الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد يشهد محاضرة حول الإقدام على العمل الخيري

محمد بن زايد يشهد محاضرة حول الإقدام على العمل الخيري
24 يوليو 2013 22:15
شهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مجلس سموه بالبطين مساء أمس الأول محاضرة بعنوان “الإقدام على عمل الخير: المخاطرة في الأعمال الخيرية” ألقاها الخبير العالمي مايكل غرين. كما شهد المحاضرة سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، وسمو الشيخ سيف بن محمد آل نهيان، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وأحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري، وعدد من الشيوخ والمعالي الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة، وعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية لدى الدولة، وعدد من المكرمين في جائزة أبوظبي الذين يساهمون في أعمال خيرية وجليلة تجاه المجتمع وحشد من المدعوين. وأعرب المحاضر عن سعادته بتواجده في دولة الإمارات العربية المتحدة في شهر رمضان المبارك، هذه الدولة التي تعمل على نشر الخير خصوصا في شهر الرحمة. وعرض غرين في بداية المحاضرة تجاربه الأولى في عمل الخير والتي بدأت في رومانيا مع فريق من المهتمين بعمل الخير في بريطانيا إبان سقوط نظام الرئيس الروماني نيكولاي شاوسيسكو في نهاية التسعينيات من القرن العشرين، حيث اتجه مع هذا الفريق لتقديم المساعدة لأطفال الملاجئ والتي انتهت بالفشل.. مشيرا إلى أن هذا الفشل لم يدفعه إلى اليأس وإنما دفعه إلى العمل الخيري بالتعاون مع الحكومة التي تمتلك الكثير من الأموال والأدوات التي تؤهلها للقيام بالأعمال الخيرية بالتعاون مع الجمعيات الأهلية، حيث تولى مسؤوليات خاصة بالعمل الخيري والإنساني في ثلاث حكومات بريطانية. وأكد مايكل غرين أن اقتران الأعمال الخيرية الضخمة بالمؤسسات الحكومية يعد الخيار الأفضل، بالعودة إلى حجم المخاطر والصعوبات التي يواجهها العمل الخيري، مؤكداً بأن الشفافية والإعلان عن الفشل يكسب المؤسسات الخيرية ثقة المتبرعين ويضمن تحقيق الرسائل والغايات الإنسانية لعمل الخير. وقال، الخبير العالمي ورائد الأعمال الخيرية إن النجاح يبدأ بفشل، وعلينا السعي لعدم التوقف بعد الوقوع في الفشل الأول، خصوصاً إذا ما كان الحديث عن العمل الخيري، مؤكدا أن تجريب عدد جديد من الأفكار، ومشاركة الناس تجاربك الفاشلة، سوف يساهم في الوصول إلى تعلم أفضل، ونجاح أكبر. واستشهد غرين بالمساعي التي بذلها عدد من المتبرعين حول العالم أمثال بيل جيتس بالوقوف في وجه مرض الملاريا في إفريقيا بعد أن تخلت عنهم المنظمات الدولية، وها هم يحتفلون ونحتفل معهم بالسيطرة على 25% من المرض على المستوى العالمي، مع توقعات بالقضاء على المرض بشكل نهائي في المستقبل إذا ما استمرت الجهود والدراسات بهذا الشكل السريع والمتطور. وأشار مايكل غرين إلى أن للعمل الخيري دور مهم في مجال تجربة الأفكار والتجريب المرتبط بالمخاطرة والفشل، مشيراً إلى أن المخاطرة تقربنا من الريادة في مجال العطاء والعمل الخيري، لذلك يرى غرين بأن لا بد من تحمل المخاطرة والقدرة على التأقلم مع الفشل، وعلق قائلاً: “التحديات الكبيرة ترتبط دائما بالنجاحات الكبيرة”. ثلاث نتائج مقلقة وأضاف بقوله: “يتحدث البروفيسور “جويل فلايشمان” في كتابه “المؤسسة سر أميركي عظيم”، والذي يسبر فيه ماضي وحاضر ومستقبل الأعمال الخيرية في الولايات المتحدة، عن أن