هناء الحمادي ( أبوظبي ) - تبقى لوجبات الإفطار الرمضانية لها طابع ومذاق خاص ينفرد فيه شهر رمضان عن غيره من أشهر العام، ومن ذلك حظيت بعض هذه الوجبات على الإقبال الكبير حتى يومنا هذا برغم التحولات وتبدل عوالم وأجيال، إلاّ أن مقاومة هذه الأكلات لا يزال قاهراً للقناعة المفقودة للكثير من الناس مع انقراض البعض منها أو حدث تطور للبعض الآخر، ولذلك فإن القليل لا يزالون بسطاء متمسكين بوجبات صاحبتهم منذ أكثر من خمسة عقود، والتي اختلف المؤرخون على مكان نشأتها، فالبعض يزعم بأن أصلها تركي وأنها وصلت إلى اليمن مع مجيء الأتراك إلى مدينة صنعاء، والأرجح أن السمبوسة هندية الأصل انتقلت إلى عدن، وبالتالي إلى بقية مدن اليمن ودول الخليج والجزيرة، ولكن وبالرغم من تلك الاختلافات تظل ظاهرة السمبوسة والباكورة ظاهرة محببة وشعبية يتفق عليه جميع الأشخاص.
زحام
السمبوسة والباكورة، تلك الوجبة التي تمنح المائدة خصوصية وتجعل منها فنتازيا جميلة حسب وصف إبراهيم محمد - الذي التقينا به بعد إن خاض معركة وسط الزحام للحصول على قطع السمبوسة من أحد المطاعم الهندية المشهورة بصناعة السمبوسة. واعتبرها إبراهيم أنها وجبة دافئة وغنية بالمواد الغذائية وأصبحت ضرورة للمائدة الرمضانية اعتاد الناس على وجودها، إلى جانب الشوربة والوجبات الرئيسية . يعقوب علي التقيناه، وهو يحاول أيضاً الحصول على بعض قطع «السمبوسة والباكورة»، وذلك قبل أن يحين وقت الإفطار بنصف ساعة، وهذا هو وقت الذروة للحصول على تلك الوجبات وبعض الوجبات الخفيفة من بعض المحلات الخاصة بتصنيعها يقول: تبقى لتلك الوجبات طعم خاص ومختلف في رمضان، فالجميع يلهف لشراء السمبوسة والباكورة الهندية من الباعة الذين يوفرون عربات خاصة لبيعها أمام مطاعمهم، قبل الأذان بساعات، تسمع هذا ينادي بالسمبوسة وآخر بالباكورة والزبائن يقبلون على شراء تلك الوجبتين التي تتسم بحشوات مختلفة وبضعة دراهم حسب شراء عدد من حبات تلك الوجبتين.
محتويات السمبوسة
وللتعرف إلى عمليات تجهيز السمبوسة ومكوناتها أشار رحيم محمد - صاحب مطعم هندي، الذي وصف السمبوسة بأنها وجبة هندية الأصل انتقلت إلى مدينة عدن في أربعينيات القرن الماضي عن طريق الهنود الذين سكنوا عدن، وانتشرت بعد ذلك إلى بقية المحافظات الجنوبية والشرقية ومن ثم الشمالية والغربية.
ويقول: يتوافد الكثير من الزبائن قبل الأذان بساعة على شراء هذه المأكولات والتي تباع حبة السمبوسة بدرهم واحد، بينما الباكورة فتباع بالكيلو، واصفا مكونات السمبوسة، والتي تحتوى على الكثير من البصل المقطع والخضراوات بمختلف أنواعها، إلى جانب وضع بهارات هندية تعطي للسمبوسة نكهة حارة ولذيذة، أما الباكورة فالوضع لا يختلف كثيراً عن السمبوسة، والتي يتم تقطيع البصل والبطاطس والخضراوات قطعا صغيرة ويمزج ذلك الخليط مع دقيق الحمص، ويضاف إلى المزيج بعض التوابل قبل غليه في زيت حار. لافتاً إلى أن هناك أنواعاً أخرى من الباكورة، منها بكاورة البطاطس والباذنجان، والتي لايختلف مذاقها عن باكورة الخضراوات.
سيدة المائدة
وحول تعرض هذه الوجبة لتحولات الزمن، قال رحيم لم تزل السمبوسة هي سيدة مائدة الإفطار، ولكن هناك طلبات تصل إلينا لعمل سمبوسة بلحم الدجاج المفروم وكذا بالتونة ، ولكن هذه طلبات خاصة. ويضيف: أن الكميات التي تباع يومياً تصل إلى الآلاف، ونحاول قدر الإمكان توفير الطلبات المتزايدة لأننا نعتمد على تصنيع مكوناتها بمقاييس محددة ونستخدم الزيوت التي لا تحتوي على الكوليسترول، مما جعلنا متميزين عن غيرنا وأكسبنا ثقة كبيرة، لأن شعارنا الجودة والنظافة.
أما أم زايد التي التقيناها، وهي تشتري قطع السمبوسة والباكورة، فأكدت أنها تشتري يومياً السمبوسة من المطعم القريب من المنزل، وبعض الأيام تعملها بالبيت، وهي محبة لهذه الأكلة، وتمضي قائلة: وجبة السمبوسة والباكورة أساسية في رمضان، وأي مائدة رمضانية لا تضم السمبوسة في مكوناتها فهي ناقصة، ويسأل عنها الكبار والصغار، وأنا شخصيا أحب أن أفطر بالسمبوسة والباكورة دون غيرها وأطفالي يلحون علي إعدادها كل يوم.
عدد اليوم
