الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إقبال كبير على التبرع لحملة «دبي العطاء» من أجل نشر التعليم بين أطفال الدول الفقيرة

إقبال كبير على التبرع لحملة «دبي العطاء» من أجل نشر التعليم بين أطفال الدول الفقيرة
25 يوليو 2013 02:01
عندما يتوقف أحد الزبائن في ردهة قاعة النجمة بدبي مول، يلفت انتباهه مشهد يعمق اعتقاده بأنه في صالة لعرض اللوحات الفنية أو على الأصح في معرض لصور الأطفال باللونين الأبيض والأسود في دلالة رمزية لما سيتم اكتشافه فيما بعد، وعندما يمعن النظر بتفاصيل أصحاب تلك اللوحات، يلحظ في معالمها البريئة وأزيائها علامات الفقر، الأمر الذي يدفعه إلى التعمق أكثر بالمشهد، ليكتشف أنّه أمام طريقة حديثة لجمع التبرعات تدفعه لا شعورياً لمد يده داخل جيبه وإخراج «ما في النصيب» من النقود يقدمه إلى أحد متطوعي حملة التبرعات. شروق عوض (دبي) - ما أن تمد دراهمك حتى تتحول تلك الصور إلى ألوان مبهجة أزيل عنها ستار البؤس وتحولت إلى وجوه فرحة، وإذا تجاوز عطاء المتبرع مبلغ الـ 50 درهماً رغم أنه مبلغ زهيد، ينال المتبرع مكافأة عبارة عن صورة للذكرى، وهو ابتكار من القائمين على هذه الحملة، المغزى منه تشجيعه على مبدأ العطاء والتكافل الاجتماعي والتضامن مع طفولة لم ينصفها القدر، فالفقر حجر عثرة يمكن لأيّ شخص أن يتعثر يه. «التعليم يقضي على الفقر» بكل بساطة هذا حال منصة الحملة الرمضانية التي تحمل عنوان «التعليم يقضي على الفقر» ونظمتها دبي العطاء، في إطار نشاط اجتماعي تفاعليٍّ تسعى المؤسسة من خلاله إلى نشر الوعي حول أهمية التعليم كإحدى أكثر الأدوات فعالية في كسر حلقة الفقر وإتاحة المجال أمام جميع المشاركين للمساهمة وإحداث تغيير إيجابي في حياة الأطفال المحرومين في شتى أنحاء العالم، وتستمر الحملة طيلة العشرين يوما الأولى من الشهر المبارك في «قاعة النجمة» في دبي مول. وتتمثل الحملة في إقامة منصة تفاعلية أمام زبائن دبي مول في قاعة النجمة، بدأت مراحلها الأولى بإظهار صور لأطفال فقراء بالأبيض والأسود معلقة على ألواح يتغير لونها تدريجياً في إشارة إلى النجاح في توفير فرصة أمام الأطفال للحصول على التعليم، وسيظهر هذا التغيير على أشكال أولئك الأطفال كدلالة رمزية كلما تم تقديم تبرع بقيمة 50 درهماً، ما يلقي الضوء على الأثر والفرق الذي يمكن أن يحدثه كل درهم في حياة الأطفال المحتاجين. وتأتي هذه الحملة بمنصتها التفاعلية، بحسب طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء، تجسيداً لرسالة الحملة وعنوانها «التعليم يقضي على الفقر» وسعي المؤسسة لإيصالها إلى جميع أبناء مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة في حين تتواصل الجهود الدؤوبة لضمان حصول الأطفال في البلدان النامية على التعليم الأساسي السليم وإقامة صلة وثيقة بين الحصول على التعليم والقضاء على الفقر، بأسلوب تفاعليّ جذاب». الحث على التبرع وتجدر الإشارة إلى أنّ زائري دبي مول تمكنوا من التبرع لدبي العطاء عبر المنصة التفاعلية، والتي مكنت أبناء مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة المشاركة بحملة «التعليم يقضي على الفقر» والتبرع عبر الرسائل النصية بإرسال كلمة «تبرع» إلى أرقام عممت بوسائل الإعلام و»بروشورات» الحملة الموزعة في كل