الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تغيير التقويم الماياوي يؤجل تحقق نبوءة نهاية العالم في 2012

تغيير التقويم الماياوي يؤجل تحقق نبوءة نهاية العالم في 2012
23 أكتوبر 2010 20:36
“العالم يتجه إلى الهلاك لا إلى الهدوء والسلام”. هي مقولة طالما روج لها الكثيرون واقتنع بها العديد من سكان المعمورة. مقولة حيكت حولها الكثير من النبوءات والتنجيمات، ونُسجت منها الأساطير، وحُددت لها تواريخ منها ما انقضى ومنها ما ينتظر الأيام القادمة. حكايات مختلفة وتواريخ متعددة قاسمها المشترك توقع “نهاية التاريخ” وقرب “فناء الكون”. ولعل أكثر التواريخ التي يترقب فيها بعض البشر “هلاك الأرض” هو 21 ديسمبر 2012. قال أهل العلم إن الأعاصير الشمسية ستبلغ ذروتها سنة 2012 وستتسبب في تغيرات مناخية عظيمة على شكل ثوران براكين وذوبان ثلوج وحدوث زلازل وكوارث وخيمة قد تُنهي دورة الحياة على الكوكب الأزرق، وزعم آخرون أن هناك معلومات سرية غير سارة تحتفظ بها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، وسايرت هوليوود هذا الهوس فأنتجت فيلماً كلفها ميزانيةً ضخمة عرضته العام الماضي كل القاعات السينمائية في مشارق الأرض ومغاربها وسمته “2012” نسبة إلى النبوءة الماياوية بنهاية دورة الحياة على الأرض بحلول 21 ديسمبر 2012، وقال بعض المحللين وعلماء المستقبل إن ذلك يمكن أن يحدث في حال نشوب حرب عالمية ثالثة تُستخدم فيها أسلحة بيولوجية فتاكة أو غمر أمواج زلازل تسونامي العاتية لسطح الأرض، وأطلق المؤلفون العنان لخيالاتهم لتخيل الأحداث المحتملة في يوم النهاية الموعود، وساق آخرون احتمالات أخرى شملت الأمراض البيولوجية وإشعاعات جاما القاتلة وسقوط مذنبات ضخمة على الأرض وغزو المخلوقات الفضائية لكوكب الأرض. وهكذا تكتل أهل العلم والتنجيم في معسكر واحد للتبشير بقرب النهاية. نبوءة المايا بعد مضي أكثر من خمس ألفيات على نبوءة أصحاب حضارة المايا الذين خولتهم مهارتهم في الفلك والرياضيات قياس طول السنة وتحديد محيط الأرض والتنبؤ بمواعيد الخسوف والكسوف والفيضانات والأعاصير ومواسم القحط والجفاف، وبعد أن أصبح العالم قاب قوسين أو أدنى من هذا التاريخ حسب التقويم الماياوي، أقدم الماياويون على تحويل تقويمهم الماياوي الذي ظل يكتسي قدسية خاصة على مر القرون وتوالي العصور إلى التقويم الجريجوري (الميلادي). تراجع الماياويون عن نبوءتهم المقدسة قبل حدوثها بوقت قصير جداً هو خبر مفرح ومحزن في الآن ذاته. مفرح لأنه يعني بالنسبة لمنظري نهاية العالم والمؤمنين بصدق النبوءة الماياوية أن العالم لن يشهد كارثة تُفنيه بعد سنتين من اليوم، ومُحزن لهم أيضاً لأنه يعني أن النبوءة التي طالما انتظروا تحققها أصبحت ضرباً من المحال وأرجعتهم إلى دوامة السؤال القديم الجديد عن تاريخ فناء الكون وقيام قيامة سكان الأرض. تغيير التقويم نُشرت مؤخراً دراسة جديدة في كتاب دراسي عنوانه “التقاويم والسنوات 2: علم الفلك ومفهوم الوقت في العالم القديم والقرون الوسطى”. وتشير هذه الدراسة إلى أن التحويلات التي طرأت مؤخراً على تواريخ التقويم الماياوي إلى التقويم الحديث قد يسري على الخمسين أو المئة سنة القادمة. وهو ما يعني أن التاريخ المُفترض لنهاية العالم الذي روج له الكثيرون والذي شغل الكُتاب وصناع الأفلام