الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تفجير غامض يقتل كبار القيادات الأمنية في دمشق

تفجير غامض يقتل كبار القيادات الأمنية في دمشق
19 يوليو 2012
هز تفجير غامض في دمشق أمس أركان النظام السوري حيث قتل وزير الدفاع نائب القائد العام للقوات المسلحة العماد داوود راجحة ونائبه اللواء آصف شوكت صهر الرئيس بشار الأسد، ورئيس خلية إدارة الأزمة في سوريا معاون نائب الرئيس حسن تركماني ورئيس فرع التحقيق بالمخابرات العامة حافظ مخلوف وقيادات أخرى، فيما تضاربت المعلومات حول مصير كل من وزير الداخلية محمد الشعار الذي ترددت انباء عن مقتله ايضا متأثرا بجروحه وكذلك رئيس جهاز الأمن القومي اللواء هشام بختيار، الا أن السلطات الرسمية نفت ذلك. في وقت صعد الجيش هجماته الصاروخية برا وجوا مما اسفر وفق الهيئة العامة للثورة عن سقوط 68 قتيلا في كل من درعا ودمشق وريفها وحمص وحماة ودير الزور وحلب. بينما احصى المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 103 جنود في دمشق خلال يومين، وأكد حدوث المزيد من الانشقاقات داخل الجيش في حمص وحلب. وسارع “الجيش السوري الحر” الى تبني التفجير الذي استهدف اجتماعا امنيا موسعا لخلية إدارة الازمة داخل مبنى الامن القومي في وسط دمشق قائلاً “إنه تم عن بعد”. بينما قال التلفزيون السوري الرسمي “إن التفجير نفذه انتحاري”. وتحدثت مصادر أخرى غير مؤكدة “ان الحارس الشخصي لراجحة هو الذي قام بتفجير نفسه خلال الاجتماع”. واتهمت الحكومة السورية من وصفته بـ”مخابرات خارجية” بالوقوف وراء التفجير وأكدت والقيادة العامة للقوات المسلحة إصرارها على محاربة من وصفته بـ”المجموعات الإرهابية المسلحة”، كما حرصت على نفي أنباء ترددت عن حدوث انفجارات في الفرقة الرابعة التي يتزعمها ماهر الأسد شقيق الرئيس وانهيار معنويات الجيش. فيما توقع رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا سقوط النظام قريباً جداً في غضون أسابيع أو شهور. وبرزت رواية حول التفجير الذي استهدف مبنى الأمن القومي في حي الروضة وسط دمشق تنقض رواية “الانتحاري” الذي تحدث عنه التلفزيون السوري الرسمي، وتقول “إن عملية التفجير الضخمة هي نتيجة تفجير عن بعد لحقيبة محشوة بالمتفجرات. وكان التلفزيون اعلن النبأ في شريط إخباري عاجل يقول “تفجير ارهابي انتحاري يستهدف مبنى الأمن القومي، الا انه سحب كلمة “انتحاري” عندما اورد الخبر مرة اخرى بعد اقل من ساعة. وقال مصدر امني سوري “ان انتحاريا فجر حزامه الناسف داخل القاعة التي كان يجتمع فيها وزراء وقيادات أمنية في مبنى الأمن القومي”، واوضح ان الانتحاري هو مرافق احد المشاركين في الاجتماع. الا ان مصدرا امنيا آخر افاد في وقت لاحق “ان احد المرافقين ادخل حقيبة مليئة بالمتفجرات الى قاعة الاجتماعات، ونجح المرافق في الخروج قبل التفجير الذي تم عن بعد”. وذكر ناشطون في دمشق أن الحرس الجمهوري طوق مستشفى الشامي في العاصمة السورية بعد وصول سيارات اسعاف تحمل جرحى من مكان الانفجار. وقال تلفزيون المنار التابع لـ”حزب الله” إن التفجير تم من خلال دخول شخص له علاقة بإحدى الشخصيات الأمنية السورية. وقال نشطون وسكان ان ثكنات عسكرية قرب قصر الشعب تعرضت لنيران قوات المعارضة. وتبنى الجيش السوري الحر التفجير، وقال في بيان “تزف القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل ومكتب التنسيق والارتباط وكافة المجالس العسكرية في المدن والمحافظات لشعب سوريا العظيم نجاح العملية النوعية التي استهدفت مقر قيادة الأمن القومي في دمشق ومقتل العديد من أركان العصابة الأسدية”، وأضاف البيان “أن القيادة تؤكد أن هذه العملية النوعية ضمن خطة بركان دمشق- زلزال سوريا ما هي الا محطة البداية لسلسلة طويلة من العمليات النوعية والكبيرة على طريق إسقاط الأسد ونظامه بكل أركانه ورموزه”. وقال ضابط في الجيش السوري الحر في شريط فيديو نشر على موقع يوتيوب “أنا الملازم اول احمد