الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الفيصل: بقاء إسرائيل في المنطقة مرتبط بقبولها السلام

الفيصل: بقاء إسرائيل في المنطقة مرتبط بقبولها السلام
13 أغسطس 2014 11:53
ومفاوضات القاهرة لم تتقدم وجهود لهدنة جديدة وعدم استبعاد حدوث «اختراق» اليوم ربطت السعودية بقاء إسرائيل كدولة بتوصلها إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، قائلة على لسان وزير الخارجية سعود الفيصل أمس: «إن تل أبيب لم تتورع ولن تتورع عن الذهاب إلى أي مدى، ومن دون حساب لنظام أو قانون أو شرعية أو إنسانية لتحقيق أغراضها وأهدافها»، متمثلة باستئصال الوجود الفلسطيني، محملة الأمة الإسلامية مسؤولة الفشل في منع هذه الدولة من شن العدوان ومهاجمة المسلمين ودول الجوار مرة تلو الأخرى، متسائلة «هل كان في مقدور إسرائيل القيام بالعدوان تلو العدوان لو كانت الأمة الإسلامية على قلب رجل واحد؟». في الأثناء، دخلت التهدئة في غزة أمس، يومها الثاني، بينما استمرت المفاوضات غير المباشرة في القاهرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد في الحرب التي أودت بحياة نحو ألفي شهيد فلسطيني، مع إقرار طرفي النزاع بعدم إحراز تقدم يذكر، مؤكدين صعوبة المهمة. وأكد موسى أبو مرزوق القيادي في «حماس» أن الوفد الفلسطيني يخوض مفاوضات صعبة مع الوفد الإسرائيلي لجهة التوصل إلى تهدئة شاملة وتحقيق مطالب الفلسطينيين، مشدداً على أن هذه التهدئة الثانية والأخيرة، والجدية الآن واضحة، والمطلوب أن يحقق الوفد ما يأمله الشعب. ونقل موقع «واللا» الإسرائيلي الإخباري عن رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة عزام الأحمد قوله: «نلمس تقدماً طفيفاً في المفاوضات، لكن ما زالت الفجوات كبيرة بين الطرفي»، مؤكداً على أن طلب الوفد الفلسطيني المتعلق بإنشاء ميناء بحري وتأهيل المطار الفلسطيني لا زالت قائمة. ومع استمرار التهدئة، أطلقت زوارق الاحتلال ظهر أمس، نيران رشاشاتها الثقيلة باتجاه مراكب الصيادين قبالة سواحل رفح جنوب القطاع، كما أطلقت بحرية الاحتلال، نيران رشاشاتها تجاه شاطئ بحر غزة. من ناحيتها، أعلنت بريطانيا على لسان وزير الدولة للأعمال فينس كيبل أنها ستعلق 12 ترخيصاً لتصدير معدات عسكرية إلى إسرائيل تشمل قطع غيار لدبابات وطائرات ورادارات إذا استؤنفت العمليات العسكرية مع «حماس» في القطاع، مشيرة إلى مخاوف من استخدام الصادرات لخرق القوانين الدولية. واستؤنفت المفاوضات الجارية برعاية مصر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إثر التوافق على تهدئة لمدة 72 ساعة الأحد الماضي في القاهرة بهدف البحث عن وقف دائم لإطلاق النار. ومنذ بدء العمل بالهدنة منتصف ليل الأحد بالتوقيت المحلي، لم يتم إطلاق أي صاروخ من قطاع غزة نحو الأراضي الإسرائيلية، فيما لم يشن الطيران الإسرائيلي أي غارة على القطاع، غير أن زوارق الاحتلال أطلقت ظهر أمس، نيران رشاشاتها الثقيلة باتجاه مراكب الصيادين قبالة سواحل رفح جنوب غزة، كما أطلقت بحرية الاحتلال نيران رشاشاتها تجاه شاطئ بحر غزة. وذكر شهود العيان بأن زورقاً بحرياً إسرائيلياً أطلق النار تجاه قوارب الصيادين قبالة بحر مدينة غزة، وقبالة شاطئ مدينة رفح، من دون وقوع إصابات في صفوف الصيادين. وأشار الشهود إلى أن طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخاً تجاه مقر النادي البحري غرب مدينة غزة، وأحدث أضراراً مادية في المكان، من دون وقوع إصابات في صفوف المواطنين. مع ذلك، واصل النازحون لليوم الثاني على التوالي العودة إلى منازلهم التي اضطروا لتركها في غزة بسبب القصف الإسرائيلي الكثيف إما للاستقرار فيها أو جمع بعض الحاجيات مما تبقى لهم. وقال الفيصل أمس في كلمة أمام الجلسة الافتتاحية للاجتماع الثاني الطارئ الذي تعقده اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة على مستوى وزراء الخارجية حول العدوان الإسرائيلي على غزة، بحضور رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله، وعدد