الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبراء يتوقعون تسلم «الحرس الثوري» السلطة بعد خامنئي

خبراء يتوقعون تسلم «الحرس الثوري» السلطة بعد خامنئي
29 يناير 2018 23:47
عمر الأحمد (أبوظبي) توقع خبراء متخصصون في الشأن الإيراني عدة سيناريوهات للمستقبل الإيراني منها خلافة «الحرس الثوري» بإيران لزمام السلطة وانتقالها من المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي إلى «الحرس الثوري» والذي يعتبر الجناح العسكري الأقوى في النظام الإيراني، وذلك في ورشة عمل «إيران المأزومة: الأسباب، السياقات، والمآلات» نظمها مركز الإمارات للسياسات أمس في فندق فور سيزونز الماريا بأبوظبي. وأبدى الخبراء تشاؤمهم من حدوث أي تغيير نتيجة لهذا الانتقال مشيرين إلى أن أياً من المرشحين المعروفين لخلافة خامنئي ليس أقل تشدداً من خامنئي نفسه بشأن السياسات الداخلية أو الخارجية، وأن القائد الجديد سيكون في موقع مريح لتوسيع نفوذ إيران السياسي-الديني في الخارج، وهذا الانتقال السياسي سوف يؤثر على الشرق الأوسط بأكمله، وخاصة دول الخليج العربي. وتناول الخبراء السيناريوهات الاقتصادية، وأن الافتقار إلى نموذج اقتصادي واضح المعالم في إيران سيبقى عاملاً حاسماً في اضطراب السياسات الاقتصادية وتناقضها في كثير من الأحيان. مع بروز مسألتين مهمتين فيما يخص تأثير الوضع الاقتصادي على الاحتجاجات: الأولى تكلفة الأعمال المخلة بالاستقرار التي تمارسها إيران في الخارج، والثانية تداعي النظام المصرفي الإيراني، مضيفين أن النظام الإيراني سوف يتعين عليه خلال السنوات القليلة القادمة الاختيار بين أمرين: إما مواصلة الإصلاحات الاقتصادية النيوليبرالية المؤلمة، لكن مع انفتاح في الفضاء السياسي، أو مواصلة الإصلاحات الاقتصادية المؤلمة مع تشديد القبضة الأمنية والسياسية. الجلسة الأولى في الجلسة الأولى التي ضمت الخبير بمركز الإمارات للسياسات الدكتور حسن العمري، والدكتور ألكس فاتنكا عضو معهد الشرط الأوسط بواشنطن، والدكتور عادل السالمي مسؤول الملف الإيراني بصحيفة الشرق الأوسط، وقدمتها الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات، تناول فيها المشاركون الأزمات المزمنة والاضطرابات المركبة في إيران، حيث ذكر الدكتور حسن العمري أن النظام استفاد النظام الإيراني من انغلاقه بأن جعل مقاربة أعراض أزماته غير سهلة بالنسبة لمعظم مراكز التفكير والدول، فضلاً عن صعوبة قراءة توزيع القوة داخل المشهد السياسي الإيراني. وأضاف أن إيران تعاني اليومَ من ثلاث أزمات مركبة ومتداخلة: الأولى هي أزمة نموذج الهوية، والأزمة الثانية هي أزمة نموذج بناء الأمة-الدولة، موضحا أن نظرية ولاية الفقيه التي يركز عليها النظام تقوم على فكرة الدولة المؤقتة حتى ظهور الإمام المهدي. وحتى يتم الوصول إلى مرحلة الدولة المستقرة لابد من الحفاظ على الثورة للتمهيد لظهوره. وتعريف الأمة وفق هذه النظرية لا يقتصر على الأمة الإيرانية بل يتعداه ليشمل شيعة العالم. أما الأزمة الثالثة فهي نموذج بناء القوة الذي تبناه تحالف مؤسسة ولاية الفقيه ومؤسسة الحرس الثوري والذي يتلخص ببناء قوة دينية ومذهبية تسعى لاستتباع القوى الشيعية في العالم لمشروعها، وكذلك ببناء قدرات عسكرية على غرار تجربة دول في الشرق الأوسط كانت تتبع للمنظومة الاشتراكية، تسعى لحماية الذات ومشاكسة الولايات المتحدة وتهديد الجيران. وأضاف أن مُركب الأزمات الثلاث سيُبقي إيران تعاني من حالة الإحباط واليأس وتراجع منظومة القيم الاجتماعية وانحسار الثقة الاجتماعية سواء بين مكونات المجتمع نفسه أو بين مختلف طبقات المجتمع والنظام الحاكم. من جانبه أوضح الدكتور ألكس فاتنكا أن المظاهرات التي اندلعت مؤخراً في إيران كانت منطلقاتها سياسية وليست اقتصادية فقط، فالذين خرجوا إلى الشوارع كان يحركهم غضب وسخط موجه إلى النظام الحاكم، لافتا إلى أنه قبل 8 أشهر كانت هناك دعوة