محمد طقطق احد القادة الميدانيين لكتائب الصحابة في دمشق وريفها اعلن باسم كتائب الصحابة تنفيذ عملية من قبل سرية المهام الخاصة التابعة لكتائب الصحابة”. واضاف مرتديا البزة العسكرية وبدا خلفه علم الاستقلال السوري الذي اصبح رمزا للانتفاضة ضد نظام الأسد “ان هذه السرية قامت بعملية أمنية متقنة على مدى شهرين بمراقبة اشخاص خلية ما يسمى إدارة الازمة حيث قام أحد أبطالنا بداخل المكان بعملية أمنية متقنة فقام بقتلهم بطريقة معينة اتحفظ عن ذكرها الان”. وأضاف “وقد تم بعون الله قتل كل من آصف شوكت، ومحمد الشعار، وداود راجحة وحسن تركماني”. وتابع الضابط “نعلنها مدوية اننا ماضون حتى اسقاط هذا النظام”. وجدد الجيش الحر في بيانه تذكير أركان النظام من مدنيين وعسكريين بضرورة الإسراع في الانشقاق والالتحاق بصفوف الشعب وثورته المجيدة في موعد أقصاه نهاية الشهر الجاري، والا سيكون مصيرهم كالذين قتلوا. بينما قال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا إن التفجير الانتحاري في دمشق سيعجل بنهاية الانتفاضة ضد الأسد. وقال إن هذه هي المرحلة الاخيرة وان النظام سيسقط قريبا جدا. واضاف أن اليوم يمثل نقطة تحول في تاريخ سوريا وسيزيد الضغوط على النظام ويحقق نهاية سريعة جدا في غضون اسابيع او شهور. وقال المتحدث باسم المجلس الوطني جورج صبرا إن التفجير الانتحاري في دمشق يبشر ببداية مرحلة جديدة في الازمة وسيشعل المزيد من الانتفاضات. وقال”على المدى الطويل نعتقد أن هذه العملية هي بداية النهاية”، وأضاف انه يتوقع مزيدا من حالات الانشقاق في صفوف الجيش السوري. لكنه رفض التحدث بتفصيل عمن نفذ الهجوم. وقال “ليس مهما الحديث عن أي افراد نفذوا العملية لكن أهم شيء أن النشطاء الثوريين والجيش السوري الحر نفذوا ذلك”. وتبنى متحدث آخر باسم جماعة تطلق على نفسها اسم لواء الإسلام اعلان المسؤولية عن الهجوم، لكنه نفى أن يكون هجوما انتحاريا. وقال المتحدث الذي لم يذكر من اسمه سوى أبو عمار “نعم نفذنا الهجوم لكن لم يكن هجوماً انتحارياً.. تمكن رجالنا من زرع عبوات ناسفة في المبنى من أجل الاجتماع.. كنا نخطط لهذا منذ أكثر من شهر”. وأكد الإعلام الرسمي السوري مقتل راجحة وشوكت ثم تركماني، لكنه نفى مقتل الشعار واختيار. وقال إن وزير الداخلية بخير ووضعه مستقر. وقال “إن القوات الحكومية هاجمت مواقع لمقاتلي المعارضة في العاصمة بعد فترة وجيزة من تعهد دمشق بمعاقبة المسؤولين عن التفجير. وقالت وكالة الأنباء السورية إن القوات المسلحة قتلت عددا كبيرا من “الارهابيين” في حي الميدان وسط العاصمة واشتبكت مع مسلحين في حي القابون. وعين الاسد رئيس هيئة الأركان العماد فهد الجاسم الفريج نائباً للقائد العام للقوات المسلحة وزيراً للدفاع خلفاً للعماد راجحة. وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي حمل مسؤولية هذه الجريمة الإرهابية لكل الدول التي ارسلت المال والسلاح الى سوريا، معتبرا أن ما حدث هو الفصل الأخير من المؤامرة الاميركية الغربية الإسرائيلية ضد سوريا. وقال “انه على الرغم من تفجير اليوم فان معنويات الشعب والقوات المسلحة هي في أعلى درجاتها.. وهم مخطئون في تقدير قوة الشعب والجيش والدولة”، وأضاف أن شهداء سوريا الذين سقطوا دفاعا عن البلاد يشكلون الحافز الاكبر للقضاء على الإرهاب وكل من يقف وراءه، مؤكداً أن الجيش السوري هو في أعلى جهوزيته ولا يخشى أي عدوان من أي جهة، وأنه لو ارتأت القيادة العليا دعوة الاحتياط فإنه سيكون عديد العسكريين في سوريا خلال 48 ساعة خمسة ملايين لخوض حرب في الداخل أو الخارج. وأكدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية في بيان حول الانفجار إصرارها على ملاحقة المجموعات المسلحة والقضاء عليها، مشيرة الى أن مقتل وزير الدفاع ونائبه لن يستطيع لي ذراع سوريا”. واعتبر البيان ما جرى تصعيداً اجرامياً جديداً نفذته الأدوات المأجورة المرتهنة لمخططات خارجية عبر تفجير ارهابي