الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رئيس رابطة هواة الفلك يشرح كيفية استطلاع هلال رمضان

رئيس رابطة هواة الفلك يشرح كيفية استطلاع هلال رمضان
20 يوليو 2012
مع اقتراب حلول شهر رمضان الكريم، تتعدد الآراء ووجهات النظر في كيفية استطلاع هلال الشهر الفضيل، فهناك من يرى أن الحكم الحقيقي على ظهور الهلال لا يتم إلا في ليلة الرؤية، والبعض يقول إن علماء الفلك هم الأقدر على تحديد رؤية هلال رمضان، حتى من قبل انتهاء شهر شعبان وتوجه الجهات والهيئات الدينية المختلفة لرصد ظهور الهلال، غير أن الأمر في النهاية لا يتم إلا بالإعلان الرسمي عن قدوم هلال الشهر الكريم، وبدء صيام أيامه وقيام لياليه. المهندس صخر عبدالله، رئيس رابطة هواة الفلك وعضو لجنة تحري هلال رمضان، تحدث إلى “الاتحاد” تفصيلاً عن الكيفية التي تتم بها رؤية هلال رمضان، وإعلان بدء قدوم هذا الشهر الكريم بما يحمله من نفحات إيمانية وأجواء روحانية ينتظرها المسلمون من العام إلى العام. يقول صخر، إن ولادة هلال شهر رمضان للعام الهجري الحالي من الناحية الفلكية تتم بالترتيب التالي: يولد هلال شهر رمضان للعام الهجري 1433 غداً الخميس في تمام الساعة (8:24:35) صباحا، وموقع الهلال الوليد سيكون على ارتفاع 32:35 درجة فوق الأفق الشرقي، وبزاوية أفقية 84:30 درجة، وفيما يتعلق بوضعية الهلال ساعة غروب الشمس، فإن الشمس تغرب غداً في تمام الساعة 07:12 مساء، وعمر الهلال لحظة الغروب سيكون 10:47 ساعة فقط. وموقع الهلال ساعة الغروب: (00:13.5 -) درجة، أي فوق الأفق الغربي مباشرة. وزاوية سمت 286:32 درجة، وبعده عن الشمس يكون بحوالي 6 درجات، وسيغرب الهلال الساعة 07:15 دقيقة مساء، أي بعد غروب الشمس بثلاث دقائق فقط. الولادة الشرعية للهلال وتابع رئيس رابطة هواة الفلك: من المهم هنا أن ننوه أن كلمة غروب القمر هنا المقصود بها غروب السطح العلوي من القمر خلف الأفق وليس الجزء السفلي منه وهو المقصود بعملية الرصد، أما الجزء السفلي من سطح القمر المقصود بالرصد فأنه يغيب مع غياب الشمس تقريبا. وفسر عبد الله نتيجة عملية رصد هلال شهر رمضان وإمكانية رؤيته من الإمارات، مشيراً إلى أنه من نتائج الحسابات الفلكية المذكورة أعلاه، فإنه بإمكاننا القول إن جميع النتائج تؤكد استحالة رصد الهلال ذلك اليوم الخميس 19 يوليو من الإمارات، وتوضيحا لذلك نقول، إن عمر الهلال يكون ساعة غروب الشمس 10:47 ساعة منذ لحظة ولادته فلكيا، بينما عملية الرصد بالمشاهدة العينية أو بالمرصد الفلكي العيني “والمقصود بها الولادة الشرعية للهلال”، فإنها تتطلب على الأقل 15 ساعة بعد ولادة الهلال فلكيا مع وجود العوامل الجوية المساعدة مثل صفاء السماء، قلة الغبار والرطوبة، عدم وجود السحب، وغيرها من العوامل الجوية المساعدة كما أن موقع الهلال سيكون ساعة الغروب فوق الأفق الغربي مباشرة، وهذا بحد ذاته يكفي للحكم على استحالة رؤية الهلال، إذ من خبرات الفلكيين التاريخية فإن الشرط الأساسي لإمكانية رصد الهلال بالنسبة لموقعه فوق الأفق أقلها 4 درجات “بحسب شرط كورتاك وديماراكا”، أما بُعده عن الشمس حوالي 6 درجات، بينما يجب أن يكون على الأقل 7 درجات عند الفلكيين، وبناء عليه فإن وهج الشمس سيمنع رصد الهلال بصريا. وفيما يتعلق بغروب القمر، فإن القمر يغرب بقرصه كليا خلف الأفق