الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النقوش الإسلامية فن يحاكي حركة إيقاعات الكون بلمسات روحانية مبدعة

النقوش الإسلامية فن يحاكي حركة إيقاعات الكون بلمسات روحانية مبدعة
24 يوليو 2013 21:44
توصل الفنان التشكيلي مصطفى عبد الرحيم من خلال بحثه في الفن الإسلامي إلى أن التكرار ظاهرة كونية يقع تحت تأثيرها الإنسان، أياً كان مكانه وزمانه في أمسه ويومه وغده، شاء أم لم يشأ، لأنه جزء من إيقاع هذا الكون منذ قديم الأزل وحتى تقوم الساعة، موضحاً أن الفنان المسلم أدرك أن هناك معنى لظاهرة التكرار الكونية يمكن الاستفادة منها، حيث إن تلك الظاهرة جعلت للإنتاج العربي شكلاً خاصاً متميزاً مجدي عثمان (القاهرة) - هناك أواصر صلة ومعالم متشابهة بين التكرار، والترديد، والتواتر، والنغم، والإيقاع والاتساع، فقام الفنان المسلم بتوظيفها لما لها من قدرة على الإمتاع والإقناع، عبر حواجز الجنس والمسافة واللغة، كما أنها وثيقة الصلة بالتذكر والتذكرة التي هي صفة إيمانية (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين). امتصاص القيم وأوضح الفنان التشكيلي مصطفى عبد الرحيم أن البحث في مجال الفنون الإسلامية يهدف إلى دراسة الحضارات القديمة بغرض الوصول إلى خيال تصميمي أوسع، وأرجع أهميته إلى إيضاح المعالم الفارقة والمتداخلة بين التكرار والترديد والتواتر والتعاقب وغيرها من المرادفات، وما ينشأ عن هذه التكرارات من علاقات تتصل بقيم العمل الفني الأخرى ولا تتبع النظام التكراري، إضافة إلى امتصاص القيم الجمالية للتراث الإسلامي كي يثري رصيدنا الذاتي دون أن نفقد علاقتنا بإيقاعات هذا العصر، مع توضيح الأسس والمبادئ التي يقوم عليها التصميم، والتي يمكن اعتبارها وسائل اتصال لعناصر الفنون المرئية، وواسطة التعبير عن الأفكار لابتكار موضوع جمالي مرئي. استنتاجات وحاول أن يصل إلى تلك النتائج من خلال عدد من الفروض التي أقامها من خلال حدود بحثه في دراسة النقوش الإسلامية والعربية بأنواعها المختلفة ذات الأسلوب التكراري فقط، والمنفذ بخامات مختلفة في العمارة الداخلية والخارجية، حيث تأكدت بتلك الفروض ثوابت واستنتاجات كثيرة، منها أن كل تكرار مهما كان عنصره نباتاً أو حيواناً أو إنساناً يعتمد في تقسيمه وبنائه على الحسابات الرياضية والهندسة، مؤكداً أن التكرار الهندسي هو أعقد هذه الأساليب وأهمها، لأنه قاسم مشترك أعظم بينها ولاحتياجه للدقة الشديدة، كما أفترض أن ظاهرة التكرار ليست قاصرة على الفن الإسلامي، بل هي ظاهرة موجودة في كل الحضارات السابقة على الإسلام، وحتى القرن العشرين، وإن التكرار في الفن الإسلامي مرتبط بالعقيدة الإسلامية كتاباً وسنة، فالمؤمن يستحي أن يكون عمله مختلاً معتلاً غير متقن. نقاط متساوية وأوضح عبد الرحيم أنه من حيث المصطلحات فإن العناصر إذا جاءت إثر بعضها مصطفة سميت تكراراً، أما إذا جاءت غير مصطفة فتسمى تواتراً، ومن خلال وجود مستويات في الشكل يحدث النغم، والنغمة زينة ومتعة في غير حرام لبناء مجتمع صحيح، وهو ما أحله الإسلام، ولقد لجأ الخطاطون إلى وضع نقاط متساوية على عباراتهم وكلماتهم وحروفهم، سواءً أكان فوقها أو تحتها أو في بنياتها، إلا أن هذا النوع من النقط يمثل إعجاماً للحروف قصد به تمييز المتشابه وإبانته وسهولة القراءة به ولتحريك النظر لينتقل من فراغ إلى آخر، ومن كلمة إلى أخرى. وجهة نظر واستطاع الفنان مصطفى عبد الرحيم أن يربط بين البيئة كمحيط تفاعلي مع الإنسان ونشأة ظاهرة التكرار، حيث أوضح أن السمات البيئية لشبه الجزيرة العربية من وجود لعناصر الصحراء المحددة المتكررة من الخيام والنخيل والكثبان الرملية، كان لها أثر في التكرار من وجهة نظر الفنان الإسلامي، كعناصر تثير في نفس المشاهد إحساساً ما برهبة تأخذ به إلى حيث المطلق اللامحدود. ويضيف إن المسلمين والعرب في الصدر الأول من الإسلام اهتموا بدراسة الأجسام والأشكال المنتظمة خاصة البلورية في الخامات المختلفة كالمعادن، وتعرفوا على خصائصها الرياضية والبنائية والفيزيقية والكيميائية مما كان له أكبر الأثر في الاستفادة منها في التكرار الهندسي، وإن من الأجسام التي تحمل نظاماً بنائياً تكرارياً هندسياً المكعب والمناشير السداسي والثلاثي والخماسي والثماني. أوجه التشابه ومن العلاقات الغريبة، علاقة التكرار والامتداد حيث أشار إلى أن التكرار ينتج عنه امتداد، في حين أن الامتداد غير ذلك الامتداد وإن كان بينهما أوجه تشابه، فامتد الشكل أي انبسط، وهو الصورة الجسمية أو هو كون الأجسام موجودة في المكان حالة بجزء منه، والامتداد جزء من المكان وهو متناهٍ، أما المكان فغير متناه، وأحياناً يعبر عن الامتداد بالبعد، ويقول ابن طفيل «لم نجد شيئاً يعم الأجسام كلها إلا معنى الامتداد الموجود في جميعها. إشارة واضحة صريحة أوضح الفنان التشكيلي مصطفى عبد الرحيم أن العلاقة بين التكرار والقرآن جاءته من أن ظاهرة التكرار في الفنون الإسلامية نابعة من مصدر واحد وهو القرآن، مؤكداً أن هناك الكثير من الآيات القرآنية التي تشير إلى تلك الظاهرة إشارة واضحة صريحة، وأهميتها أن أول ما نزل من كتاب الله تناول الظاهرة «اقرأ.. ما أنا بقارئ.. اقرأ.. ما أنا بقارئ.. اقرأ.. ما أنا بقارئ»، من ذلك يتضح أن كلمة «اقرأ» قد تكررت 3 مرات قبل بدء التنزيل. وأعطى أمثلة للرقم المتكرر في القرآن «7» كسبع سنبلات خضر، وآخر يابسات، وسبع بقرات سمان، وسبع عجاف».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©