الأماكن. كما ركزت الحملة على التبرع من خلال العروض الترويجية المخصصة لشهر رمضان الفضيل في مراكز بيع التجزئة التي يعيها أبناء المجتمع لحظة مشاهدتهم لملصقات الحملة، إضافة إلى التبرع عبر الإنترنت من خلال الموقع الإلكتروني الخاص بالمؤسسة، والقيام بنشاطات فردية لجمع التبرعات دعماً لدبي العطاء من خلال منصة تبرع عبر الإنترنت تمكن الأفراد جمع التبرعات لدعم قضية ما، والتبرع مباشرة عن طريق الإيداع المصرفي في حساب دبي العطاء أو بتقديم شيك موجه إلى دبي العطاء، ووضع التبرعات في صناديق التبرع الموجودة في مواقع عديدة في مدينة دبي. وامتداداً للمبادرات والحملات الناجحة التي قامت دبي العطاء بتنظيمها جنبا إلى جنب مع دبي مول، عقد كلا الجانبين خلال شهر رمضان المبارك شراكات حصرية مع عدد من متاجر التجزئة والمطاعم في دبي مول، حيث يتم دعوة العملاء إلى إضافة 5 دراهم أو أكثر إلى مشترياتهم عند إتمام عملية الشراء، أو وضع التبرعات في صناديق التبرع الموجودة في أكثر من 125 من منافذ البيع والمطاعم المشاركة في المول. أصحاب الايادي البيضاء ومن جانبه، أشار ناصر رفيع، الرئيس التنفيذي لـ «مجموعة إعمار لمراكز التسوق»، إلى أن المنصة المبتكرة تسلط الضوء هذا العام على التغيير الإيجابي الذي تحدثه التبرعات في حياة الأفراد، وتسهم في حث وإلهام زائري المركز التجاري من شتى أنحاء العالم على المشاركة الفعالة في هذه القضية السامية والنبيلة، ويتيح لهم فرصة المساهمة ومد يد العون للآخرين أثناء قيامهم بالتسوق أو من خلال صناديق التبرع المنتشرة في مواقع عديدة في المركز التجاري.» واللافت للنظر أنّ محطة التصوير في المنصة مكنت زوارها المتبرعين من الحصول على صورهم، التي يمكنهم لصقها على جدار المنصة والاحتفاظ بنسخة أخرى كتذكار يغني في ذاكرتهم بأهمية العطاء لهؤلاء الأقل حظاً منا، لا سيما في هذا الشهر الفضيل». وفي وقفة مع أصحاب الأيادي البيضاء، يقول طارق الصمادي «تاجر، وأب لطفلين»: أفضل عمل يقوم به الإنسان دعم العلم ومساعدة الدول الفقيرة في نموها عبر التركيز على منح أطفالها حقّ التعليم لينهض بها ويساعد على بناء دولة من الصفر، وتعتبر فكرة المنصة جديدة على زبائن «المول»، وشدت انتباهنا بفكرتها الغريبة التي تجبر المرء التوقف أمامها لا شعورياً لاعتقاده أنّه في صالة للفن التشكيلي. وأضاف: لن أتردد أبدا في التبرع لأطفال الدول الفقيرة فهم بأمسّ الحاجة إلينا ولا ذنب لهم أنّ دولهم تعاني من الفقر، ولهذا قررت أن أستغل فكرة وجود المنصة في كل زيارة للمركز لأتبرع بما يخرج من خاطري. حب الخير أما سالم الشامسي «أب لأربعة أطفال» يقول: اعتدت التبرع منذ سنوات لحملات دبي العطاء، كونها توجهني إلى فئة بأمسّ الحاجة لرسم الفرح على وجوهها والمساهمة في منحها حق العلم والتعليم، ودولة الإمارات تعد سباقة إلى فعل الخير على صعيد دول العالم أجمع، وليس جديداً على مؤسساتها تكريس جهودها للوقوف إلى جانب الدول الفقيرة ومنح أطفالها حق العيش الكريم بتوفير التعليم من تبرعات تخرج عن طيب خاطر من أبناء مجتمعنا المعطاء. أما سعيد البقالي «موظف، أب لطفلة»، يقول إنّ الفكرة التي ابتكرتها دبي العطاء تدل على أن العطاء هو الشغل الشاغل لمؤسسات الأب زايد رحمه الله الذي غرس فينا حب مد يد العون لمن يطلبه ويحتاجه، وهو