السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ملصق ابن حمص السورية «الحولة.. المذبحة» في مناهج التدريس الفرنسية

ملصق ابن حمص السورية «الحولة.. المذبحة» في مناهج التدريس الفرنسية
13 أغسطس 2014 00:25
عبير زيتون - (رأس الخيمة) اختارت دار النشر الفرنسية (هاشيت) ملصق «الحولة المذبحة» لفنان الغرافيك السوري فارس خاشوق لإدراجه ضمن المناهج الدراسية الفرنسية الخاصة بالمرحلة الثانوية المعنية بتدريس اللغة البصرية واستخداماتها، ودورها في التعبير عن الأحداث السياسية المعاصرة. ويصور الملصق بلغة بسيطة ومباشرة الرئيس السوري وهو يقف أمام أطفال أبرياء ينظرون إليه بخوف وهو يخفي خلف ظهره ساطورا، في تعبير لا يحتمل التأويل عن الجاني وعن الضحية في مجزرة الحولة السورية التي ذهب ضحيتها المئات نصفهم من الأطفال قضوا ذبحا بالسكاكين. وأوضح الفنان خاشوق في تصريح لـ»الاتحاد» أن البساطة الشديدة والوضوح والمباشرة في تصوير القضية السياسية بكل أبعادها، وسهولة قراءته من قبل المشاهد مهما كانت درجة ثقافته وفهمه للمسألة السورية، هي من الأسباب المباشرة لاختياره كنموذج فني غرافيكي ناجح في تعاطيه مع اللغة البصرية والقضية التي يعالجها ضمن المنهاج الدراسي الفرنسي، فضلا عن كونه الملصق الأول ضمن مجموعة بوسترات مؤلفة من عشرة أعمال نشر مباشرة في موقع «هافنتغتون بوست». وعن عنوان الملصق أوضح خاشوق أن المجزرة حدثت بتاريخ 25 آيار 2012 في قرية الحولة في ريف حمص، وكانت نقطة فارقة في مجرى الأحداث السورية، حيث انتقل العنف فيها إلى مستوى آخر جديد شبيه بأسوأ الكوابيس، أطفال مذبوحون، سكاكين، سواطير، غرباء يأتون في الليل، وما إلى ذلك من قصص تشبه الخيال أكثر من الواقع، وكانت صدمة كافية للجميع ومن ضمنهم أنا، لتحريك رد فعل فجاءت لديّ على شكل عمل فني تلته مجموعة كاملة من الأعمال. يتعامل الفنان خاشوق مع الملصق كما يتعامل مع الأحجية التي تحتاج الحل، عبر إيجاد التركيب الجرافيكي المناسب، بأقل عدد من العناصر وتطويعه لخدمة الفكرة بلغة مقروءة من قبل جميع الجنسيات والثقافات، لأن الملصق حسب رأيه ليس عملا فنيا بحتا بقدر ماهو أداة تواصل بصري، صرخة بصرية عليها أن تستمر عبر الزمن كأداة توثيق لمرحلة أو لحدث معين. وحول رؤيته لدور الملصقات الفنية، السياسية منها، في توثيق الأحداث وتدوينها أوضح فارس الخاشوق أن ما تشهده سورية خاصة والمنطقة العربية عامة، هو أشبه باللوحة السوريالية، وقد استطاعت الكثير من الصور والأعمال الفنية أن توثق الكثير منها وأن تحفظها في الذاكرة والوجدان، والتكريم الفرنسي للملصق الخاص بي خطوة من خطوات كثيرة لعبت دورا كبيرا في كشف المستور وإيصاله بكل اللغات الإنسانية، وعلينا كفنانين ألا نتوقف عن تسجيل ما يحدث بكل الوسائل فنية كانت أم توثيقية، فالتاريخ وأولادنا سيحاسبوننا إن لم نفعل. فارس خاشوف فنان غرافيك من مدينة حمص السورية له عدة تصاميم فنية تصور دموية النظام السورية وجرائمه في البشر والحجر، وتصاميم أخرى ساخرة وناقدة للتنظيمات الجهادية المتطرفة نشرت في الصحف العربية والدولية، وله أيضا تجربة سينمائية مع فيلم «الكلب» الذي تم تصويره في دولة الامارات العربية ووصل الى مهرجان كان السينمائي عام 2013 ضمن فئة الأفلام القصيرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©