كبير من الوزراء، إسرائيل «ليس لها من هدف سوى استئصال الوجود الفلسطيني من حيث هو»، مشدداً على أن إسرائيل يجب أن تتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين لتضمن بقاءها كدولة، منتقداً انقسام المسلمين وفشلهم في منع هذه الدولة من مهاجمة جيرانها العرب. وأضاف «على إسرائيل أن تدرك أن السلام هو الخيار الأوحد لبقائها». وتابع «إسرائيل كما نرى لم تتورع ولن تتورع عن الذهاب إلى أي مدى ومن دون حساب لنظام أو قانون أو شرعية أو إنسانية لتحقيق أغراضها وأهدافها». وفشلت جهود التفاوض بشأن اتفاق سلام دائم بسبب اختلافات على حدود الدولة الفلسطينية ومصير القدس الشرقية ومستقبل اللاجئين الفلسطينيين وأسلافهم. وحمل الفيصل الأمة الإسلامية مسؤولية تمادي تل أبيب في العدوان مرة تلو الأخرى بقوله: «هل كان في مقدور إسرائيل القيام بالعدوان تلو العدوان لو كانت الأمة الإسلامية على قلب رجل واحد؟». وأضاف «ألم يغر إسرائيل على ارتكاب جرائمها المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني والمسلمين، ما تراه من ضعف في الأمة بسبب تفككها وانقساماتها وانتشار الفتن فيها؟». وتابع الفيصل في كلمته: «ما الذي جرى ويجري لنا وكيف نصلح دواخلنا حتى نقف أمام التحديات التي تواجهنا من دون وهن أو ضعف يعترينا من داخلنا». وتعجب الوزير السعودي بالقول: «إن المسلم بات يستبيح دم وعرض أخيه المسلم باسم الدين، ألم يشجع انقسام الأمة إلى شيع وطوائف القوى الخارجية للتدخل في شؤونها وتتلاعب بأقدارها وأمنها». وأوضح الفيصل، «ما يحيط بفلسطين من موج متلاطم من الصراع والاقتتال والخلافات ويمتد ليصل لمناطق إسلامية على امتداد العالم، هو واحد من مصادر تراجعنا، فطريقنا يبدأ بخطوة أولى لمواجهة هذه الأزمات من داخل مجموعته». ودعا الفيصل إلى ضرورة تقارب الأمة الإسلامية، قائلاً: «نبحث عن مقاربات جديدة تجمع ولا تفرق، تتأسس على الاحترام المتبادل والحفاظ على حقوق الجميع ومصلحتهم، وتكف عن محاولة النيل من بعضنا بعضاً أو التوسع على حساب بعضنا بعضاً». وقال: «يتساءل الإنسان كيف يمكن لنا أن نقوم بمسؤولياتنا الجماعية نحو الإخوة الفلسطينيين وهم يتعرضون لهجمة شرسة تستهدفهم في وجودهم وهويتهم، قبل أن تدك دورهم ومدنهم ومزارعهم». كما تساءل الوزير السعودي مرة أخرى قائلًا: «هل بات قدر أهلنا في غـزة مواجهة ما بين عام وآخر، جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يلاحقهم بالقتل حيثما يكونون حتى ولو لجأوا فراراً من الموت إلى المدارس التابعة للأمم المتحـدة (الأنروا)، أو إلى دور العبادة أو المستشفيات؟». ومع إقرار الطرفين بعدم احراز تقدم في مفاوضات القاهرة، قال عزام الأحمد رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض «نلمس تقدماً طفيفاً، لكن ما زالت الفجوات كبيرة بين الطرفين»، مؤكداً على أن طلب الوفد الفلسطيني المتعلق بإنشاء ميناء بحري وتأهيل المطار الفلسطيني ما زالت قائمة. ولفت الأحمد إلى أن هذه الطلبات ليست جديدة وإنما قائمة منذ قدوم السلطة الفلسطينية عام 1994، داعياً الجانب الإسرائيلي بعدم التعامل مع القطاع كون أن «حماس» هي المسيطرة عليه، وقال: «يجب على الإسرائيليين أن يفهموا بأن فترة حكم (حماس) في غزة قد انتهت، وعليها العمل بتنسيق تام مع السلطة الفلسطينية وحكومة الوفاق الوطني». وأضاف «محتمل أن تنجح الأطراف في التوصل إلى اتفاق شامل حتى اليوم الأربعاء ليلاً، لكن ما زالت الطريق طويلة». وكشفت مصادر إعلامية في القاهرة، أن المفاوضات «شهدت جدية من الأطراف كافة للتوصل لاتفاق حقيقي لوقف النار يضمن رفع الحصار عن غزة» إلا أن ما تم التفاهم عليه كان بشكل مبدئي، وأنه لم تحسم جميع القضايا بانتظار جولة جديدة. ورجحت المصادر أن الجلسات ستستمر، وأن مصر ربما تتجه بالتوافق مع الجانبين لإعلان هدنة جديدة لـ 72 ساعة أخرى حتى انتهاء المفاوضات من الملفات المطروحة كافة على الطاولة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©