ما أعتز به وأفتخر بأني ابن لدولة أسسها رجل معطاء وقف طوال حياته في صف المعوزين، وغرس فينا منذ نعومة أظافرنا حب الخير وهو ما أحاول غرسه في طفلتي الصغيرة وبالطبع فالشكر موصول للمؤسسات الإنسانية التي لم يغفل لها جفن عن الوقوف إلى جانب الدول الفقيرة عبر توعية أفراد المجتمع بحملاتها الخيرية. ولفتت انتباهنا طفلة صغيرة- لم تترك لنا المجال السؤال عن اسمها- لا يتجاوز عمرها التسع سنوات تركت ذويها مهرولة إلى المنصة لتضع مبلغ 10 دراهم، وبالرغم من قلة المبلغ إلا أنها كانت فرحة بعطائها الطفولي الذي نراه سخياً لطفلة في عمرها. فرحة ابن مالي بفرص التعليم يوسف ديسا نموذج حي لفكرة المنصة، فهو طفل مقيم في مالي التي تواجه تحدياً كبيراً في تحقيق هدف الأمم المتحدة الإنمائي للألفية الجديدة، ألا وهو حصول جميع الأطفال على التعليم الأساسي بحلول عام 2015. هناك ما يقارب 900,000 طفل لا يزالون خارج المدرسة، والكثير من الأطفال الملتحقين بالمدارس لا يكملون تعليمهم. أما أبرز الأسباب التي تحول دون إكمال الأطفال للتعليم أو تمنعهم حتى من الالتحاق بالمدرسة هي المشاكل الصحية والتي بالإمكان الوقاية منها كالإسهال والديدان المعوية وسوء التغذية المزمن. ويعود سبب هذه المشاكل الصحية إلى البيئات غير الصحية كعدم توفر المياه النظيفة والمرافق الصحية، بالإضافة إلى الممارسات الصحية السيئة وسوء التغذية. ويساهم عدم توفر المياه النظيفة والمرافق الصحية الملائمة في المدارس في امتناع العديد من الأطفال، لا سيما الفتيات، من الذهاب إلى المدرسة. دبي العطاء بتبرعاتها منحت يوسف حق التعلم، وتتلخص قصته التي تنفرد «الاتحاد» بنشرها، منذ عودته من المدرسة وبجعبته معلومات مهمة ينقلها لعائلته، وأمامه مهمة إقناع جده آداما بوجوب استخدام أفراد أسرته للصابون لدى غسل أيديهم قبل تناول وجبتهم المسائية. هذا ما تعلمه يوسف في صفه في مدرسة نتجيبوجو التي تربطها شراكة مع دبي العطاء، وبدأ مع أصدقائه بنشر ما تعلموه، باذلين قصارى جهدهم لتغيير السلوكيات العفوية التي يمارسها أفراد مجتمعهم. ويكرر يوسف ما تعلمه في المدرسة، مظهراً ما دوّنه في كتابه خلال دروس اليوم: «نحن نتعرض للتلوث بسبب التعرق والغبار. ينبغي علينا الاغتسال بالماء والصابون بشكل متكرر.» ويعقب يوسف قائلاً: «تعلمت أهمية شرب الماء النظيف لتجنب آلام المعدة والإسهال، كما تعلمت وجوب غسل اليدين بالصابون كل يوم قبل وبعد تناول الطعام وبعد استعمال دورات المياه.» وخلال الوجبة المسائية، يسبق آداما الجميع لغسل يديه بالصابون مستخدماً صابوناً أخضر يميل إلى اللون الرمادي على شكل كرة يصنع محلياً من زيوت الخضار والبوتاسيوم، ويتبعه أفراد العائلة لغسل أيديهم ساكبين الماء من إبريق. ويفتح سلوك غسل اليدين الباب أمام ممارسات صحية أخرى من شأنها تحقيق تقدم طبيعي في السلوك. ويقول يوسف: «تعلمنا في المدرسة كيفية المحافظة على مياه الشرب النظيفة. وحصلنا على مضخة مياه جديدة في المجمع يحظر على أي كان الاقتراب منها بحذائه، وتفرض على كل فتى أو فتاة دفع غرامة في حال نسي ذلك. نجحنا في القرية الآن في جعل الجميع يدرك أهمية وجود غطاء لحماية المضخة وضرورة إبقاء الدلو مرتفعاً عن الأرض لتجنب تلوث المياه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©