الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

باريس وواشنطن لن تشاركا في مؤتمر «سوتشي»

29 يناير 2018 23:41
عواصم (وكالات) أعلنت باريس وواشنطن عدم مشاركتهما في مؤتمر «الحوار الوطني السوري» الذي انطلقت أعماله أمس، في مدينة سوتشي جنوب روسيا، وأعرب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان عن شكوكه في إمكانية أن يحقق المؤتمر تقدماً ما في تسوية الأزمة السورية، فيما أكدت موسكو أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستيفان دي ميستورا سيرأس لجنة دستورية جديدة تتشكل خلال المؤتمر، وقللت من غياب المعارضة، مؤكدة أن ممثلي بعض القوى المعارضة السورية توجهوا إلى سوتشي رغم التهديدات التي طالتهم، ما يؤشر انقساماً في صفوف المعارضة. وأعرب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان عن شكوكه في إمكانية أن يحقق مؤتمر سوتشي تقدماً ما في تسوية الأزمة السورية. وأوضح أثناء زيارته إلى طوكيو أنه يستمد موقفه هذا من «فشل» الجولة التاسعة من المفاوضات السورية-السورية في فيينا. وقال، «لا أعتقد أنه سيكون هناك تقدم في سوتشي، وخاصة لغياب عنصر مهم من المعارضة السورية هناك، وذلك بسبب رفض النظام خوض الحوار في فيينا». واعتبر أن بدائل عن المفاوضات الجارية تحت رعاية الأمم المتحدة «ليست خياراً جيداً». من جهته، قال مساعد المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية ألكسندر جيورجيني في موجز صحفي في باريس أمس، إن «المفاوضات برعاية الأمم المتحدة تبقى إطاراً شرعياً وحيداً لتسوية الأزمة السورية، بناء على القرار 2254 لمجلس الأمن الدولي وبيان جنيف، أما سائر المبادرات، بما فيها اللقاء في سوتشي المنظم من قبل روسيا، فيجب أن تستهدف دعم العملية الدولية وأن تصب في هذا الإطار». وأشار إلى أن باريس لا ترى «بديلاً لحل سياسي متفق عليه عبر مفاوضات بين الطرفين أي بين النظام والمعارضة، تحت رعاية الأمم المتحدة». كما ذكر جيورجيني أن بلاده تحمل الرئيس السوري بشار الأسد كامل المسؤولية عن الصعوبات التي تعرقل بناء جسور الحوار السوري السوري». وفي نفس الشأن نقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن المتحدثة باسم البعثة الدبلوماسية الأميركية في روسيا ماريا أولسين قولها إن،«الولايات المتحدة قررت الامتناع عن حضور مؤتمر سوتشي بصفة دولة مراقبة، معربة عن تضامن واشنطن مع قرار الهيئة التفاوضية الموحدة التابعة للمعارضة السورية، المتمخضة عن مؤتمر الرياض-2». وأضافت أنه ينبغي تركيز الجهود المشتركة على دعم العملية السياسية التي تجري في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة، مشيرة إلى حرص واشنطن على مواصلة التعاون مع الأمم المتحدة والدول المعنية الأخرى بما فيها روسيا، والهيئة التفاوضية الموحدة، وترحب بأي جهود تهدف إلى دفع العملية السياسية للأمام، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، والبيان المشترك الصادر عن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي دونالد ترامب، بعد لقائهما في دانانج الفيتنامية في نوفمبر الماضي. ونبهت السفارة الأميركية بأهمية تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي المذكور والمتعلق بتشكيل لجنة خاصة بصياغة دستور جديد لسوريا، مؤكدة إدراك الولايات المتحدة بأن قرار الأمم المتحدة إيفاد دي ميستورا إلى سوتشي يستند إلى التزامات روسيا الثابتة فيما يتعلق بعملية جنيف. وأكدت أولسين أن هذا الموضوع كان بين النقاط المطروحة على أجندة المفاوضات الأخيرة بين وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس. من جهة أخرى، قالت وكالة إنترفاكس الروسية أمس، نقلا عن وثائق رسمية، إن دي ميستورا سيرأس لجنة جديدة تتشكل خلال مؤتمر للسلام في روسيا هذا الأسبوع، لصياغة الدستور الجديد لسوريا، وكشف مندوب روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين، أن ممثلي بعض القوى المعارضة السورية توجهوا إلى سوتشي لحضور مؤتمر الحوار الوطني. وقال«أقلعت من مطار جنيف صباح امس طائرة خاصة متوجهة إلى سوتشي، وعلى متنها ممثلو المعارضة السورية المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني السوري يومي 29 و30 يناير». وأوضح أن على متن الطائرة 71 من المشاركين في المؤتمر، وهم يمثلون مختلف فصائل المعارضة السورية، وخاصة حركة المجتمع التعددي وتيار«قمح» وتيار الغد السوري والتكتل الوطني الديمقراطي. وأشار إلى أنه «على الرغم من الضغط النفسي الضخم، الذي تعرض له السوريون من قبل أولئك الذين يسعون لمواصلة الاقتتال في سوريا ومنع المعارضة من المشاركة في مؤتمر سوتشي، تحلى ممثلو المعارضة بالشجاعة وتوجهوا إلى سوتشي لتقرير مصير بلادهم، وأطلقت تجاههم تهديدات سافرة بالتصفية». وأشاد بورودافكين بمشاركة المعارضين السوريين في مؤتمر الحوار، معتبراً ذلك «دليلاً على أنه سيجتمع خلال المؤتمر محبو الوطن السوريون الحقيقيون، المستعدون لإيجاد لغة مشتركة فيما بينهم»، كما أعرب عن الامتنان لسلطات سويسرا على المساعدة في تنظيم الرحلة وحل بعض المسائل اللوجيستية والأمنية.وفي السياق، قلل الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوفمن تأثير غياب بعض ممثلي المعارضة السورية عن لقاء سوتشي، مؤكدا أنه لن يحبط القائمين على المؤتمر كما لن يقلل من أهميته. من جهته، قال جورج صبرا المعارض السياسي السوري البارز، إن المؤتمر مضيعة للوقت، وأضاف«سوتشي مشروع لخدمة السياسة الروسية، بعد أن وضعوا يديهم الثقيلة على الأراضي السورية». وتوقعت هداية يوسف، السياسية الكردية السورية البارزة، على وسائل التواصل الاجتماعي ألا يسفر سوتشي عن شيء يذكر، كما قالت صحيفة الوطن السورية،، إنه لن يكون هناك تمثيل رسمي للنظام في سوتشي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©