البنوك الاستثمارية الأوروبية تستعد لموجة جديدة من خفض التكاليف

تخطط البنوك الاستثمارية الأوروبية للكشف عن عمليات خفض واسعة في التكاليف وسط التراجع الواضح في العائدات التجارية ومخاوف انكشافها على اقتصادات المنطقة المثقلة بالديون السيادية. ويستعد العاملون في بنك “يو بي أس” لمواجهة عمليات تسريح كبيرة تصل إلى 5,000 موظف موزعة على فروع البنك المختلفة، في الوقت الذي يبدأ فيه البنك السويسري و “دويتشه بنك” الألماني موسم الإعلان عن النتائج الربعية. ويسير كل من “كريديت سويس” و “باركليز” في نفس خط خفض الوظائف بغية تقليل المصاريف لتحقيق الأهداف الربحية الطموحة. وانخفض الدخل الثابت من عائدات قطاع المتاجرة الذي يمثل المكوّن الرئيسي لأرباح المصارف الاستثمارية منذ الأزمة المالية العالمية، في أكبر البنوك الأميركية في الربع الثاني مقارنة بأول ثلاثة أشهر من العام الحالي. ويتوقع المحللون إعلان البنوك الاستثمارية الأوروبية عن نفس عمليات الخفض في الوقت الذي قلّص فيه العملاء معدل مخاطر الانكشاف في مناخ اقتصادي يتسم بعدم اليقين. كما من المنتظر أن يواجه “كريديت سويس” أكبر نسبة في انخفاض عائداته الثابتة من قسم العملات والسلع من بين المصارف الاستثمارية الأوروبية الأربعة الكبيرة، مع توقع انخفاض ربعي يصل إلى 41% في “مورجان ستانلي”. وذكر المحللون أن الارتفاع الواضح في نشاطات الاستحواذات والاندماجات واكتتاب الديون وإصدار السندات، يمكن أن يساعد ولحد ما في جسر فجوة المصارف الأوروبية. كما ارتفعت الرسوم السنوية للقطاع المصرفي الاستثماري العالمي في النصف الأول من العام الجاري بنحو 23%، وبنسبة 26% في أوروبا. وعموماً من المرجح أن يبلغ متوسط انخفاض عائدات البنوك الاستثمارية في “دويتشه بنك” و “يو بي أس” و “كريديت سويس”، نحو 25% مقارنة بالربع الأول القوي، بينما كان متوقعاً تراجع صافي الأرباح بنسبة يبلغ متوسطها 49% خلال نفس الفترة، وذلك وفقاً للبيانات الواردة من “سيتي جروب”. كما من المنتظر في المملكة المتحدة تراجع عائدات المصارف الاستثمارية في “باركليز” و “مجموعة رويال بنك أوف اسكتلندا”، بنسبة قدرها 30% مقارنة بالنصف الأول من العام 2010، مع انخفاض في الأرباح قبل الضرائب بنسبة مشابهة. وربما تكون المجموعات التي انتهجت استراتيجيات تجارية أكثر حذراً، أكبر المتضررين من التراجع الذي ساد السوق المصرفية. وفاجأ “جولدمان ساكس” مؤخراً “وول ستريت” بأسوأ أداء له في الدخل الثابت من قطاع المتاجرة، بالإضافة إلى انخفاض عائداته في الدخل الثابت للعملات والسلع بنسبة ربعية بلغت 63%. وفي سويسرا، يعتبر “كريديت سويس” من ضمن المصارف التي عملت على خفض المخاطر من خلال عائدات استثمارات مصرفية تتميز بشيء من الاستقرار. وعادة ما تقوم البنوك بتسريح موظفيها استجابة للبطء الذي يلازم الأسواق في بعض الأحيان. ومن المتوقع أن يستهدف “يو بي أس” خفض في قوته العاملة تصل لما بين 5 إلى 7% تشمل كل فروعه المنتشرة حول العالم. كما يتوقع المحللون أيضاً أن تكشف العديد من المصارف الأوروبية عن عمليات شطب واسعة في ديونها السيادية على اليونان. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز ترجمة: حسونة الطيب