بعد ثلاث دقائق من غروب الشمس، بينما عند الفلكيين وبخبرتهم الميدانية في الرصد فإن أقل فترة زمنية للهلال لإمكانية رصده هو حوالي 30 دقيقة بالعين المجردة أو 21 دقيقة بالمنظار الفلكي، وهذا يعني استحالة عملية رصد الهلال. وبناء على جميع ما سبق من تفاصيل علمية أوضح عبد الله، أن خلاصة الرؤية من دولة الإمارات تؤكد استحالة عملية الرصد بكل المقاييس الفلكية لشروط عملية الرصد الميدانية بالعين المجردة او باستخدام المنظار الفلكي البصري. الخبرة الميدانية ورداً على سؤال حول الأماكن المعروفة في دولة الإمارات التي تستدم في استطلاع هلال الشهر الكريم، أجاب عبد الله بأن عمليات الرصد في دولة الإمارات تعتبر صعبة جداً مثل أغلب مناطق الخليج، نظراً لصعوبة الرؤية ووجود طبقات من الرطوبة والغبار تمنع رؤية الهلال الوليد، خاصة إذا كان قريباً من الأفق، ومع ذلك يمكن القول إن أفضل الأماكن التي يمكن من خلالها رؤية هلال رمضان هي جبال الإمارات شمالاً، نظراً لارتفاعها الملحوظ، وكذا يمكن رؤيته في جبل حفيت والمنطقة الغربية. وحول أسباب الاختلاف بين الحين والآخر بين الفلكيين وبعض رجال الدين في تحديد رؤية الهلال، وكيفية التغلب على هذا الاختلاف، أكد عبد الله أن ذلك يرجع إلى أن ولادة الهلال لدى الفلكيين تكون على نوعين، الأول الولادة الفلكية التي تعتمد على الحساب الفلكي، وهذا لا يمثل موضع خلاف بين المتخصصين في الرصد الفلكي. وهناك الولادة الشرعية للهلال التي تعتمد على الرؤية البصرية بالعين المجردة، حيث يكن موضع الخلاف دائماً في الولادة الشرعية، كونها تعتمد على عوامل عدة منها أحوال الطقس، وزاوية الرؤية من حيث قرب الهلال من الأفق أو بعده، وكذلك قربه أو بعده عن قرص الشمس، ومدة مكوثه في الأفق بعد الغروب وعدد عمره بالساعات منذ ولادته فلكياً. ولفت إلى أن الرؤية البصرية تعتمد على مقدار الخبرة بالنسبة للراصدين، وشروط الرؤية حسب خبرتهم عبر السنين، واتباع المعيار الشرعي برؤية الهلال بشكل مباشر بالعين المجردة، وهو ما قال فيه الرسول الكريم “صلى الله عليه وسلم” “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته”. وذكر أن الفلكيين أصحاب الخبرة الميدانية في الرصد منذ مئات السنين اعتمدت على تلك المقاييس، جروا على الأخذ بها منذ العصور الإسلامية الأولى، بعدما وضعوا بعض الشروط الأساسية، وأصبح يضاف إليها معايير وشروط أخرى مع التتابع الزمني. ومن خلال العمل بهذه المعايير يمكن تحديد القول إنه تم رؤية الهلال أم لا. صعوبات الرؤية وبالحديث عن الصعوبات التي تواجه الفلكيين أو رجال الدين في تحديد رؤية الهلال، والتي قد تؤدي إلى حدوث ارتباك في تحديد رؤية الهلال، بين أن أهم تلك الصعوبات هي الشهود، كون الشاهد عندما يقر بأنه شاهد الهلال في أي مكان في الدولة، يجب على رجل الدين أن يصدقه ولا يرده تأسياً بسنة الرسول الكريم “صلى الله عليه وسلم”، الذي لم يحدث أنه رد شاهداً أبلغه برؤيته لهلال رمضان، وهنا تكمن المشكلة في مدى مصداقية هذا الشاهد، ولكن يمكن حلها بسهولة ويسر من خلال توافر قدر من معرفة معايير الرصد الفلكي لدى رجل الدين، واستعانته بالفلكيين أصحاب الخبرة في هذا المجال. وهنا نوه رئيس رابطة هواة الفلك وعضو لجنة تحري هلال رمضان التابعة لوزارة العدل، إلى أهمية وجود ورش عمل تجمع بين رجال الدين