الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحدود الباكستانية... هدف لهجمات «طالبان»

26 يوليو 2011 22:25
بعد ستة أشهر على شروع "الناتو" في خفض عديد قواته بإقليم "كونار" شرق أفغانستان، أخذت سلسلة من الغارات العابرة للحدود التي تنفذها "طالبان" انطلاقاً من الأراضي الأفغانية تهدد المكتسبات الهشة التي حققها الجيش الباكستاني. ففي وقت سابق من هذا الشهر، قُتل شخصان وجرح خمسة آخرون عقب قصف بقذائف الهاون وغارة من الأراضي الأفغانية. كما دخل عشرات المقاتلين، الباكستانيين في معظمهم "باجور" قادمين إليها من "كونار" في هجوم نُفذ فجراً، ما أسفر عن مقتل فرد من القوات شبه العسكرية وجرح آخر. وفي "باجور"، حيث طردت عملية للجيش الباكستاني بدأت في 2009 معظم المقاتلين من المنطقة، بدأت الغارات تهدد سلاماً هشاً، حسب تصريحات بعض السكان والمسؤولين. وفي وقت شرعت فيه القوات الأميركية في انسحاب تدريجي من المنطقة قبل 2014، يتوقع بعض المحللين أن يعود العنف ليحكم قبضته من جديد على المناطق الحدودية المتقلبة. وفي هذا السياق، يقول "شاهبودين خادن"، زعيم "سالارزاي لشكر"، وهي مجموعة شبه عسكرية من الرجال القبليين، فقدوا أكثر من 140 من وجهائهم في هجمات شنتها "طالبان”: "على حكومتي البلدين أن تجدا طريقة ما لوقف هذه الغارات؛ وحينها ستتوقف جثث القتلى عن الظهور". في ممر جاكي، الذي يقع على ارتفاع 7000 قدم فوق سطح البحر، يستعمل متمردو "طالبان" الغطاء النباتي الكثيف في الجبال لشن "غارات نارية" كل أسبوع - وهي عبارة عن إطلاق نار سريع من بعد يهدف إلى إثارة الخوف والتسبب في خسائر من دون احتلال أراضٍ جديدة، كما يقول "سبحدار ماجور جاويد" من "باجور ليفيس"، وهي قوة شبه عسكرية تخضع لقيادة الإدارة المدنية الباكستانية. ويقول جنود إن إقليم "كونار" الأفغاني الحدودي، يشكل غابة كثيفة توفر غطاء للمقاتلين. وتقع أقرب بلدة أفغانية، "شاجازري"، على بعد حوالي ثلاث ساعات عبر الطريق من الحدود. وعلى الجانب الآخر من الحدود، في الأراضي الباكستانية، تقع بلدة تغص بأشخاص فروا من "طالبان"، أشخاص بدؤوا يجدون أنفسهم اليوم هدفاً لغارات عابرة للحدود. هذا وقد أثارت الغارات على باكستان حرباً كلامية جديدة بين الجارين، اللذين يرتاب أحدهما في الآخر منذ وقت طويل. واللافت أن لا أحد من السكان المحليين، باستثناء حرس الحدود، يملكون أي محلات تجارية على الجانب الأفغاني من الحدود. ولذلك، فإن لدى الجنود بمركز القيادة على الجانب الباكستاني من الحدود تعليمات بالتصدي لأي غزاة ممكنين، ما يعني أن بعض القذائف التي يطلقونها ينتهي بها المطاف في الأراضي الأفغانية. وفي هذا الإطار، قال لنا قائد كبير في الجيش الباكستاني لم يكن مرخصاً له التحدث مع وسائل الإعلام إن الغزاة مدربون تدريباً جيداً، ومجهزون ويستطيعون في بعض الأحيان إطلاق 4 آلاف طلقة ذخيرة في غارة تستمر ما بين ساعة وساعتين. قبل أن يطرح السؤال: "من يقوم بتمويلهم؟ ومن أين يحصلون على إمداداتهم؟". إنها يد أجنبية، يقول هذا القائد العسكري، مكرراً بذلك ادعاء كثير ما يصدر عن المسؤولين الباكستانيين أثناء مواجهتهم مقاتلي "طالبان". ويشير القائد العسكري إلى بطاقات هوية أفغانية لمقاتلي "طالبان" أسرى كدليل على أن الحكومة الأفغانية تدعمهم - رغم أنه لم يتسن التحقق من صحة بطاقات الهوية، التي لا تمثل مع ذلك دليلاً دامغاً على دعم الحكومة الأفغانية.. وإضافة إلى ذلك، يقوم المقاتلون بزرع عبوات ناسفة في البلدات الجبلية وينفذون هجمات انتحارية، مما يجعل القرويين حذرين أثناء لقائهم بأي غرباء أو وجوه غير مألوفة. وفي هذا الإطار، اضطرت القافلة التي كنا نسافر فيها إلى ممر جاكي للتوقف لمدة نصف ساعة تقريباً في وقت قام فيه جنود باكستانيون بعملية تفتيش. وعلى الجانب الأفغاني من الحدود، دعا أفراد من شرطة حراسة الحدود يرتدون بذلا عسكرية على النمط الغربي (وليس القميص الباكستاني المعروف الذي يرتديه نظراؤهم الباكستانيون) فريقنا الصحفي من الجانب الآخر من الحدود لاحتساء الشاي. وخلافا لنظرائهم الباكستانيين على الجانب الآخر من الحدود، أو المقاتلين الذين يشنون غارات على الأراضي الباكستانية بشكل دوري، لا يملك الأفغان أسلحة ثقيلة مثل الهاون أو القذائف، بل إن حتى توفرهم على إمدادات أساسية مثل الماء محدود. ويتم نقلهم إلى مراكزهم للحراسة بواسطة طائرات الهيلوكبتر نظراً لأن خطر قيام "طالبان" بنصب كمين لهم على الطريق كبير جداً. ويقول "فايز جان"، وهو عضو في شرطة حراسة الحدود الأفغانية: "إن طالبان يسموننا "كفاراً" على محطتهم الإذاعية على موجات الـ"إف. إم" ويقولون إننا نستحق الموت"، مشدداً على أنه إذا كانت شرطتا الحدود الباكستانية والأفغانية تتبادلان الشتائم، فإنهما تواجهان في الواقع عدواً مشتركاً. ويقول بعض المسؤولين العسكريين والسكان إن البرامج الإذاعية تعتبر الجيش الباكستاني، إضافة إلى زعماء المليشيات القبلية شبه العسكرية، كفاراً أيضاً. عدوهم المشترك، حسب مسؤول عسكري رفيع، هو "طالبان"، وخاصة مولوي فقير محمد وقائديه العسكريين: جان والي شينا، وقاري سكيب. وكان تقرير أفاد بأن فقير محمد، وهو قيادي في "طالبان باكستان"، قد قُتل في ضربة جوية بوادي سوات في يناير 2010 ولكنه مالبث أن ظهر من جديد لاستئناف حملته الإرهابية. ويقول مسؤولون إن العديد من المقاتلين أنفسهم الذين كانوا يشكلون "طالبان سوات" قد فروا عبر الحدود وإنهم مسؤولون عن موجة الغارات الحالية. عصام أحمد ممر جاكي - الحدود الباكستانية الأفغانية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©