الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مروحين تشيّع 23 شهيداً نصفهم من الأطفال

25 أغسطس 2006 00:49
بيروت-''الاتحاد'': شيعت بلدة مروحين في القطاع الغربي من جنوب لبنان امس في مأتم شعبي مهيب 23 شهيداً من ابنائها نصفهم من الاطفال كانوا ضحية غارة جوية اسرائيلية استهدفت سيارتهم المدنية في اليوم الثامن للعدوان بعدما رفضت قوات ''يونيفل'' حمايتهم في مركزها عند أطراف البلدة· وانطلق موكب الشهداء من مستشفى مدينة صور الحكومي الى مروحين· وكان اهالي البلدات التي مر بها الموكب يستقبلون نعوش الشهداء بالزغاريد ونثر الورود والارز وينزلون النعوش ويحملونها على الاكف من مداخل بلداتهم وحتى نهايتها، وينضمون الى الموكب الذي تحول في نهاية المطاف الى تظاهرة ضخمة جداً، هتفت الموت لاسرائيل والمجد والعزة للشهداء وللمقاومة التي حققت النصر· واقيمت صلاة جماعية على ارواح الشهداء وهم الدفعة الثانية الذين يوارون الثرى في مروحين بعد دفن 26 آخرين الاسبوع الماضي ليرتفع بذلك عدد شهداء هذه البلدة الى 49 شهيداً· وأعد للشهداء مقبرة جماعية عند أطراف بلدتهم مروحين، واضيف الى عدد القبور قبر جديد للشهيدة فوزية فاعور ابو هدلة التي عثر على جثمانها قبل يومين وهي من ضمن ضحايا المجزرة نفسها· والقيت كلمات في مأتم تشييع الشهداء، أكدت على وحشية وهمجية الاحتلال، وطالبت بمحاسبته· واشادت في نفس الوقت بصمود المقاومة وتحقيقها الانتصار وبتضحيات الأهالي الذين قدموا كل ما يمتلكون وفلذات اكبادهم لدعم الصمود في وجه العدوان· وتجمع ذوو الشهداء ومئات من اهالي صور عند المقبرة التي اقيمت قرب ثكنة للجيش يراقبون عناصر كشافة الرسالة الاسلامية التابعة لحركة ''امل'' تخرج آخر دفعة من الجثث التي دفنت ''كوديعة'' وفق الشريعة الاسلامية بعد ان ضاقت بها برادات المستشفى الحكومي· وجلست خديجة عبدالله المتشحة بالسواد من رأسها الى قدميها على الارض تندب بصوت مخنوق وهي تحمل صورة ابنتها سناء واطفالها الخمسة· وقالت وهي تضرب على رأسها بيدها وتنتحب ''صغيرهم حسين لم يكمل السادسة من عمره''· واضافت ''اين المحاكم الدولية لترى جرائم قتل الأطفال في المجازر الاسرائيلية''· ما أن يوضع التابوت الخشبي على حافة الحفرة حتى يتدافع الأهالي لقراءة الاسم المكتوب مع تاريخ وفاته والمكان الذي سقط فيه· بعض التوابيت لفها ذووها بالاعلام اللبنانية قبل نقلها الى سيارات الإسعاف والبعض الآخر بأعلام حركة ''امل''· يذكر أن القصف الاسرائيلي اصاب في 16 يوليو سيارة ''بيك اب'' تكدس فيها نحو 30 نازحاً غالبيتهم من الاطفال هاربين من قرية مروحين السنية بعد ان انذرهم الجيش الاسرائيلي بوجوب اخلائها· ولم يحل هذا القصف دون مواصلة الأهالي مغادرة قراهم وهو يغطون مقدم سياراتهم بشراشف بيضاء عل ذلك يجنبهم القذائف التي كانت تنهمر من الجو والبر والبحر· ومازالت ذراع علي موسى سيف (32 عاما) ملفوفة بالجبس من كسور أصابته خلال هروبه من القصف الاسرائيلي الذي قضت فيه والدته· ويقول: ''سنعيد الضحايا الى تراب مروحين رغم أن الاسرائيليين لا يزالون على مداخلها'' مؤكداً انه ذهب الأربعاء الى القرية وشاهد دبابة اسرائيلية متمركزة على تلة تقع بين مروحين وعلما الشعب·ويتذكر سيف باسى كيف قفز من السيارة عندما سقطت أول قذيفة إسرائيلية· ويقول: ''اعتقدت أن أمي ستقفز خلفي لكن القذيفة الثانية أصابت مباشرة السيارة التي احترقت على الفور''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©