إلى الإصلاحات في ظل حكومة حسن روحاني، إلا أنه اتجه إلى اليمين المتطرف ليتمكن من الحصول على السلطة بعد موت خامنئي، بالإضافة إلى إقصاء الإصلاحيين داخل البرلمان من قبل المتشددين بسبب رغبتهم في التغيير. وبدوره ذكر الدكتور عادل السالمي أن الحرس الثوري تضخم حتى بات ينافس رجال الدين في حيازة السلطة، وأصبح له جوانب قوة في كل مجالات الجمهورية، بالإضافة إلى أن الحرس الثوري أحد الأطراف الفاعلة في السياسة الخارجية، وهو ما يخلق تعقيداً في السياسة الخارجية، مما يجعلها متناقضة. وأضاف أن هناك ثلاثة تيارات متباينة داخل مؤسسات الحكومة تجاه الدول العربية: هي التعامل مع الدول العربية ككتلة واحدة، كالتعامل مع الدول العربية، وجزء منه الدخول للعالم العربي عبر بوابتي مصر والسعودية. وتيار ثان يدعو إلى التعامل مع العالم العربي كتيارات متناقضة، وعليه ضرورة التحالف مع تيار بعينه ضد تيار آخر، كالتعامل مع التيار العربي الشيعي وتيار آخر يدعو إلى التعامل مع الدول العربية كدول منفردة. الجلسة الثانية: وفي الجلسة الثانية التي شارك بها محمد الزغول رئيس وحدة الدراسات الإيرانية بمركز الإمارات للسياسات، والدكتور ألكس فاتنكا، والدكتور عادل السالمي، وقدمتها الدكتورة ابتسام الكتبي، تناولت الجلسة القوى المتصارعة والمصالح المتضاربة والرؤى المتناقضة بالنظام الإيراني. حيث ذكر محمد الزغول أن الصراعات السياسية، والهجمات الإعلامية المتبادلة، بين التيارات السياسية في إيران، خلال الانتخابات الرئاسية في مايو 2017، أظهرت حجم الفساد والانقسام في بنية النظام، وكشفت عن اختلاسات وقضايا فساد كبرى في البلاد أضرّت بصورة النظام بشكل عام. وقال: «مع تطور الأحداث وحدوث قفزات جغرافية في نطاق الاحتجاجات، وميلها نحو الهتافات السياسية المعارضة للنظام برمته، تراجع أغلب المحافظين عن موقفهم الداعم للاحتجاجات. أما موقف التيار الإصلاحي، فعلى الرغم من عمليات الإقصاء التي تعرض لها هذا التيار على خلفية أحداث 2009، يبدو أن موقفه من الاحتجاجات الجارية لم يكن إيجابياً. ويبدو أن الإصلاحيين حاولوا من خلال هذا الموقف أن يثبتوا لخامنئي بأنهم مُوالون للجمهورية الإسلامية، على أمل النظر إليهم بعين العطف مرة أخرى». ألكس فاتنكا أما ألكس فاتنكا فذكر بدوره أن هناك أربعة مراكز في حكومة روحاني لا يمكنها أن تصدر قراراً دون موافقة من خامنئي وهي: وزير الداخلية، ووزير الخارجية، ووزير الدفاع، ووزير الاستخبارات. وهذا الترتيب ليس موجوداً في الدستور الإيراني. وأشار فاتنكا إلى أن وزارة الخارجية الإيرانية تتعرض لمنافسة في مجال السياسة الخارجية، سواء من قبل الحرس الثوري أو من قبل مكتب القائد الأعلى، وتحديداً مستشار القائد الأعلى للعلاقات الدولية علي ولايتي. وأن هناك مجلساً للسياسة الخارجية الإيرانية، وأغلب أعضاء هذا المجلس هم أقرب إلى خامنئي، مما يشير إلى تمسكه بزمام السلطة حتى في الشؤون الخارجية. وأكد أن روحاني من مؤيدي النموذج الصيني، أي انفتاح إيران على الخارج وتعزيز انخراطها في النظام الدولي والاقتصاد العالمي، إلا أنه يطمح إلى خلافة خامنئي، لذلك لا يتبنى مواقف حادة جداً مع التيار المتشدد أو مع الحرس الثوري. الجلسة الثالثة وتناولت الجلسة الثالثة والأخيرة والتي تحدث فيها الدكتور سلطان النعيمي المتخصص في الشؤون الإيرانية، والدكتور محمد الزغول، والدكتور حسن العمري، الأسباب والمآلات الاستراتيجية لاضرابات إيران الأخيرة. حيث أكد الدكتور سلطان النعيمي أن النظام الإيراني يستمر في دعم الميليشيات حتى في أحلك الظروف الاقتصادية موضحا أن النظام الإيراني يعتبر دعم الميليشيات جزءا رئيسيا من بقاء النظام وأمنه. وأضاف أن الفكر الإيراني مرتبط بفكر خامنئي، مستشهدا باجتماع خامنئي بـ«مؤسسة الخبراء» وبتوجيهاته باختيار عناصر ثوريين يحملون الفكر الثوري لخلافته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©