الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التجربة الماليزية

26 يوليو 2011 21:04
تحدثنا في الأسابيع الماضية عن التجارب السياحية الناجحة في تركيا وتايلاند، وإذا تحدثنا عن النجاح بكل معانيه فلا بد أن نتحدث عن التجربة الماليزية أيضاً، فهي من التجارب الناجحة القليلة التي يجب النظر لها بعمق، ودراستها بشكل مستفيض، لعلنا نجد ما يمكن أن نستفيد منه، ونطبقه على أرض الواقع. العديد من الخبراء والمحللين في العالم خاصة في الدول النامية قاموا بدراسة التجربة الماليزية من جوانبها الاقتصادية والسياسية كافة ، فهي تجربة جديرة بالدراسة والتأمل ولكننا سوف ننظر لتجربتها السياحية وكيف تمكنت ماليزيا من خلال تجربتها المتكاملة من النهوض بصناعة السياحة في فترة لا تعتبر طويلة. فماليزيا التي تقع في جنوب شرق آسيا، وتبلغ مساحتها 329,8 ألف كيلو متر تقريباً، يبلغ عدد سكانها حوالي 24 مليون نسمة، وتتراوح نسبة المسلمين فيها من 50% إلى 80%، ويتكون شعبها من الملايو، ومجموعات أصلية أخرى بنسبة 62%، وذوي الأصول الصينية بنسبة 30%، والمتحدرين من أصل هندي بنسبة 8%، وهم يتحدثون لغات الملايو والصينية والتاميل والإنجليزية، بالإضافة إلى لغات ولهجات محلية أخرى، ورغم هذا التنوع في الأصول واللغات الا أنها تمكنت من النهوض وبشكل متناغم وسريع بالمنظومة السياحية. فقد أصبحت ماليزيا مؤخراً وجهة الخليجيين واستطاعت هذه الدولة الأنيقة والمسالمة شعباً وطقوساً أن تصبح الاختيار الأول لوجهة العرسان والعائلات، فتجد البسمة مرسومة على الوجوه تعبر عن دفء الضيافة والمشاعر. فمنذ أن تهبط طائرتك بمطار كوالالمبور الدولي يتم استقبالك بأسلوب تشعر من خلالة أنك السائح الوحيد بالمطار فتجد الاهتمام لإنهاء كافة إجراءاتك بسهولة ويسر شديدين مع الابتسامة التي لا تفارق الوجوه. تمكنت ماليزيا من توفير كافة الخدمات والطقوس التي تتناسب مع طبيعة الشعوب العربية والخليجية، فقامت بدراسة هذه الشعوب دراسة مستفيضة تجد ذلك واضحاً في الحملات الإعلانية التي تهتم بسياحة العائلة والأطفال لأن الطفل أصبح عاملا مشاركاً في تحديد الوجهة السياحية الصيفية، وأصبحت توفر لهم متطلباتهم كافة من مأكولات وانتقالات وإقامة فتجد المطاعم العربية منتشرة ومتنوعة في المناطق كافة، ولعلمهم بأن العائلة الخليجية تتكون من عدد كبير من الأفراد قامت بتوفير أماكن فاخرة للإقامة مثل الشقق الفندقيه السياحية والتي توفر مصاريف إقامة جيدة مقارنة بالفنادق، وفي الانتقالات يتم توفير سيارات (فان) لتسع الأسرة بالكامل ويقومون بالتحرك سوياً في كافة أرجاء ماليزيا. كما أن العاصمة الماليزية، بأسواقها ومراكزها التجارية الضخمة التي تعرض إلى جانب السلع والمنتجات من أشهر الماركات التجارية العالمية، من أزياء وعطور ومستحضرات تجميل وحلي ومصوغات، بالإضافة الى الصناعات والمنتجات الماليزية بجودتها العالية، فضلا عن منتجات الحرف اليدوية المبهرة، التي تعكس عمق وثراء الثقافة التقليدية، لتقدم فسيفساء رائعة لتراث ماليزيا، فتعد هذه المدينة جنة لمحبي التسوق والتذوق. أعتقد أن الحديث عن هذه التجربة يحتاج صفحات ولكننا نحاول أن نتلمس أطرافها لعلنا نستطيع أن نحاول كدول عربية الاستفادة منها، وحتى لو لم نستفد من التجربة ككل، فهي تحتاج لوقت، ولكن يمكننا الاستفادة ولو من الابتسامة التي يتميز بها الماليزيون على أقل تقدير. وحياكم الله إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©