الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ما أعظمك يا قلمي

25 أغسطس 2006 01:09
ذكرنا في مقالات عدة اهمية العلم ومكانته المرموقة في حياتنا العلمية والعملية كما اسردنا معظم الابتكارات والانجازات التي حققتها البشرية من جراء هذا العلم لكننا في حقيقة الأمر لم نتطرق لموضوع لا يقل اهمية عن العلم ألا وهو القلم، القلم الذي أضحى اساسا للعلم واساسا للتطور الذي نلمحه في عصرنا هذا عصر التقنيات الحديثة أو بالأحرى ما نسميه عصر التكنولوجيا والذي لعبت فيه التقنيات دورا بارزا في رقي كثير من حضاراتها وأممها فها هي الآلات والمحركات والطائرات والصواريخ تجوب الفضاء ذهابا وايابا والقطارات التي تقطع آلاف المسافات والكيلومترات ماهية الا نتاج للعلم وللقلم فضلا عن المنزلة المميزة التي اولاهما اياها سبحانه وتعالى في كتابه الكريم فقال في محكم تنزيله مبينا عظمة العلم والعلماء ''يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات''، أما عن عظمة القلم فتكمن في كونه أول الأشياء التي خلقها سبحانه وتعالى حيث امره بالكتابة الى ان تقوم الساعة· ومما لا يدع مجالا للشك فإن هذه المكانة المرموقة للقلم قد توالت منذ أمد بعيد فكان السلاح الأول للعلماء والادباء والمفكرين والكتّاب وغيرهم، الا انها بدأت تتزحزح شيئا فشيئا في غضون بروز الثورة العلمية والابتكارات المذهلة فأبرمت الآلات والتقنيات براعتها في فن الكتابة فأيقن هذا الاخير بأن الجفاف آت لا محالة منه فاصبح كثير من الاشخاص يستخدمونه في كتابة مذكراتهم ومواعيدهم وبعض المقتطفات التي لا تسمن ولا تغني من جوع· ومهما تأرجحت تلك المكانة الا انه سيبقى الافضل دائما والدليل على ذلك القسم الذي اقسم به ربنا عز وجل في سورة القلم والارتباط الوثيق بينه وبين القراءة والعلم فكانت اول آية انزلت على نبينا الكريم ''اقرأ'' ثم تلتها آية اخرى شملت القراءة والعلم والقلم فقال تعالى: ''اقرأ وربك الأكرم الذي علّم بالقلم'' وهذه الآية تؤيد منزلتهم البليغة في حياتنا فبالقراءة نتعلم وبالعلم نحيي الأمم وبالقلم ندون كل ذلك· اذا استرجعنا ذكريات القلم في العصور القديمة سنجد ان الحكام في تلك العصور كانوا يستخدمون الأقلام لغايات متعددة ويخصصونها حسب غاياتها فالقلم المصنوع من غصن شجر الرمان يستخدم للتهديد والوعيد والقلم المصنوع من خشب الورد فيستخدم للأصدقاء والأحبة أما القلم المصنوع من الذهب الخالص فكان يستخدم للمعاهدات والاتفاقات وهذا ما يؤيد مقام القلم في تلك العصور والذي بدأ يفقد حبره رويدا رويدا في عصرنا الحالي· محمد عبدالله علي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©