والمنتديات الاجتماعية الإلكترونية وحتى العلماء ورجال الدين من غالبية الملل والنحل قد أصبح موضع تشكيك وتفنيد من الماياويين أنفسهم الذين وضعوه أيام إشعاعهم الحضاري قبل 5,124 سنةً (أشار الماياويون منذ القدم إلى أن تقويم كوكب الأرض ينتهي بحلول يوم 21 ديسمبر 2012 كما ينتهي التقويم الميلادي يوم 31 ديسمبر من كل عام). ثابتة جي إم تي بعد أن ترسخ هذا الاعتقاد لدى الماياويون لأكثر من 5,000 سنة ووصلوا لمرحلة العد العكسي في انتظار “قيامتهم”، حول الماياويون تقويمهم إلى التقويم الجريجوري الميلادي الذي اعتمده الغرب منذ 15 أكتوبر 1582م على يد البابا جريجوريوس الثالث عشر بمساعدة الفلكي كريستوفر كلافيوس. وتم تحويل التقويم الماياوي إلى التقويم الميلادي الجريجوري المستخدم حالياً بناءً على حسابات رياضية يصطلح عليها “ثابتة جي إم تي” التي تعتبر اختصاراً للحرف الأخير من كل اسم من أسماء ثلاثة باحثين ماياويين قدامى. وحسب المؤلف جيراردو ألدانا وأستاذ تاريخ سكان أميركا الأصليين بجامعة كاليفورنيا، بُذلت جهود حثيثة لتغيير التقويم الماياوي بالاستعانة بوثائق قديمة مكتوبة باللغة الماياوية لكن بحروف لاتينية. توأم الأرض أيد هذا التحويل في التقويم القائم على “ثابتة جي إم تي” لاحقاً عالم اللسانيات والأنثروبولوجيا الأميركي فلويد لاونسبوري من خلال استخدام بيانات من جداول كتاب “دريسدن فينوس” الذي يعد أقدم وثيقة عن التقويم الماياوي ويحوي توقعاته المناخية والجيولوجية عبر ربط تواريخ أحداث كوكب الأرض بحركة كوكب الزهرة المعروف في الحضارات القديمة بنجمة الصباح والمساء والموصوف حالياً بتوأم الأرض لشدة شبهه بالأرض حجماً وتركيباً ودوراناً (يُتم الزهرة الدوران حول نفسه خلال 243 يوماً أرضياً وحول الشمس خلال 224,65 يوماً). أسانيد متهاوية يصف المؤلف ألدانا العالم فلويد بأنه “اتخذ موقفاً سمح له بإزاحة العقبات من طريقه لتبرير تغيير التقويم الماياوي استناداً إلى “ثابتة جي إم تي” وجعله مقبولاً بشكل تام”. وأضاف “ذهب آخرون في تقييم عمله أبعد من ذلك من خلال سَوْق براهين تحاول تأكيد “ثابتة جي إم تي” من حيث الصحة والدقة”. لكن ألدانا يقول إن الدليل الذي أتى به لاونسبوري بعيد جداً من أن يأخذ صفة الدليل العلمي القاطع غير القابل للتفنيد أو التكذيب”. ويقول ألدانا موضحاً “إذا كان من غير الممكن استخدام جدول فينوس للبرهنة على دقة حسابات التحويل وسلامة تأويل الرموز الماياوية كما يفيد بذلك لاونسبوري، فإن القبول بذلك يعتمد بالأرجح على موثوقية الأدلة الداعمة والبيانات المؤيدة لهذا الطرح”. فالبيانات والمعلومات التاريخية المتاحة حالياً أقل موثوقيةً من جدول فينوس نفسه، وهو ما يضع “ثابتة جي إم تي” بحد ذاتها موضع شك ويجعل أسانيدها وقرائنها تتهاوى الواحدة تلو الأخرى. ولا يدعي ألدانا امتلاكه أي أجوبة عن مدى صحة تحويل التقويم ودقته، فهو يفضل التركيز على تعليل السبب الذي قد يجعل التأويل الحالي عارياً عن الصحة. ويبدو أن منظري نهاية العالم في سنة 2012 يريدون للعالم أن ينتهي حتى يثبت صدق نبوءة الماياويين وتقويمهم القديم، ويأملون من كل قلبهم أن تتحقق أمنيتهم بوقوع هذا الحدث الفريد في الكون. عن “كريستيان ساينس مونيتور” ترجمة: هشام أحناش
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©