الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ميناء جبيل يصارع بقعة نفط

24 أغسطس 2006 00:59
جبيل (لبنان)- رويترز: نجا ميناء جبيل اللبناني من الرومان والحملة الصليبية وجيوش الاسكندر الاكبر لكنه الآن يواجه خطرا من نوعية مخاطر القرن الحادي والعشرين جلبته الحرب الى شواطئه وهو خطر التلوث النفطي· فقد سببت بقعة نفط من جراء قصف اسرائيل لمحطة للكهرباء الشهر الماضي خلال حربها على لبنان مدا اسود على امتداد 140 كيلومترا من الساحل· وقليلة هي الأماكن التي تضررت بدرجة اكبر من جبيل التي يعود تاريخها الى سبعة آلاف عام وتقع على بعد 35 كيلومترا شمالي بيروت· حيث يرتطم النفط السميك الأسود بالحائط الحجري العتيق للميناء تحت ظل برج للمراقبة يرجع تاريخه الى القرن الثالث عشر، في حين يستخدم العمال حفارا ميكانيكيا لرفع النفط من المياه ويلقونه في صهاريج بلاستيكية على الأرض المحاذية لرصيف الميناء، وينقل بعد ذلك الى بيروت ليخلط بالحصى والحجر لصناعة مواد للبناء·وقال نبيل سعد من مجلس بلدة جبيل ''منذ بدأنا رفعنا اكثر من 100 طن من النفط من هذه المياه، وما زال امامنا عمل يستغرق عدة ايام أخرى''·وعلى بعد اكثر من كيلومتر بقليل على الشاطئ يزيل نحو 100 متطوع الرمال التي تحولت الى اللون الاسود من على الشواطئ التي كانت بيضاء ذات يوم· فقد كانت الغارات الجوية الاسرائيلية على خزانات الوقود في محطة كهرباء الجية جنوبي بيروت في 13 و15 يوليو قد أدت الى تسرب ما يقدر بما بين عشرة آلاف وخمسة عشر الف طن من الوقود الثقيل الى البحر المتوسط وفقا لتقديرات الأمم المتحدة والتقديرات اللبنانية· ويقول معنيون بشؤون البيئة إن هذه البقعة قد تضر بالدلافين واسماك التونة والسلاحف البحرية ضخمة الرأس· وكان الحصار الجوي والبحري الذي فرضته اسرائيل على لبنان منذ بداية الصراع الذي استمر لاكثر من شهر قد عقد عملية التنظيف في بادئ الأمر مما جعل من الصعوبة بمكان تقييم حجم البقعة· وأعطت اسرائيل هذا الأسبوع لخبراء البيئة التابعين للأمم المتحدة تصريحا للقيام بمسح جوي للتسرب الذي وصفه يعقوب الصراف وزير البيئة اللبناني بأنه اكبر كارثة بيئية في تاريخ لبنان· وفي جبيل الذي كان ذات يوم ميناء فينيقيا وواحدا من أنشط مراكز التجارة في شرق البحر المتوسط ساهمت البقعة في الإضرار بصناعة السياحة التي ألحقت بها الحرب أضرارا بالغة بالفعل، فالمقاهي والفنادق المطلة على البحر خاوية·والأسرة التي كان مرتادو الشاطئ يستلقون عليها تحت الشمس ملقاة دون أحد ليستخدمها بجوار المياه التي غطاها النفط· وعلى بعد 48 كيلومترا الى الشمال في جزيرة قبالة الساحل هي محمية طبيعية نظف معنيون بشؤون البيئة الرمال في محاولة لإنقاذ السلاحف التي ينتظر أن تفقس في اي يوم· ويقول بعض المعنيين بشؤون البيئة اللبنانيين إنه يجب أن تسدد اسرائيل نفقات عملية التنظيف غير أن قلة هي التي تعتقد أن هذا سيحدث· في الوقت نفسه يسعى سكان جبيل جاهدين لإزالة الفوضى·وقال ستاينر ''المكان ضرب بعنف· رؤية هذا الميناء الفينيقي·هذا الموقع الأثري المهم مغطى بالنفط السام تجعل القلب ينفطر حقا·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©