استهدف مبنى الامن القومي، وقال “إنه إذا كان هناك من يظن أنه باستهداف بعض القيادة يستطيع لي ذراع سوريا فانه واهم لأن سوريا شعباً وجيشاً وقيادة هي اليوم أكثر تصميماً على التصدي للارهاب بكل اشكاله وعلى بتر كل يد يفكر صاحبها بالمساس بأمن سوريا”. من جهة ثانية، احصى المرصد السوري لحقوق الانسان في حصيلة لضحايا أعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا سقوط 119 قتيلاً بينهم 68 مدنياً و43 عنصراً من قوات النظام وثمانية معارضين. وقال المرصد إن بين القتلى المدنيين 16 في عمليات قصف واشتباكات في دمشق، كما اشار الى مقتل 60 جنديا خلال اليومين الماضيين لترتفع الحصيلة الى 103 خلال يومين. وأضاف في بيان “تدور اشتباكات في شارع خالد بن الوليد بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة”، مشيراً الى تعرض حي الزاهرة الجديدة لقصف من الطائرات الحوامة. كما أشار الى استخدام الرشاشات الثقيلة من الطائرات الحوامة في قصف بساتين المزة ومناطق في حي جوبر والحجر الأسود وكفر سوسة. وذكر المرصد أن اشتباكات عنيفة وقعت في أحياء الميدان والحجر الأسود والقدم ونهر عيشة وكفر سوسة والتضامن. وتسبب القصف والاشتباكات بمقتل ثلاثة في حي الحجر الأسود, ومقاتل معارض ومدني في حي الميدان وخمسة في حي القابون بينهم امرأة ومواطن في حي نهر عيشة. وأشارت لجان التنسيق المحلية في بيان الى “اطلاق نار كثيف سمع في محيط شارع بغداد والعباسيين في وسط دمشق”. وأفاد الناشط الإعلامي في تنسيقية الميدان أحمد الميداني أن عناصر الجيش الحر في الحي وجهوا بعد إعلان خبر مقتل آصف شوكت وداوود راجحة وحسن تركماني بدعوة عناصر الجيش الاسدي عبر منابر الجوامع الى الانشقاق بعدما اقتربت ساعة سقوط النظام. وفي ريف دمشق، قتل ثلاثة بينهم سيدة وطفلة جراء القصف على بلدة مضايا ومواطن اثر سقوط قذائف على مدينة زملكا، بينما تعرضت بلدات عقربة وببيلا وبيت سحم لقصف من القوات النظامية التي تستخدم الطائرات الحوامة في العمليات. وبثت قنوات تلفزيون عربية ما قالت إنها لقطات حية لعشرات المسلحين السوريين وهم يقتحمون موقعا أمنيا في جنوب دمشق. وأظهرت اللقطات مقاتلين يحيطون بالمبنى ويطلقون النار ويلوحون ببنادقهم في الهواء. وأمكن مشاهدة دخان يتصاعد في الخلفية إلا أنه لم يتضح ما إذا كانت النيران اشتعلت في المبنى الأمني نفسه. ووقع الحادث في منطقة الحجر الأسود عقب تفجير دمشق. وقال سكان ونشطاء إن طائرات هليكوبتر تابعة للجيش السوري اطلقت نيران المدافع الرشاشة وصواريخ في بعض الاحيان على عدة مناطق سكنية في دمشق. واضافوا ان طائرات الهليكوبتر اطلقت صواريخ على منطقة الميدان بوسط العاصمة وضاحية كفر بطنا وعلى مخيم اليرموك الفلسطيني على الحافة الجنوبية للمدينة. وقالوا إن الطائرات اطلقت نيران المدافع الرشاشة على حي الحجر الاسود القريب وضاحية الجبر المجاورة لساحة العباسيين الرئيسية. وأفاد المرصد مساء عن اشتباكات عنيفة بين الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام قرى في منطقة القصير في محافظة حمص الواقعة على الحدود السورية اللبنانية”. وفي حلب قتل مقاتلان اثر اشتباكات في بلدة أعزاز. وفي إدلب قتل مدني برصاص حاجز عسكري على طريق سراقب اريحا ومواطن عند منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء جراء القصف على بلدة معرة النعمان. وفي دير الزور قتل سبعة مقاتلين في اشتباكات واطلاق نار. وفي درعا قتل قائد كتيبة مقاتلة معارضة في اشتباكات في بلدة النعيمة وخمسة مدنيين بينهم ثلاث سيدات وطفلة جراء القصف على بلدة داعل. كما قتل أربعة مدنيين آخرين في حوادث اطلاق نار في مناطق اخرى من المحافظة. وفي حماة (قتل اربعة اشخاص بينهم سيدة جراء القصف على قرية حواش وثلاثة برصاص قناصة في حيي الأربعين والقصور. وفي اللاذقية قتل مدني برصاص قوات النظام على طريق حلب اللاذقية.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©