عواصم- وكالات الأنباء: حذرت سوريا أمس من أنها ستغلق الحدود مع لبنان لو انتشرت قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة ''يونيفل'' على الحدود، في الوقت الذي شددت فيه باريس على أن القوة يجب أن تنتشر على كل الحدود اللبنانية، وطالبت تل أبيب بانتشار سريع للقوة·
وصرح وزير الخارجية الفنلندي اريكي توميوجا بأن سوريا تتوعد بإغلاق الحدود مع لبنان في حال نشر قوات لحفظ السلام هناك، وذلك عقب اجتماعه مع نظيره السوري وليد المعلم في هلسنكي أمس· ومن جانبها، أكدت وزيرة الخارجية الإسرائيلي تسيبي ليفني ضرورة سرعة انتشار القوة الدولية في جنوب لبنان محذرة من احتمال تفجر الوضع في لبنان، وذلك عقب مباحثاتها مع وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي في باريس·
وفي تعبير عن عدم اهتمامه بتحذيرات الرئيس السوري بشار الأسد من نشر قوة دولية على الحدود اللبنانية - السورية، أكد بلازي أن قوات ''يونيفل'' ستعمل على طول الحدود اللبنانية ،وقال إن القوة ستكون لها مهمتين اساسيتين هما: تمكين الجيش اللبناني من الانتشار في الجنوب، وتأمين حظر السلاح عبر الحدود مشددا ومكررا على طول الحدود· وكان الأسد قد اعلن أن نشر قوة دولية على الحدود بين سوريا ولبنان يخلق حالة عداء بين البلدين وان نشر هذه القوات يعد ''موقفاً عدائياً''·
والمح بلازي إلى أن فرنسا قد ترسل المزيد من القوات إلى لبنان بعد تحديد شروط مهمة القوة· وجاءت تصريحات بلازي قبيل مباحثاته مع ليفيني ، وقال لازي إنه سيطلب من نظيرته الإسرائيلية رفع الحصار عن موانئ ومطارات لبنان·
وحثت ايطاليا الدول الأوروبية إلى المساهمة بمزيد من القوات ضمن قوة الطوارئ الدولية المعززة في جنوب لبنان ''يونيفل'' خلال اجتماع ممثلي الدول الأوروبية في الاتحاد الأوروبي أمس في بروكسل، والذي يهدف إلى وضع حد لتردد البدان الأوروبية في المشاركة في ''يونيفل''، والاعداد لاجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي غدا الجمعة بحضور الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان لبحث تشكيل ومهام القوة الدولية·
وكانت إيطاليا قد تطوعت بقيادة ''يونيفل'' بعد تراجع فرنسا وقرارها إرسال 200 جندي فقط حتى الآن لجنوب لبنان، فيما أعلنت روما أمس الأول ارسال 3000 جندي ضمن قوة أوروبية يتوقع أن يصل حجمها إلى 9000 جندي من بين 15 ألف هي قوام تعزيز ''يونيفل''· واشارت مصادر دبلوماسية أوروبية إلى أن المساهمين المحتملين مثل أسبانيا وبلجيكا ودولا اسكندنافية مثل فلندا قلقون من أن طبيعة القوة غير واضحة بشكل محدد·
وقال مصدر أوروبي لوكالة الأنباء الفرنسية إن هناك هواجس تلقي بظلالها الكثيفة على القوة الدولية بلبنان تتمثل في مهام الأمم المتحدة التى انتهت بشكل سيئ في وحصيلة فاشلة كما جرى في البوسنة، وأضاف أن فاعلية القوة تستند إلى تفويض قوي مع تسلسل قيادي بالغ الوضوح·
وحث وزير الخارجية الدنماركي بير ستيج مولر الدول الأوروبية على ارسال قوات فوراً ضمن ''يونيفل''،وانتقد تحرك الاوروبيين وخاصة فرنسا إزاء نشر القوة الدولية في لبنان·
ومن جانبه، طالب وزير الدفاع الألماني فرانتس يوزيف أن بلاده ترغب في أن يظهر الاتحاد الاوروبي الوحدة بخصوص ارسال القوة إلى لبنان، وشدد على ان ينبعي ان يذهب الاتحاد إلى ابعد من المساهمة التي تعهدت به ايطاليا واسبانيا وفرنسا والمانيا، بل يتطلب ان تتحرك أوروبا موحدة·
وتوجهت وزيرة الخارجية البلجيكية كاريل دي جوشت إلى تل ابيب وبيروت لبحث مشاركة بلادها في القوة الدولية، فيما توقفت الوزيرة البلجيكية للقاء نظيرتها الإسرائيلية في باريس·
وفي انقرة ، أكد وزير الخارجية التركي عبد الله جول أن بلاده قد تتخذ من سوريا قاعدة لوجستية إذا ما قررت أنقرة المشاركة في إرسال قوات إلى لبنان في إطار قوة ''يونيفل''·وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تأييده لتولي إيطاليا قيادة ''يونيفل''·
وفي لشبونة، أعلن وزير الدفاع البرتغالي أن بلاده تدرس مشاركتها في ''يونيفل'' بكثير من الحذر والشروط، واشترط للمساهمة بقوات توضيح مهمة القوة بشكل لا لبس فيه والتزام الاتحاد الأوروبي·
عدد اليوم
