ينتقل أرشيف فرقة مسرح الشارقة الوطني إلى مقر مجموعة مسارح الشارقة في قصر الثقافة قريبا، وذلك بموجب اتفاقية أنجزتها إدارة المجموعة مع مجلس إدارة الفرقة.
وسوف يجري إشهار الاتفاقية في مؤتمر صحفي خاص سوف يُعلن عن موعده قريبا بحيث يتم في مقرّ المجموعة بمشاركة مجلس إدارة الفرقة وبحضور عدد من نجوم المسرح المحلي والعربي والعالمي، من الذين مرّوا بالدولة يوما ما، ولهم إسهام بارز، ثقافيا وفنيا، وحضور مميز في الأرشيف ذاته.
وفي تصريح لـ “الاتحاد” قال محمد بن جرش، مدير عام المجموعة، “تملك فرقة مسرح الشارقة الوطني أرشيفا مميزا بدأ العمل فيه مع نهاية السبعينيات من القرن الماضي، وتعود محتويات العديد من وثائقه إلى سنوات طويلة سابقة على نشوء الدولة، ويضمّ وثائق سمعية/ بصرية وأخرى مقروءة لفعاليات وأنشطة فنية وثقافية أقيمت في مقرّ المسرح الذي اضطلع بدور ثقافي رائد آنذاك وتمّت أرشفتها خلال تلك السنوات بتقنيات متنوعة جعلت من هذا الأرشيف أرشيفا تاريخيا بالفعل” وأضاف “إن أي مؤسسة تتمنى أن يكون لديها أرشيفا تحتضنه وتعمل على تطويره باستمرار، الأمر غير المُتاح أمام الكثير من المؤسسات المحلية المعنية بالشأن الثقافي إجمالا والفني تحديدا” معربا عن سعادته بهذا الأرشيف الذي اعتبره إنجازا لمؤسسته حديثة العهد، ثلاثة أعوام فقط، بوصفه مشروعا داعما للحركة الثقافية في دولة الإمارات حيث يعبّر هذا الأرشيف عن تاريخها واستمراريتها وطبيعة حراكها.
وردا على سؤال حول مدى اهتمام مجموعة مسارح الشارقة في أن تكون مرجعية للحركة المسرحية المؤسسية ضمن فَهْم استراتيجي متبلور لفكرة “أرشيف” يحافظ على تاريخ هذه الحركة، قال بن جرش “نحن في عملنا هنا في المجموعة نعتمد على التخطيط والتنظيم والدراسة والتقييم للأوضاع الثقافية والفنية بحيث نكون على دراية معقولة بالحاجات الملحة والراهنة للفعل الثقافي إجمالا، هكذا استجبنا بسرعة لدعوة مسرح الشارقة الوطني للحفاظ على هذا الأرشيف، فقمت بوصفي مسؤولا بزيارة للفرقة واطلعت على الأرشيف في موقعه واكتشفت، حقيقةً، أنه ثروة تستفز الحس الوطني باتجاه الحفاظ على هذا الموروث وهذا التاريخ، بحيث جاءت هذه الاستجابة منسجمة مع استراتيجية المؤسسة في خلق أرشيفها الخاص، وعندما يتحقق لك فأنت تنجز أرشيفا تاريخيا خاصا خلال أقل من عام، وهذا بحدّ ذاته إنجاز، فضلا عن أنك تجعل من المؤسسة مرجعا للدارسين والباحثين والطلبة المتخصصين في الفنون المسرحية وتاريخها في الإمارات سواء أكانوا إماراتيين أو قادمين من خارج الإمارات، في حين هو أرشيف غير موجود لدى مؤسسات محلية أخرى”. لافتا الانتباه إلى أن هناك “دوائر استشراقية ما زالت تدرس الشخصية العربية بناء على تفاصيل قد لا تخطر على بالنا، كأنْ تَجري هذه الدراسة من خلال الحراك المسرحي مثلا أو سواه من القطاعات والتفاصيل الثقافية والمعرفية الأخرى، أضف إلى ذلك أن الإمارات خلال فترة قصيرة من عمر الدولة قد حققت قفزات هائلة ولافتة جعلت منها محطّ اهتمام غربي أيضا وليس عربي فحسب”. مؤكدا أن هناك “حاجات ينبغي إدراكها والتفاعل مع أهميتها استراتيجيا”.
وأوضح بن جرش أن الخطة السنوية الأولى التي انتهت في السابع والعشرين من الشهر الماضي “كانت تركّز بالفعل على أن نضع مجموعة مسارح الشارقة على خارطة الفعل الثقافي مثلما على أجندة المجتمع المحلي، وقد قطعنا شوطا في هذا السياق عن طريق الفعاليات التي أقمناها خلال العام الماضي، وبعد أنْ تمّ تثبيت مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي الذي يقام في مايو من كل عام بالتعاون مع منطقة الشارقة التعليمية والمكتب التعليمي في المنطقة الشرقية دون أن يعني ذلك أن المهرجان مغلق على مدارس الشارقة بل هو بالأساس مشروع تربوي تكاملي، يتوجه بشكل عام ووفقا لنظرة مستقبلية، إلى مدارس الدولة كلها التي تتبع وزارة التربية والتعليم أو القطاع الخاص. وبعد إنجاز ذلك، بدأنا نتوجه دوليا بما ينعكس إيجابا على ما هو محلي بإقامة ورش عمل متخصصة سواء بالفنون المسرحية أو إعداد الكوادر الإدارية في المؤسسات الثقافية مثل مجموعة مسارح الشارقة وغيرها من المؤسسات، وذلك بالطبع إلى جوار فعاليات فنية وثقافية دولية الطابع بدورها”.
كشف ابن جرش النقاب عن أن المجموعة تعكف الآن على إعداد برنامج من شأنه أن يبرز الدور الثقافي للشارقة بوصفها أول عاصمة للثقافة العربية ما تزال مستمرة في عطائها حيث يشتمل البرنامج على فعاليات مسرحية وغير مسرحية دولية ضمن خطة عمل واسعة لا تغفل النشاط الثقافي المحلي بل تعزز منه.
عدد اليوم
