الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جفاة الأعراب يرتدون عن الإسلام

24 يوليو 2013 21:43
القاهرة (الاتحاد) -حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من الرجوع إلى الكفر بعد الإيمان وأخبر بالتبديل بعد وفاته، قال: «لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض»، وقال أهل العلم معناه لا ترجعوا بعدي كفاراً أي فرقاً مختلفين يضرب بعضكم رقاب بعض فتكونوا في ذلك مضاهين للكفار فإن الكفار متعادون يضرب بعضهم رقاب بعض والمسلمون متآخون يحقن بعضهم رقاب بعض. وقال رسول الله: «أنا فرطكم على الحوض من ورد شرب ومن شرب لم يظمأ أبداً وليردن على أقوام أعرفهم ويعرفونني، ثم يحال بيني وبينهم فأقول إنهم مني فيقال إنك لا تدري ما عملوا بعدك فأقول سحقاً سحقاً لمن بدل بعدي»، وفي حديث ثوبان: «ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان». ثبات على الإسلام وقد ارتد من ارتد بعد وفاة النبي فقاتلهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه بمن أطاعه من المهاجرين والأنصار وبمن ثبت على الإسلام من سائر القبائل، حتى قهروهم، وقال الخطابي لم يرتد من الصحابة أحد وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب. وجاء في البداية والنهاية لابن كثير أنه بعد أن أنفذ الصديق رضي الله عنه جيش أسامة قلّ الجند فطمع كثير من الأعراب في المدينة، وأن الصديق جعل على أنقابها حراساً، وجعلت وفود العرب تقدمها يقرون بالصلاة ويمتنعون من أداء الزكاة، وفيهم من امتنع من دفعها إلى الصديق، ومنهم من احتج بقوله تعالى (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم) قالوا فلسنا ندفع زكاتنا إلا إلى من صلاته سكن لنا. اعتقد قسم من القبائل أن ولاءهم السياسي للرسول كان ولاء شخصياً ينتهي بوفاته، وعدم تعودهم الخضوع للنظام الذي اقره الإسلام من تحريمات مثل الخمر والميسر والزنا والربا وغيرها. تبليغ الدعوة وترجع عوامل الردة في المناطق الأخرى، إلى عدم تغلغل الإيمان في القلوب لتأخر إسلامهم وبسبب قصر الزمن الذي تم فيه تبليغ الدعوة، وطبيعة الأعراب المتسمة بالجفاء، مما جر إلى ضعف فقه تعاليم الدين وخاصة بالنسبة للزكاة التي اعتبرها البعض ضريبة مهينة، واستثقلوا الصلاة والعبادات الأخرى، كما أن العصبية القبلية لا زالت عميقة في تلك البلاد النائية ووسط نجد، حيث ترى القبائل أنها أضخم عدداً وعدة من قريش. قرر الصديق مقاتلة جميع المرتدين، وقال قولته المشهورة، والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله لجاهدتهم عليه، ولم يترك أحداً منهم رغم توجه بعد الصحابة إليه أن يترك من امتنع عن دفع الزكاة من القبائل. وقال عمر لأبي بكر كيف تقاتلهم وقد قال رسول الله: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله»، فقال أبو بكر والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقا لقاتلتهم على منعهم. وهكذا رأى أبو بكر أن الإسلام كل لا يتجزأ وليس هنالك من فرق بين فريضة وأخرى، والزكاة وإن كانت من النظام الاقتصادي، إلا أنها ركن من أركان الإسلام، وعبادة بحد ذاتها، ولا يمكن تطبيق جزء من الإسلام وإهمال آخر، ورأى الصحابة أن الأخذ باللين أفضل إذ زلزلت الأرض بالردة والنفاق. وقال عمر يا خليفة رسول الله تألف الناس وارفق بهم، فأجابه أبو بكر رجوت نصرتك وجئتني بخذلانك أجبار في الجاهلية وخوار في الإِسلام إنه قد انقطع الوحي، وتم الدين أو ينقص وأنا حي، أليس قد قال رسول الله إلا بحقها، ومن حقها الصلاة وإيتاء الزكاة، والله لو خذلني الناس كلهم لجاهدتهم بنفسي. درجات وقد كان ارتداد الجزيرة العربية على درجات، فمن العرب من منع الزكاة، ومنهم من ترك الإسلام كله، وعاد إلى ما كان يعبد من أصنام، ومن العرب من لم يكتف بالردة ويترك المسلمين في شأنهم، بل انقلبوا على المسلمين فقتلوهم، ومنهم من سارع بادعاء النبوة. جهز الصديق أحد عشر جيشاً كاملاً لحرب المرتدين في وقت متزامن، ومع أن أعداد جيوش المسلمين لم تكن كبيرة، فإنها كانت منظمة، وحدد اتجاه كل جيش فوزعت على الجزيرة، بحيث تستطيع تمشيط كل رقعة تمشيطاً كاملاً، فلا تبقى قبيلة أو منطقة إلا وفيها من جيوش المسلمين، وكتب الله النصر لهم في كل المواقع، ولم يبق في الجزيرة العربية مرتد واحد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©