والمتخصصين في مجال الرصد، من أجل توفير أدق المعايير التي من خلالها يمكن الحكم على صحة رؤية هلال رمضان من عدمه. وعن كيفية الاعتماد على شهود رؤية الهلال، بين أن أعضاء لجنة الرؤية ينتظرون أي شاهد يستطيع رؤية الهلال فيقوم بالاتصال باللجنة الأقرب للمنطقة التي يعيش فيها، ويبلغها برؤيته ومشاهدته للهلال، ثم يتم سؤاله عن شكل ومواصفات الهلال الذي رآه، وإذا كانت تلك الصفات ملائمة للشكل الحقيقي للهلال يتم اعتماد رؤية هذا الشاهد. مقاييس الرصد وبالتطرق إلى الصعوبات التي تحول دون توحيد رؤية هلال رمضان بين الدول العربية، على الرغم من اتفاقهم في توقيت الحج والاحتفال بعيد الأضحى، أوضح أنه في شهر ذي الحجة، يتم اعتماد وقفة عرفات بعد ظهور الهلال بتسعة أيام، ويكون واضحاً وجلياً في جميع ربوع الدول الإسلامية، وبالتالي فلا مجال للخلاف فيه، بعكس هلال رمضان الذي قد يمكن رؤيته في مكان ولا يمكن رؤيته في آخر. ومع ذلك يدعو عبد الله إلى تشكيل لجنة من كبار علماء العالم الإسلامي لتجتمع سوياً في أول كل عام هجري وتقوم بوضع تقويم هجري موحد تسير عليه كافة الدول الإسلامية وبالتالي تتوحد كافة المناسبات والأعياد الإسلامية، وهذا المقترح يمكن تنفيذه عبر المعرفة الجيدة بمقاييس الرصد الصحيحة لولادة الهلال، والاتفاق فيما بينهم على ظهوره وبالتالي تقوم الدول الإسلامية باتباع ما تقرره تلك اللجنة. وفي سياق مواز تطرق رئيس رابطة هواة الفلك وعضو لجنة تحري هلال رمضان، إلى موضوع رؤية هلال شهر رمضان في باقي دول العالم، موضحاً أنه تستحيل عملية رصد الهلال في جميع دول العالم الإسلامي والواقعة في شرق الكرة الأرضية. ولكن بالإمكان رصد الهلال في قارة أميركا الوسطى وشمال أميركا الجنوبية باستخدام المناظر البصرية فقط، وبالإمكان رصده بالعين المجردة في الأجزاء الجنوبية مثل الأرجنتين وتشيلي والأوروجواي والباراجوي وغيرها، وهي دول غير إسلامية. الإعلان الرسمي تابع عبدالله: على كل حال حتى إذا تمت عملية الرصد حينها من قبل أفراد مسلمين بعد غروب الشمس لديهم، فإن ضوء الصباح يكون قد اقترب من الشروق عندنا فلا يصح حينها أن نعلن بداية رمضان، ومع ذلك ومن خبرتنا خلال العشر السنوات الماضية ، فقد سمعنا من بعض الدول المجاورة من يقول إنه رأى الهلال خلافا لكل من الفلكيين وأصحاب الخبرة ومن يستخدمون المقاييس العملية التي ثبت صحتها عبر السنين الطويلة ومن يستخدم التلسكوب في عملية الرصد، ومن ثم يعلن عن رؤية هلال رمضان، وهذا ما يستلزم من الجميع صدور الإعلان الرسمي من لجنة تحري رؤية هلال رمضان، عن ظهور هلال الشهر الكريم، ومن ثم بدء صوم رمضان أعاده الله على دولة الإمارات العربية المتحدة والأمة الإسلامية بالخير والبركات. رؤية كوكب الزهرة؟ تطرق صخر عبد الله إلى واقعة ذكر فيها شاهد بأنه رأي الهلال، وكانت لجنة التحري مجتمعة برئاسة معالي وزير العدل، غير أن الشاهد ذكر أن شكل الهلال الذي رآه كان مثل النقطة اللامعة، حينها قام عبد الله بإخبار الوزير بأن ذلك ليس هلال رمضان وإنما كوكب الزهرة، وبالفعل لم يؤخذ بشهادة هذا الشخص. حيث يتم التأكد من الهلال عندما يعطي الشاهد المواصفات الحقيقية للهلال يكون الحقيقي مثل خيط رفيع جدا ومقوس الشكل، ولا يمكن رؤيته إلا بصعوبة شديدة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©