الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«آدم» أول فلاح يزرع الأرض وصنع المعدات التي تعينه على عمله

24 يوليو 2013 21:44
أحمد مراد (القاهرة) - سمي نبي الله آدم عليه السلام، والد البشر، بهذا الاسم لأنه خُلق من أديم الأرض وهو ما ظهر منها، فعن أبى موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك، والسهل والحزن وبين ذلك، والخبيث والطيب وبين ذلك»، وعن أبي هريرة قال: «وخلق آدم في آخر ساعة من ساعات يوم الجمعة»، وقال الله تعالى للملائكة: (إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ، فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ)، فخلقه الله بيده لئلا يتكبر إبليس عنه، فخلقه بشراً، فكان جسداً من طين أربعين سنة من مقدار يوم الجمعة. السجود لآدم وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله خلق آدم من تراب، ثم جعله طيناً ثم تركه، حتى إذا كان حمأ مسنوناً خلقه الله وصوره ثم تركه، حتى إذا كان صلصالاً كالفخار قال: فكان إبليس يمر به فيقول: لقد خُـلقت لأمر عظيم. ثم نفخ الله فيه من روحه فكان أول ما جرى فيه الروح بصره وخياشيمه، فعطس فلقاه الله رحمة به، فقال الله يرحمك ربك»، ولما أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم، امتثلوا كلهم للأمر الإلهي، وامتنع إبليس من السجود له حسداً وعداوة له، فطرده الله وأبعده، وأخرجه من الحضرة الإلهية ونفاه عنها، وأهبطه إلى الأرض طريداً ملعوناً شيطاناً رجيماً. الأكل من الشجرة وعاش آدم وزوجته حواء في الجنة، وبعد أن أكلا من الشجرة التي نهاهما الله عنها بسبب وسوسة إبليس، أنزلهما الله إلى الأرض فقال تعالى: «قُلنا اهبِطوا مِنها جَميعاً» فأعمرها هو وأبناؤه بحرفة الزراعَة، حيث كان عليه السلام فلاحاً يحرث الأرض ويزرع بنفسه، وتساعده زوجته حواء في جميع الأعمال التي تتطلبها حرفة الزراعة، وكان يصنع كذلك المعدات التي تُعينه على حرث وزراعة الأرض كما اكتشف آدم النار، وعمل على نقل البشرية من وضعية العُري، إلى اللباس بستر العورة والبدن معاً، وما إلى ذلك من الدفاء، واتخاذ الكهوف مساكن في الجبال. كما كانت حواء تغزل الشعر فتحوله بيدها فتكسو نفسها وولدها. وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال لرجل جالس عنده وهو يحدث أصحابه: «ادن مني. فقال له الرجل: أبقاك الله، والله ما أحسن أن أسألك كما سأل هؤلاء. فقال: ادن مني فأحدثك عن الأنبياء المذكورين في كتاب الله، أحدثك عن آدم إنه كان عبداً حراثاً، وأحدثك عن نوح إنه كان عبداً نجاراً، وأحدثك عن إدريس إنه كان عبداً خياطاً». عبادات ولما حضرت آدم الوفاة عهد إلى ابنه شيث وعلمه ساعات الليل والنهار، وعلمه عبادات تلك الساعات، وأعلمه بوقوع الطوفان بعد ذلك. ولما توفي آدم عليه السلام - وكان ذلك يوم الجمعة - جاءته الملائكة بحنوط، وكفن من عند الله عز وجل من الجنة، وعزوا فيه ابنه. وعن أبي بن كعب، قال: إن آدم لما حضره الموت قال لبنيه: إني أشتهي من ثمار الجنة. قال: فذهبوا يطلبون له، فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه، ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل، فقالوا لهم: يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون؟ أو ما تريدون وأين تطلبون؟ قالوا: أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة، فقالوا لهم: ارجعوا فقد قضى أبوكم. فجاءوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم، فقال: إليك عني فإني إنما أتيت من قبلك، فخلي بيني وبين ملائكة ربي عز وجل. فقبضوه وغسلوه وكفنوه، وحفروا له ولحدوه وصلوا عليه ثم أدخلوه قبره ثم حثوا عليه، ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنتكم. واختلفت الروايات في موضع دفنه، فالمشهور أنه دفن عند الجبل الذي أهبط عليه في الهند، وقيل بجبل أبي قبيس بمكة وقد ماتت بعده حواء بسنة واحدة. واختلف في مقدار عمره عليه السلام: وقد ذكر في الحديث عن أبن عباس وأبي هريرة مرفوعاً: أن عمره اكتتب في اللوح المحفوظ ألف سنة. فلما مات آدم عليه السلام قام بأعباء الأمر بعده ولده شيث عليه السلام وكان نبياً بنص الحديث الذي رواه أبن حبان في صحيحه، عن أبي ذر مرفوعاً وأنزلت عليه خمسون صحيفة. قابيل وهابيل يذكر أئمة السلف في قصة قابيل وهابيل أن آدم كان يزوج ذكر كل بطن بأنثى «البطن» الآخر، وأن هابيل أراد أن يتزوج بأخت قابيل، وكان أكبر من هابيل، وأخت قابيل أحسن، فأراد قابيل أن يستأثر بها على أخيه، وأمره آدم عليه السلام أن يزوجه إياها فأبى، فأمرهما أن يقربا قرباناً، وذهب آدم ليحج إلى مكة، واستحفظ السماوات على بنيه فأبين، والأرضين والجبال فأبين، فتقبل قابيل بحفظ ذلك. فلما ذهب قربا قربانهما؛ فقرب هابيل جذعة سمينة، وكان صاحب غنم، وقرب قابيل حزمة من زرع من رديء زرعه، فنزلت نار فأكلت قربان هابيل، وتركت قربان قابيل، فغضب وقال: لأقتلنك حتى لا تنكح أختي، فقال: إنما يتقبل الله من المتقين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©