الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ميريل لينش تتوقع نمواً مزدهراً في الهند لعشر سنوات قادمة

24 أغسطس 2006 00:26
دبي - الاتحاد: ينظر مديرو الاستثمار في مؤسسة ''ميريل لينش'' المالية بتفاؤل شديد الى مستقبل الاقتصاد الهندي في ضوء معدلات النمو العالية والثابتة التي حققها خلال السنوات الثلاث الاخيرة وتوقعوا في تقرير صدر امس ان التغييرات البنيوية الضخمة تتفتح في الهند مع الوعد بأن تغييرات كثيرة ستحدث· وسيكون لهذه التغييرات أثر مهم على النمو والربحية والانتاجية مما يدعم فرص الاستثمار في هذا البلد· وأشار مديرو الاستثمار ان الهند على عتبة نمو مطّرد في السنوات الخمس الى العشر القادمة في كلا الناتج الداخلي الاجمالي الحقيقي والارتفاع في قيمة الاسهم السوقية· وأسواق الاسهم الهندية يمكن ان تنكشف عن جيوب من التقلبات في السنة المقبلة، لكن هذه يجب ان تستخدم كفرص للاستثمار لأن الاساسيات هي في المكان المناسب لاتجاه وطيد في الامد الطويل· وفي هذا السياق، تقدّم الهند خياراً جذاباً للمستثمرين الاجانب، فتوفر التنويع والمجالات الواسعة والعمق اكثر من عدد كبير من الاسواق الناشئة· فاقتصادها الذي يندرج في المرتبة العاشرة على اساس الناتج الداخلي الاجمالي ونموها بمعدل 8 في المئة تقريباً سنوياً في الاعوام الثلاثة الاخيرة، تقيم الدليل الساطع على نمو مطرد بالارقام الحقيقية وزيادات بالقيمة الاجمالية لأسهم شركاتها في السوق· وقد أخذ العالم يعي إمكانيات الهند المهمة كما يستدلّ من التدفقات الهائلة التي أتت اليها في السنتين الماضيتين· فمن المحتمل ان تبقى السيولة المتدفقة الى اسواق الاسهم من الداخل والخارج قوية، بفضل المؤسسات الاهلية والمستثمرين الاجانب، كما من المستثمرين الصغار في الداخل· والكلّ ينشدون الاستفادة من إمكانيات النمو الاقتصادي المتسارع· ان هذا الاهتمام المتّسع أضرم الارتفاع في السوق الى مستويات قياسية في مايو الماضي· فالتصحيح اللاحق والتقلبات الاخيرة عكست معدلات الفائدة التي ارتفعت عالمياً والوعي للمخاطر التي دخلت في بنية الاسعار في الاسواق الناشئة· غير ان الاساسيات، الطويلة الامد، تستمر مشرقة· فالناتج المحلي الاجمالي أحدث معدل نموٍّ حقيقياً ونشيطاً بلغ 4,8 في المئة للسنة المالية 2006 (أبريل 2005 الى مارس 2006)· اما في ما يتعلّق بالسنة المالية ،2007 فيرتقب ان يبلغ معدل نمو الناتج المحلي الاجمالي 5,7 في المئة· بينما يرجّح ان تنمو ارباح الشركات بمعدل 18 الى 20 في المئة ،وقد دأبت اسواق الأسهم ان تعطي عائدات تضاهي او تتجاوز معدل نمو ارباح الشركات· وفي ظل هذا الواقع نجد ان مؤشر BSE-03 الحسّاس يعكس حالياً مكرّراً للأرباح يقرب من 16 مرة· وعليه، نبقى صعوديين ازاء الاسهم الهندية ونعتقد ان العائدات يمكن ان تصل الى معدل سنوي مركّب يبلغ 15 في المئة في أفق استثماري يتراوح بين 3 الى 5 سنوات· ولايتوقع الخبراء تباطؤاً في النمو الاقتصادي إذ ان كل المحاور الاستثمارية التي تساهم في النمو بما فيها توفير الخدمات الى الخارج والاستهلاك الداخلي وإنماء البنية التحتية تبقى متوافرة·وثمة ما يقرب من 000,441 متخرّج ومجاز في