الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات وطاقة المستقبل

29 يناير 2018 23:48
ليس بالنفط وحده ينجز الإنسان، فالطاقة الكامنة في باطن الأرض كفيلة بأن تغير منظومة الحياة، والطاقة الكامنة في عقل وفكر الإنسان قادرة على أن تقوده للتميز والتفوق ورسم خريطة جديدة لوجوده في المستقبل، والإمارات التي تعد من الدول النفطية المؤثرة تتجه بقوة نحو استغلال سبل التكنولوجيا والابتكار في مجال الطاقة بجميع أنواعها ومصادرها وبخاصة النووية الآمنة والاقتصادية والموثوقة والصديقة للبيئة بما يعزز حضورها على الصعيد العالمي. هذا الاتجاه يعزز رؤية القيادة الرشيدة التي تدشن المشروعات الكبرى مثل أول مفاعل نووي لإنتاج الكهرباء الذي يوفر منظومة نووية سلمية متكاملة ما يؤكد أن الإمارات تعيش ازدهاراً من نوع آخر تتضافر فيه كل عوامل النجاح حيث تستهدف استراتيجية الإمارات للطاقة في عام 2050 رفع كفاءة الاستهلاك 40%، ورفع مساهمة الطاقة النظيفة إلى 50%، وتحقيق وفر يعادل 700 مليار درهم حتى عام 2050. كما تسعى الإمارات لمعادلة الطاقة المستهدفة، بنسبة: 44% للطاقة النظيفة، و38% للغاز، و12% للفحم الأخضر، و6% طاقة نووية. وقد قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إن من لا يفكر في الطاقة لا يفكر في المستقبل وإن الحكومة حققت إنجازاً بصياغة أول استراتيجية موحدة للطاقة في الدولة». هكذا تتسارع الخطى وتولي الإمارات أهمية بالغة للطاقة الخضراء النظيفة سعياً لأن تعتمد الدولة عليها بشكل كامل في المستقبل، فالاحتياجات المستقبلية المتنامية للطاقة في العالم تتطلب استخدام الطاقة النووية من أجل توفير إمدادات ثابتة من الكهرباء، والإمارات تملك اليوم أفضل برنامج لتطبيقات وتقنيات الطاقة النووية في العالم، ومن المعروف أن محطات الطاقة النووية تنتج كميات كبيرة من الكهرباء بكميات بسيطة من الوقود النووي إذ تستطيع حبيبة يورانيوم واحدة من إنتاج طاقة تعادل الطاقة التي ينتجها 474 لترا من الوقود أو طن واحد من الفحم، وتعد هذه الطاقة كافية لتوليد الكهرباء في منزل واحد لمدة شهرين دون أي انبعاثات كربونية، وقد أثبتت التجربة أن الطاقة النووية هي الخيار الأمثل للدولة لأنها آمنة وصديقة للبيئة، ولقد عاشت الإمارات تجارب عالمية على صعيد العمل والإنتاج وحققت طفرات اقتصادية وتنموية كبيرة في سنوات قليلة وهذا هو سر نجاحها المستمد من التخطيط بعمق للمستقبل، والعالم في هذه الآونة يمر بانعطافات كثيرة وهو ما يجعل المرحلة الراهنة ذات تحديات كبيرة وأن الاتجاه نحو مصادر الطاقة يجدد شباب الدولة ويمنحها دفعة للإمام لمواصلة المسيرة الخلاقة على صعيد العمل والإنتاج، وفتح منافذ لتحقيق تحولات كبرى من خلال استغلال مصادر الطاقة المتجددة والمستدامة في تدشين مشروعات عملاقة تحقق الرؤية الاستراتيجية في ضوء ما أنجزته الدولة في السابق وما تسعى إلى استكماله في الوقت الحاضر وفي المستقبل أيضاً، وكلنا ثقة في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية التي تتولى تصميم وإنشاء وتشغيل البرنامج النووي والتي تعمل بصفتها ذراعاً للاستثمار لحكومة أبوظبي ومن ثم جذب استثمارات في قطاع الطاقة النووية على الصعيدين المحلي والدولي، فالعصر الحالي يحتاج إلى كفاءات وعقول مفكرة ترى المستقبل بوعي والإمارات تملك هذه العقول وتملك القدرات التي تجعلها تواصل مسيرة مضيئة في تاريخ الأمم على ضوء العلم والاستفادة من التجارب الواعدة للدول التي صنعت تاريخها من خلال تربية العلماء والسعي نحو تجديد الموارد وهو المنحى الذي يبعث أملاً جديداً في الأفق في ظل البيت المتوحد الذي يتوج الجهود ويجمع قادة الدولة وأبناءها على حب الوطن ورفعته. محمد عمر الهاشمي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©