بيروت - ''الاتحاد'' والوكالات: في اليوم الحادي عشر لتوقف العمليات الحربية بين ''حزب الله'' واسرائيل بموجب القرار الدولي ،1701 ظل الوضع على حدود لبنان الجنوبية هشاً في ظل الانتهاكات الجوية والبرية المتمادية لقوات الاحتلال والحصار المفروض على لبنان جواً وبحراً· فالخروقات البرية وعدم انسحاب القوات الاسرائيلية من عدد من النقاط التي احتلتها على الخط الازرق الحدودي حالت حتى الآن دون تمكين الجيش اللبناني من استكمال انتشاره خصوصاً في القطاع الغربي، اما الخروقات الجوية المتمادية فهي تشكل عامل توتر دائم وتجعل وقف النار معرضاً للاهتزاز بقوة في اي وقت، رغم اعلان ''حزب الله'' التزامه بالقرار 1701 ومفاعيله وعدم الرد على الاعتداءات لكي لا يعطي للاحتلال ذريعة للبقاء في الاراضي اللبنانية· وسجلت تقارير الشرطة اللبنانية امس عشرات الخروقات البرية والجوية للاحتلال للسيادة اللبنانية ومنها تقدم قوات مشاة اسرائيلية فجراً ترتدي زياً عسكرياً كزي الجيش اللبناني الى مداخل عدد من القرى الحدودية، واقامة حواجز طيارة على الطرقات تخضع السيارات والمارة للتفتيش تحت رقابة ''يونيفل'' ثم تعود هذه القوات الى نقاط تمركزها داخل الاراضي اللبنانية مع ساعات الصباح الاولى· وكانت قوات الاحتلال قد مشطت بالاسلحة الرشاشة الثقيلة صباح امس مرتفعات كفرشوبا واطراف بلدة شبعا الشرقية ومحيط تمركز الجيش اللبناني في الطرف الجنوبي للبلدة بعدما كانت قد اطلقت طوال ليل الاربعاء - الخميس عشرات القنابل المضيئة في اجواء القطاع الشرقي·
واكد رئيس كتلة ''الوفاء للمقاومة'' البرلمانية النائب محمد رعد ان حزب الله لن يخرق الهدنة مع اسرائيل لكنه سيرد على ''انتهاكات'' الدولة العبرية اذ ما قررت الحكومة اللبنانية ذلك·
وقال رعد في مقابلة مع صحيفة ''البلد'' اليومية ان ما قد يؤثر على ''المعادلة الميدانية (هو) اذا ما قررت المقاومة والجيش التصدي لهذه الخروقات في اللحظة التي يرون فيها بقرار سياسي من الحكومة ضرورة وضع حد لهذه الخروقات''· وقال رعد ان ''المقاومة ملتزمة بوقف العمليات العسكرية حتى يتحقق وقف اطلاق نار شامل وهي لن تعطي العدو فرصة لاستفزازها واستدراجها الى مواجهات تتذرع بها اسرائيل لابقاء قواتها في لبنان''·
وتابع رعد قائلا ان ''الاولوية لدى المقاومة هي الانسحاب الاسرائيلي الكامل وتوفير المناخ الهادئ لعودة كل الناس الى قراهم وتوفير المناخات المطلوبة لنشر الجيش اللبناني''·على ذات الصعيد يحتفظ عناصر ''حزب الله'' بحضور قوي في المواقع الامامية في جنوب لبنان وتحديدا في القرى الخالية من السكان على الحدود مع اسرائيل· ولا يمكن تمييز عناصر الحزب الذين يتنقلون باللباس المدني بدون سلاح ظاهر الا من خلال الجهاز اللاسلكي الذي يحملونه على وسطهم· ومع حرص عناصر حزب الله على مراعاة اصول اللياقة، الا انهم يفضلون التكتم والبقاء على مسافة ولا يكشفون بالطبع اي تفاصيل عن مواقعهم او نشاطاتهم العسكرية·
يسيرون في مجموعات من خمسة اشخاص في سيارات مدنية في غالب الاحيان او على دراجات نارية ترفع اعلام الحزب الصفراء فيعبرون بلدات حدودية مقفرة·
الى ذلك كشفت صحيفة هآرتس الاسرائيلية امس أن وزارة الدفاع تفحص عدة منظومات للدفاع من الصواريخ منها منظومة ''ناوتيلوس'' لاعتراض صواريخ الكاتيوشا بأشعة الليزر خاصة بعد فشل منظومة المضادات الجوية الاسرائيلية في التصدي لصواريخ الكاتيوشا التي أطلقها حزب الله على إسرائيل في الحرب الاخيرة· وذكرت الصحيفة نقلا عن مصادر إسرائيلية أن ''تطوير هذه المنظومة كان قد توقف قبل الحرب في لبنان بعدة أشهر بعد أن قرر الجيش الاميركي الذي شارك في المشروع وقف تمويله''· وأفادت بأن ''وزارة الدفاع الاسرائيلية تدرس احتمال تطوير صاروخ مضاد لصواريخ الكاتيوشا وصاروخ مضاد للصواريخ متوسطة المدى''· وأشارت إلى أن وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس يولي أهمية استراتيجية لقضية الصواريخ ويعتقد بأنه يجب إيجاد حل فعال لها على وجه السرعة·
عدد اليوم