الهندسة يصبحون مؤهلين سنوياً لدخول سوق العمل· كما ان التفوق الناتج عن الاجور المتدنية يبدو مرشحاً ان يستمر في السنوات القادمة· فالشركات الهندية تسير صعوداً في سلّم القيمة الى مجالات واسعة وتنمو اكثر ثقة مع بعض اللاعبين حتى انها تقوم بدمج عملياتها والتملّك خارج الحدود· ان التكنولوجيا وتكنولوجيا المعلومات وما يتفرّع عنهما يبقيان الركن الاساسي للصادرات الهندية ويتوقع ان يصل الدخل الى 38 مليار دولار اميركي في ·2008 ويتهيأ اللاعبون العالميون لأن يلجأوا الى خدمات خارجية اخرى في الصيدلة والسيارات والهندسة· ثمة اكثر من 50 في المئة من شركات ''فورتشن ''500 تستقدم خدماتها من الهند وعلى هذا الاساس تنمو صادرات هذا البلد استثنائياً بمعدل 30 في المئة سنوياً· وفي الوقت ذاته، لا يعتمد نمو الهند فقط على التصدير· فنموذج النمو المتّجه الى الداخل يؤمّن عازلاً لا يستهان به اذا ما بدأ النمو العالمي بالفتور· فلدى الهند بيئة سكانية جديرة بالالتفات حيث ان 4,81 في المئة من السكان هم دون سن الرابعة والاربعين ونحو 7 ملايين هم ''المنتجون الشباب'' الذين تتراوح اعمارهم بين 3420 سنة يدخلون سوق العمل كل عام· أضف الى ذلك طبقة متوسطة، كبيرة الحجم آخذة بالتوسع (ينمو الدخل الشخصي فيها بمعدل 5,10 في المئة سنوياً) وذات مستويات عالية من الثقافة وليس من المستغرب ان تشتد الطموحات والاستهلاك وتجارة التجزئة· ان مؤشر أ·ن·كيرني، الذي يرصد تطوّر تجارة التجزئة العالمي لسنة ،2005 وضع الهند في مرتبة توصف بأنها البلد الاكثر جاذبية بين الاسواق الناشئة وعلى اثر نزول معدلات الفائدة من 14 الى 2,8 في المئة خلال السنوات العشر الماضية، فإن المساكن والمنتجات الاستهلاكية مثل السيارات والقطاعات المتفرعة عنها والاسمنت والصناعات التحويلية، شهدت ارتفاعاً مهماً في الطلب· مع ذلك، بقي دين المستهلك الهندي متدنياً، إذ ان معدل دين العائلة الهندية يشكّل أقلّ من 5 في المئة من مجمل الناتج المحلي· لذلك تبقى آثار ارتفاع معدلات الفائدة الاخير على الاستهلاك خافتة· ورغم الازدحام في البنية التحتية للهند لم يحدث ايّ شعور بمضاعفة الاستثمار· وهذه عيوب ظاهرة· لكن الحكومة تعهّدت، بالاشتراك مع المساهمين في القطاع الخاص، باتخاذ سلسلة من المبادرات من اجل تطوير البنية التحتية من طرقات ومرافئ ومطارات وطاقة ومصارف واتصالات· ومن المتوقع ان يزداد الانفاق على البنية التحتية بمعدل يقرب من 67 في المئة في الثلاث سنوات القادمة· على سبيل المثال، يتوقع ان يرتفع الاستثمار بالطرقات من 5,2 مليار بالعام في الوقت الحاضر الى نحو 50 مليار دولار اميركي في السنوات الخمس القادمة· وتتبيّن إمكانية النمو الهائل من نجاح صناعة الاتصالات التلفونية الهندية· فالهند، هي اليوم، ذات النمو الاسرع في العالم في سوق الهاتف الجوّال· فقد ارتفع عدد المشتركين من صفر الى اكثر من 114 مليون مشترك في 9 سنوات وتستمر في إضافة 5 ملايين مشترك كل شهر· ومع ذلك، فإن كثافة الهاتف في البلد لا تزال 13 في المئة فقط· ومن المرتقب ان تصل الى 30 في المئة في السنوات الثلاث القادمة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©