الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تراجع الأسعار يحسن العلاقات بين شركات النفط الوطنية والأجنبية

تراجع الأسعار يحسن العلاقات بين شركات النفط الوطنية والأجنبية
23 فبراير 2009 00:17
قال اقتصاديون إن الدول الغنية بالنفط لن تتخلى عن النفوذ الذي صاحب الأسعار القياسية بين عشية وضحاها لكن العلاقات بين الشركات العالمية وتلك التي تديرها الحكومات بدأت تتحسن· وكان ضعف الأسعار الذي شهدته فترة التسعينات وبلغ ذروته عندما انخفض السعر الى نحو عشرة دولارات للبرميل عام 1998 قد أوجد السياق اللازم لإبرام صفقات بشروط يتعذر استمرارها· وقد ألغيت معظم هذه الصفقات حين غير ارتفاع الأسعار ميزان القوة ليميل مرة أخرى لصالح الشركات الوطنية، ومن المرجح أن يساعد تراجع سعر النفط إلى حوالي 40 دولاراً من ذروة قياسية قرب 150 دولاراً لامسها في يوليو الماضي على مد الجسور بين الشركات الوطنية والأجنبية بدلاً من إبرام صفقات بأثمان بخسة· ويقول أندي بروجان اختصاصي النفط والغاز لدى ارنست اند يونج ''لا أحد يعتقد حقاً أن الأسعار ستظل منخفضة·· لن نشهد تغييراً في السلوك إلا حين يختفي هذا التوقع''، وأضاف بروجان وهو على اتصال بشركات نفط وطنية وعالمية فضلا عن حكومات ''على الرغم من هذا نرى شيئاً من الليونة·· من المؤكد أننا لا نرى تغيراً إجماليا في الأسلوب''· وقالت مصادر بشركات نفط كبيرة إن الكثير سيتوقف على المدة التي سيظل فيها السعر ضعيفا وهو ما يعتمد بدوره على مدى ضعف الاقتصاد العالمي؛ لكن الشيء الأهم هو أن تلك الدول التي تمتلك موارد تتمتع بنفوذ حتى في ظل تراجع الأسعار· وقال مصدر باحدى شركات النفط ''اذا كنت تملك موردا فربما تتغير الشروط التي ترغب في بحثها''، وأضاف ''لكن أيا كان سعر النفط والغاز فإنه لا يغير الموقع المادي له·· اذا كنت صاحب المورد فما من شيء سيغير هذا''· وفي حين تنتظر شركات النفط العالمية لترى الى متى سيستمر التباطؤ الاقتصادي وتبعاته يقول بعض أصحاب الموارد إن من السابق لأوانه بحث وضع شروط اكثر سخاء· ويقول شكري غانم رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا ''الحديث عن وضع شروط أفضل هو تفكير فيما لا يخطر ببال ·· من السابق لأوانه القيام بأي شيء·· هذه أزمة وستمر''، وفي ليبيا التي تملك اكبر احتياطيات من النفط في افريقيا تقدمت الشركات لإبرام صفقات بعد سنوات من العقوبات بينما تبنت ليبيا موقفا تفاوضيا اكثر صرامة، فقد وافقت شركة النفط الفرنسية العملاقة توتال على خفض حصتها البالغة 75 بالمئة في امتيازي نفط ليبيين الى النصف في إطار تجديد أعلن عنه هذا الشهر لعقدها مع المؤسسة الوطنية للنفط· وفي روسيا ظهرت نزعة قومية قوية أخرى حيث أصبحت جزيرة سخالين بالمحيط الهادئ رمزا لمسعى الكرملين تأكيد سيطرته على الموارد الطبيعية للبلاد، فقد أجبرت شركة رويال داتش شل على التخلي عن السيطرة على مشروع سخالين-2 للغاز الطبيعي المسال عام 2007 لصالح شركة جازبروم الحكومية· وأثارت الخطوة غضب شل لكن في مقابلة جرت على الجزيرة الأسبوع الماضي قال رئيسها التنفيذي يروين فان دير فير إن الشركة ترغب في بحث إقامة مزيد من المشاريع مع جازبروم التي تحتكر صادرات الغاز الروسي وربما مع شركات وطنية أخرى، وقال ''اذا نظرت الى تاريخنا (تجد) أن لدينا الكثير من الشراكات مع شركات نفط وطنية وليس جازبروم فحسب''· وربما تكون لدى روسيا رغبة اكبر في الإنصات لكن أولى صفقاتها في أوقات الشدة كانت مع الصين، وتملك الصين سيولة وفيرة وهو عنصر مهم، كما أن لديها أيضا طلبا هائلا على الطاقة وشركتها الوطنية للنفط التي في حاجة ماسة إلى الاحتياطيات تستطيع أن تكون رؤية أبعد من شركات النفط الكبرى التي تكون مسؤولة أمام حملة الاسهم· وقال بروجان ''شركات النفط الوطنية التي تسعى الى الموارد لديها القدرة على تكوين رؤية طويلة المدى؛ الصين لديها رؤية لعشرين سنة قادمة''· وفي الأسبوع الماضي وقعت الصين اتفاقا لإقراض شركات النفط الروسية 25 مليار دولار مقابل امدادات لمدة 20 عاما من حقول النفط بشرق سيبيريا، ويقول محللون إن الصفقة التي استغرق الاعداد لها وقتا طويلا تم تسهيلها بسبب الأزمة المالية التي نالت من روسيا· وبعد إبرام الصفقة الروسية بوقت قصير وقعت الصين اتفاقاً مع البرازيل لتمدها بما بين 100 الف و160 الف برميل يوميا بأسعار السوق مقابل استثمارات بمليارات الدولارات لتطوير الاحتياطيات الكبرى قبالة الساحل الجنوبي للبرازيل، ومن المنتظر أن تتبع هذا اتفاقات مماثلة بين الصين ودول أخرى ذات موارد·
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©