أربع مؤسسات خيرية فقط اعترفت بوجود مبادرات فاشلة، ومن هذه المعلومة نخلص إلى ثلاث نتائج مقلقة، هي: أنه لا يعلم المتبرعون والعاملون في قطاع الأعمال الخيرية إن كان المشروع ناجحاً أم فاشلاً، ولا تعلن مؤسسات القطاع الخيري عن مبادراتها الفاشلة مما يحرم الآخرين من التعلم من تجربتها لتجنب الأخطاء التي وقعت بها، وأخيراً، لا وجود للمخاطرة في قطاع الأعمال الخيرية. واسترسل غرين قائلاً: “نخلص من هذا أن المؤسسات الخيرية لا تقوم بدورها في المجتمع كرأس مال مخاطر، ولا بد من ظهور مبادرات إبداعية لحل بعض معضلات المجتمع بشكل لا يمكن للحكومات التي تتفادى المخاطر أن تقوم به”. محسنون مخاطرون أوضح غرين أن العالم شهد في العقود الأخيرة طفرة جديدة، واتجاهاً نحو تغيير قلق المؤسسات الخيرية من الفشل، فلقد ظهر جيل من المحسنين يتطلعون لتمويل أعمال خيرية ذات أثر قوي دون الالتفات لحجم المخاطرة، ووسم شريكي في التأليف “ماثيو بيشوب” هذا الجيل بمقال في مجلة “الإيكونوميست” عام 2006 بـ”محسني الرسملة”، وذلك لأن هذا الجيل أحسن الاستفادة من الدروس التي تعلموها من خبرتهم في مجال الأعمال. ووصف المقال في أمثلة لهؤلاء “تيد تيرنر” بالأب الروحي لـ”محسني الرسملة”، حيث مثل تبرعه السخي المقدر بمليار دولار للأمم المتحدة عام 1997 روح هذا التوجه الجديد وهو القيام بمبادرات شجاعة ومراهنات تنم عن نفاذ البصيرة. وبإعلانه عن استعداده لدفع ذاك المبلغ، فإنه سلط الضوء على الأعمال الخيرية ووضع سقفاً جديداً للعطاء، وأصبح “تيرنير” يمثل السمة الأولى لهذا الجيل وهي: “الشجاعة”. في حين جاء “بيل جيتس” كأشهر المحسنين في أيامنا هذه وهو مؤسس شركة “مايكروسوفت”، ويعمل حالياً بشكل كامل على معالجة عدد من المشاكل بما في ذلك إصلاح النظام التعليمي في الولايات المتحدة والأمراض الوبائية مثل الملاريا وشلل الأطفال. وعلى الرغم أنه يقف على رأس أكبر مؤسسة خيرية في العالم، إلا أنه يصف مؤسسة “بيل وماليندا جيتس” بأنها “مؤسسة صغيرة، صغيرة جداً”. لم؟ لأنها كذلك بالمقارنة بالمشاكل الموجودة وبالمقارنة أيضاً بقدرات بعض القطاعات، لاسيما الحكومات. لأجل ذلك، تميزت مبادرات “جيتس” بعقد شراكات مع الحكومات والمؤسسات الخيرية والمجتمعية المختلفة. ولقد لعب “جيتس” دوراً فاعلاً في خفض معدل الوفيات من مرض “الملاريا” 25 بالمائة خلال العقد الماضي، وهذا ما يجل الرجل ممثلاً لسمة مهمة للعمل الخيري وهي وجود شخصيات قيادية. جائزة إصلاح القيادات وحل رجل الأعمال السوداني الأصل البريطاني الجنسية محمد إبراهيم ثالثاً في تلك القائمة بعد أن لعب دوراً فاعلاً في إفريقيا عبر إطلاق “جائزة الحوكمة الإفريقية” عام 2007، والتي كانت تمنح للقادة الأفريقيين الذين لديهم سجل مشرف في خدمة شعوبهم. ومثلت هذه الجائزة بعداً في البصيرة حيث تحلى محمد إبراهيم بنظرة ثاقبة توصل من خلالها إلى أن إصلاح القيادات الإفريقية هو ذو أهمية كبرى لصلاح القارة. وجاء “السير رنالد كوهين”: و”بيتر ثايل” تالياً، ووصف الأول برائد “رأس مال المخاطرة” البريطاني والذي برع في توظيف الاستثمار بدلاً من الأعمال الخيرية لدعم القضايا الخيرية. ويمثل “كوهين” سمة الإصرار في الاستمرار في العمل الخيري حيث كان الطريق طويلاً وصعباً لإنشاء هذه النوعية من الاستثمارات. في حين أن “بيتر ثايل” كان المستثمر المخاطر في “وادي السيليكون” والذي صدم الكثيرين عندما أعلن في عام 2010 أنه سيهدي مبلغ 100 ألف دولار لأشخاص يتركون