقمي والاحتفاظ به بشكل أفضل من الكتاب الورقي مايؤدي إلى الوصول للمعلومة وتدويرها وحفظها بما يختصر مكتبة بأكملها. لكن هذا التطور يطرح سؤالا على الثقافة العربية من نوع: ما مدى قابلية هذا الطرح للبقاء ومصداقيته ومعقوليته في ما يخص الكتاب العربي الورقي تحديدا؟ وهل يمكن أن يكون عرضة للزوال خلال الفترة المحددة؟ وهل تجاوز المجتمع العربي إجمالا عهد الكتاب الورقي ليتسنى الحديث عن أفوله وحلول الكتاب الرقمي مكانه؟. في سياق الإجابة عن هذه الحصيلة من الأسئلة، قال الروائي محمد سناجلة من الأردن، رئيس الاتحاد العربي لكتّاب الانترنت “قيل ذلك منذ أكثر من عشر سنوات، وأعتقد أن الكتاب الورقي في لحظة ما سيزول، ذلك أننا نعيش عصرا متحولا من الورقي إلى الرقمي وقد يستغرق ذلك عشر إلى خمس عشرة سنة لكن بالتأكيد بعد ذلك سيسود العصر الرقمي وسيسود الكتاب الرقمي، وهذا أمر حتمي، من وجهة نظري، نظرا لسيرورة الأشياء”. وأكدّ “هذا لا يعني أن الكتاب الورقي، عربيا، لم يعد له جمهورا من القراء، وحقيقة الأمر أننا ما زلنا ورقيين ونعتمد ورقيا على الكتابة، لكن لنتخيّل أبناءنا الذين يقضون أمام جهاز الكمبيوتر هذا العدد من الساعات فهل سيقرأ هؤلاء مثلنا من الكتب أم من الانترنت مباشرة؟ فضلا عن شكل جهاز الكمبيوتر، وكيف سيكون عليه آنذاك”. أما عن انتهاء هذا العصر الذي أسماه سناجلة بـ “التحولي” خلال خمس سنوات، فأشار إلى أن “الفترة قصيرة جدا، وأظن أن الأمر يحتاج إلى فترة ما بين خمس عشرة سنة إلى عشرين لزوال الورقي تماما، وذلك على مستوى الغرب المتطور تقنيا والقادر على استيعاب التطورات الحادثة الآن، أما على مستوى العالم الثالث عموما والعالم العربي تحديدا، فإن المتفائل يقول بأن هذا الأمر يحتاج إلى خمسين على الأقل”. أما الدكتورة زهور كرّام من المغرب، الناشطة في مجال الأدب التفاعلي، أكدت “إنْ كان ذلك لم يحدث بعد في دول متقدمة فما بالك بنا نحن العرب؟ لا يمكن للكتاب الورقي أن يتوقف أو ينتهي لأن هناك حاجة ملحة لهذا النوع من الكتابة عربيا، ذلك أننا عندما نتحدث عن الكتاب الرقمي فنحن نتحدث عن وسائط تكنولوجية غير متاحة أمام الجميع باعتبارها تربية وتعليم وإمكانية مادية، بالتالي ليس لدى الجميع المقدرة على امتلاك هذه الوسائط وثقافة هذه الوسائط، لذلك لاأظن أن هذا سيحدث، بل أنا لست مع هذه الفكرة وأنحاز أكثر إلى فكرة أن يمتلك الإنسان الخيارات ما بين الورقي والرقمي”. ولاحظت الدكتورة كرّام “أن الترويج لمثل هذه الأفكار يأتي من قِبَل منتجي التكنولوجيا ولغايات تتعلق بالبيع والشراء وبالبضاعة المطروحة الآن في السوق، لذلك لا ينبغي على المثقف العربي أن يسقط في هذه الثغرة لأنها طروحات تخص الشركات الكبرى حتى تترسخ لدينا تلك الحاجة إلى نبذ الورقي وتقديس الرقمي، وهذا ما على وعينا أن يدركه، فلا نسقط ضحية هذه الطروحات، على الأقل بالنسبة لنا نحن العرب”. وقال الناقد الدكتور صالح هويدي من العراق “أمام تصريحات عن انحسار الكتاب الورقي، لا أجد سوى أن أحسد الذين يطلقونها، ولا أدري، فربما يتمتعون بخيال خصب، لكن لا ينبغي أن نعيرهم انتباها كبيرا ونحمل ما يقولونه على محمل الجدّ، فهؤلاء منجمون ولا يتعظون بدروس التاريخ”. وأشار الدكتور هويدي إلى أن “الكتاب الرقمي من الممكن له إرضاء طموح وأذواق كثيرين، لكن ماذا نفعل بهذه الملايين وكيف ستستطيع التخلص في خمس سنوات أو عشر أو عشرين من الكتاب المطبوع”. وحسم هويدي الأمر بالنسبة إليه بالقول “أعتقد أن الكتاب الورقي سيستمر، حتما سيستمر، لكن لا استطيع أن أخمِّن كم سنة”. وأخيرا إلى الناقد والروائي عبد الفتاح صبري من مصر، الذي أكد على أن إمكانية اختفاء الكتاب الورقي في خمس سنوات او في أكثر بقوله “هذا تصور فظيع لا ينطبق على الحالة العربية بل العالمية، وأعتقد أنه مهما تطورت أساليب إظهار الكتابة إلا أننا سنظل نعتمد على الورق لأجيال طويلة مقبلة، لأن استخدام وسائط التقنية الجديدة غير متاحة في كل الأوقات أو لكل الناس”. وأضاف “سيظل الكتاب الورقي أساسا يقوم عليه نقل المعلومة من الورق إلى الشبكة، فإذا أردنا كتابة معلومة أو سوى ذلك فنحن نعتمد بدءا على الورق، لكن سوف يتلازم الورقي والرقمي وربما يتوازيا عبر أجيال عديدة قادمة. لكن أعتقد أن سيطرة الكتاب الرقمي هي احتمال بعيد”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©