سياحة المستقبل

إلى أين تتجه صناعة السياحة، وما مستقبلها؟ سؤال مهم جداً لا ينتبه إليه الكثيرون، فهناك العديد من الصناعات في العالم التي يشكل المستقبل تهديداً لها مع التطور التكنولوجي وتغير اتجاهات وسلوكيات البشرية. ولكن السياحة هي واحدة من الصناعات القليلة التي تعرف مستقبلها، بل يمكن أن نقول المطمئنة إلى مستقبلها! فكل التطورات التكنولوجية التي تحدث في العالم والتي سيشهدها العالم خلال السنوات المقبلة، والتي لا يعرف مداها إلا الله سبحانه وتعالى، تصب في مصلحة صناعة السياحة والسفر، فهي مستفيد رئيسي من كل التطورات التكنولوجية سواء في تكنولوجيا وسائل النقل أو الاتصالات أو حتى التطور الطبي والقني والتجاري. فهكذا هي صناعة السياحة، مرتبطة بشكل كبير بالعديد من الصناعات والقطاعات والأنشطة البشرية، وكلما تقدمت البشرية تطورت السياحة معها واستفادت منها وأفادت أيضاً. قريباً جداً وفي أقل من سنة سوف تنتقل السياحة من إطارها التقليدي على كوكب الأرض لتصل إلى خارج الغلاف الجوي للكرة الأرضية، أو إلى المنطقة التي يطلق عليها الفضاء، والآن تجري الاستعدادات على قدم وساق لانطلاق أول رحلة سياحية إلى خارج نطاق الجاذبية الأرضية، باستخدام طائرة خاصة تنطلق من مطار نيومكسيكو في الولايات المتحدة الأميركية. وسيسافر عليها ستة من المسافرين، وهم من بين700 شخص اشتروا تذاكرهم بالفعل، وتبلغ قيمة التذكرة الواحدة للرحلة 250 ألف دولار. الرحلات لن تكون إلى القمر كما يظن البعض، ولكنها سوف تكون إلى خارج الغلاف الجوي فقط، وسيسمح لسياح الفضاء بالخروج من المركبة الفضائية والسباحة في منطقة انعدام الجاذبية، كما أن التحليق على هذا الارتفاع سوف يحقق لسياح الفضاء فرص مشاهدة الكواكب والنجوم والكرة الأرضية من زوايا مثيرة للغاية. والشركة التي ستنظم هذه الرحلات حصلت على علامة المنظمة الدولية للطيران المدني وهو ما يعني أنها يمكن أن تبيع تذاكر عن طريق وكالات السفر وشركات الطيران في العالم شأنها شأن رحلات الطيران العادية! قد يبدو الأمر غريباً بعض الشيء، ولكن هذا هو حال البدايات، ومع الوقت وخلال فترة قصيرة قد نراها جميعاً بمشيئة الله، سوف تنخفض تكلفة الرحلة والتذكرة وتصبح رحلة عادية جداً، ويصبح سؤال مثل: هل سبق لك وأن سافرت إلى الفضاء؟ مجرد سؤال اعتيادي يطرحه عليك الجالس إلى جانبك في الطائرة! السياحة هي الصناعة التي تتطور مع تطور البشرية، وهي الصناعة ذات المستقبل الواعد، وهي الاستثمار المضمون للشعوب والأوطان. . فاجعلوها دائماً صوب أعينكم. وحياكم الله. .