الدراسة الجامعية في سبيل تطبيق أفكارهم بدلاً من تمضية الوقت في الدراسة. تلك خمس أمثلة للجيل الجديد من “محسني الرسملة” الذين لا ينفرون من المخاطرة في سبيل تحسين عالمنا. أسئلة ومداخلات أجاب البروفسور مايكل غرين عن سؤال حول أكبر فشل تعرض له قائلاً “لا يمكن تناسي تلك الجهود والتحضيرات التي بذلناها في سبيل إنجاز برنامج لمكافحة الإيدز في روسيا، وقمنا بتطوير البرنامج وجمع المعنيين بالأمر، إلا أن الإهمال كان مصير ذلك البرنامج حتى اختفى وانتهى، وما زلت أشعر بنوع من الاستياء مما حدث. وتحدث غرين عن الأسباب التي تدفع عددا من المحسنين لعدم نشر تجاربهم الفاشلة، وقال من المهم أن تكون المؤسسات الخيرية واضحة في برامجها وخططها منذ الانطلاقة بحيث تعتمد معايير الشفافية في التعامل مع عملائها من المحسنين كما ينبغي أن يكون المحسنون أول من يعرف عن أي فشل تتعرض له أموالهم المتجهة للفقراء أو المحتاجين، وأشار إلى أن تحدي الفشل يأتي بعد أن تترك الناس تعرف ما تعمل به، فالحديث عن الأعمال الخيرية يحفز الآخرين للتعلم، والمشاركة في الأفكار. مايكل غرين في سطور يعد مايكل غرين خبيراً عالمياً رائداً في مجال الأعمال الخيرية والابتكار الاجتماعي ومشارك فاعل في العديد من المشاريع الاجتماعية، وهو خبير اقتصادي وكاتب لعدد من كبريات وسائل الإعلام العالمية، حاصل على شهادة الاقتصاد من كلية سانت بيتر بجامعة اكسفورد. شغل مايكل غرين العديد من المناصب الإدارية منها مستشار مشروع “شبكة المجتمع الكبير” وعضو من المجالس الاستشارية، ويتولى منصب المدير التنفيذي لمؤسسة “سوشل بروغرس”. كان مسؤولاً رفيعاً في الحكومة البريطانية حيث تولى منصب رئيس قسم الاتصال لدى ثلاثة وزراء للتنمية الدولية ومسؤولاً عن إدارة مساعدات المملكة المتحدة لروسيا وأوكرانيا. ويظهر مايكل غرين بصورة دورية في وسائل الإعلام المرئي والمسموع بما فيها BBC و CNN و CNBC ونشر العديد من المقالات في صحف نيويورك تايمز، واشنطن بوست، التايمز، التلغراف، الغارديان. لقطات من المحاضرة كان لافتاً تزايد الإقبال على المحاضرات المنعقدة في مجلس سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في قصر البطين بعد أن وزعت مجموعة من الكراسي الإضافية في الجزء الأيمن من المجلس، كما تم ربط ونقل المحاضرات بشاشات عرض في المجالس الفرعية القريبة من المجلس الرئيسي. أكد البروفسور مايكل غرين سعادته بتزامن موعد زيارته للإمارات مع إقامة مهرجان ليوا للرطب وشهر رمضان الكريم، مؤكداً أنها فرصة مناسبة للإطلاع على أدق تفاصيل العمل الخيري في دولة الإمارات، إضافة للتعرف على العلاقة الرائعة والارتباط الكبير بين المسلم وفعل الخيرات في شهر رمضان. لفتت الدكتورة أمنيات الهاجري مديرة دائرة الصحة العامة والأبحاث في هيئة الصحة بأبوظبي، والتي تولت إدارة الحوار إلى المكانة الرائدة التي قاد إليها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “رحمه الله” الإمارات في مجال العمل الخيري بكل أشكاله. وقالت: “في الإمارات اليوم هناك العديد من الأشخاص والمؤسسات التي تثري العمل الخيري الذي أصبح جزءا من ثقافة دولة الإمارات وشعبها”. وأضافت أنه تنطلق من الإمارات الآن قوافل الخير قاصدة العالم شرقه وغربه شماله وجنوبه، ليساهموا مع غيرهم من الأشقاء والأصدقاء في تنمية مفهوم العمل الخيري والإنساني دون النظر للنوع أو الجنس أو اللون.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©