الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الحارس سيني جلاد الحراس

25 أغسطس 2006 00:29
اعتاد حراس المرمى على مر تاريخ لعبة كرة القدم التعايش مع مشاعر الحسرة التي أخذت مكانها في نفوسهم في كل مرة اهتزت فيها شباكهم تاركة إياهم في دوامة الخيبة أكثر من غيرهم من اللاعبين الآخرين على أرض الملعب، إذ ان الخاتمة السعيدة للفريق المنافس والحزينة لفريقهم كتبت دائماً عند تجاوز الكرة لهم لتستقر في ''مثواها الأخير''· إلا أن بعض هؤلاء الحراس أراد تغيير التقليد المتبع منذ أمد بعيد وسط إصرارهم على اختبار المشاعر المتضاربة الحلوة والمرة التي تلف اللعبة الشعبية الأولى في العالم· وإذ عرف دوماً أن اللحظة التي تفجر المدرجات فرحاً وتطلق العنان لاحتفالات اللاعبين هي تلك التي تسفر عن تسجيل الهدف الذي يعتبر أساس اللعبة ما يمنح اللاعب شعوراً إيجابياً لا مثيل له، وجد الحراس أنفسهم يسيرون على درب زملائهم المهاجمين لعيش النشوة الكروية فارضين تميزهم في اختصاصات معينة ليتضاعف اعتماد فرقهم عليهم في إصابة الشباك على غرار المسؤولية الملقاة على عاتقم في تشكيل خط الدفاع الأخير· وحاز الحارس الباراجوياني خوسيه لويس شيلافرت شهرة واسعة بسبب هجره الخشبات الثلاث لتنفيذ الركلات الحرة وركلات الجزاء بدقة متناهية، كما تصدر نظيره المكسيكي خورخي كامبوس العناوين العريضة بسبب نزعته الهجومية واندفاعه في الأوقات الحساسة لمؤازرة المهاجمين أمام مرمى الفريق الخصم حتى أنه استغنى عن قفازاته في بعض المباريات ليشغل مركز رأس الحربة مع الفرق التي لعب لها· وبعد اعتزال شيلافرت وكامبوس حمل البرازيلي روجيريو سيني راية ''الحراس الهدافين'' من دون أن يكسب الشهرة عينها لعدم اضطلاعه بدور أساسي مع منتخب بلاده على الساحة العالمية التي تعرف عبرها عشاق الكرة على الأول الذي حمل شارة القيادة للمنتخب الباراجوياني في مونديال فرنسا 1998 والثاني الذي لعب الدور عينه مع المنتخب المكسيكي في مناسبات عدة· إلا أن مثابرة سيني في الأعوام الثمانية الماضية جعلته يتخطى شيلافرت بعدما نصب الأخير نفسه أكثر الحراس تهديفاً في العالم برصيد 62 هدفاً، حتى حسم البرازيلي لغة الأرقام لمصلحته رافعاً رصيده إلى 64 هدفاً بتسجيله مرتين لفريقه امام كروزيرو (2-2) ضمن الدوري البرازيلي· ومما لا شك فيه أن أحداً لم يحسب عندما هز سيني الشباك للمرة الأولى في مباراة ساو باولو ويونياو ساو جواو عام 1997 أن هذا الحارس الفارع الطول (90ر1 م) سيكمل مسلسله التهديفي حتى تحطيم الرقم القياسي عبر بوابة الكرات الثابتة التي لطالما اشتهر باتقانها أبناء بلاده· ويبدو ان الدقة في التصويب بقدمه اليمنى منحت سيني فرصا عدة لممارسة هوايته مع فريقه ساو باولو، فنجح في ترجمة 41 ركلة حرة و23 ركلة جزاء الى اهداف حاسمة، الا ان الصورة بدت مختلفة مع المنتخب البرازيلي (لعب 35 مباراة دولية) بسبب الوجود الدائم للمتخصصين في هذا المجال، ليبقى رصيده على الصعيد الدولي خاليا من الاهداف، وهو الامر الذي يتفوق به شيلافرت عليه حتى الآن· وتكن جماهير ساو باولو احتراما كبيرا لقائد فريقها سيني (32 عاما) حتى قبل دخوله كتب الارقام القياسية، اذ انه حفر اسمه كأحد اكثر اللاعبين الذين ارتدوا قميص هذا النادي العريق المعروف بتخريجه المواهب التي ابدعت مع المنتخب البرازيلي والنوادي الاوروبية التي لعبت لها، وكان آخرها لاعب وسط ميلان الايطالي كاكا· وبات سيني الذي قاد فريقه لاحراز ''كأس ليبرتادوريس'' للنوادي الاميركية الجنوبية البطلة ثلاث مرات، اكثر اللاعبين تمثيلا لساو باولو (انتقل اليه عام 1990) منذ اكثر من عام، اضافة الى انضمامه لنادي ابرز هدافي الفريق في ''كوبا ليبرتادوريس''، والتي تضم مولر وبالينيا وبدرو روشا· وتقول بعض المصادر الاحصائية ان سيني سجل اهدافه ال64 في 21 ملعبا مختلفا وفي اربع قارات مختلفة· من البرازيل مرورا بالمكسيك والبيرو ووصولا الى اليابان، شرع سيني في تغيير مفهوم حراسة المرمى جاعلا من مركز الحارس اكثر فعالية على ارض الملعب، وقام بدور مزدوج لتعويض عدم التوفيق الذي لازم رفاقه بعض الاحيان حتى بدا لافتا ان الفريق لم يخسر اي مباراة تمكن سيني من التسجيل فيها· ويبقى العام الماضي الافضل في مسيرة ''القاتل الصامت'' الذي يتقدم بكل هدوء الى منطقة الخصم ليصنع مأساة اقرانه الحراس· وحل سيني نهاية عام 2005 هدافا لفريقه برصيد 21 هدفا منحته القاب بطولة ''باوليستا'' و''كوبا ليبرتادوريس'' وبطولة العالم للأندية في اليابان التي شهدت اختياره افضل لاعب في المباراة النهائية امام ليفربول الانجليزي (1-صفر)· ويتغنى سيني بأن اكثر الفرق التي تذوقت مرارة تسديداته القاتلة، كان بالميراس الغريم التقليدي لساو باولو، اذ سبق ان دك شباك الفريق الاخضر خمس مرات منها ثلاث في مرمى الحارس المعروف ماركوس الذي تحول منافسه المباشر على القميص رقم 1 في المنتخب البرازيلي قبل مونديال 2002 حتى حسم المدرب لويز فيليبي سكولاري الامر لمصلحة الاخير (كان سيني الحارس الثاني خلف ديدا في مونديال المانيا 2006 · واقتصرت مشاركته على الدقائق العشر الأخيرة من المباراة أمام اليابان، إلا أن هذا الأمر لم يمنعه من أن يصبح أكثر اللاعبين أهمية في تاريخ أكثر الأندية الشعبية في ''بلاد السامبا''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©