السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«خلع الولادة»..الكشف المبكر يقلل من فرص حدوث الإعاقة

«خلع الولادة»..الكشف المبكر يقلل من فرص حدوث الإعاقة
23 يوليو 2015 20:00
أبوظبي (الاتحاد) «خلع الولادة» أو «خلع الورك» من الإصابات الشائعة التي تحدث خلال عملية تطور نمو الجنين قبل الولادة، ويعد مرض خلع الولادة عند الأطفال من الأمراض القديمة والمتعارف عليها عند الكثيرين، حيث إن هذا المرض يبدأ بالظهور على الطفل بعد الأشهر الثلاثة الأولى من عمره إلا أن الأمهات يجهلن ما هو وما أسبابه وكيفية اكتشافه وماهية العلاج المناسب له. ويعرف «خلع الورك» بأنه خروج لرأس فخذ الطفل من التجويف «الحقي» بشكل جزئي أو كلي. ومن الطبيعي أن يكون رأس الفخذ ملاصق للتجويف «الحقي»، حتى يضمن نمواً سليماً للطفل حين يكبر، ويمكنه من المشي والحركة دون مشاكل وبصورة طبيعية ودون إعاقات. وتشير الإحصاءات الطبية إلى حدوث خلع الورك الولادي بنسبة نصف في المائة من المواليد، وقد تزداد هذه النسبة إلى عشرة أضعاف تبعاً لعامل القرابة بين والدي الطفل، أو عند وجود حالة خلع سابقة في نفس الأسرة. وتزداد نسبة الخلع الولادي لدى الطفل الأول وفي جنس البنات أكثر منه في جنس الأولاد، كما أنّ وجود أطفال مصابون بالخلع في نفس العائلة يؤهل لإصابات أخرى، لأنّ الأمر قد يكون وراثياً. كما يصاب المواليد الذين يولدون ولادة طبيعية به في حالات كثيرة، وتزيد نسبة حدوثه لدى الأطفال الذين يعانون من تشوهات خلقية في الرقبة والظهر. الأسباب ويوضح الدكتور سامح العزازي، استشاري النساء والولادة بمستشفى ويل كير في أبوظبي، أسباب حدوث خلع الورك، ويرى أنها غير معروفة على وجه الدقة، إلا أنَّ هناك عدة عوامل تساهم في زيادة الإصابة به، مثل: وضع الجنين داخل الرحم، وعدم تحركه من مكانه أثناء الحمل، وبعد الولادة يمكن للطبيب المختص الفحص والتأكد من وجود خلع من عدمه، وعدم خروج رأس الفخذ عن حدود التجويف الحقي، وذلك بالفحص العادي، حيث لا تكشف الأشعة عن الخلع الولادي لأنّ العظام تكون رقيقة وغير كاملة النمو، ويكون الخلع جزئياً حينما يكتشف طبيب الأطفال أو العظام عن خروج عظمة رأس الفخذ بشكل قليل وليس خارج التجويف الحقي، بينما الخلع التام يكون من خلال خروج رأس الفخذ كله خارج التجويف. وقد تقف خلف خلع الولادة أسباب أخرى، منها ارتخاء الأربطة المحيطة بمفصل الفخذ، ووضعية الطفل في رحم الأم، وكمية السائل الأمينوني، والعامل الوراثي الذي يلعب دور أحياناً. تصحيح الوضع وأضاف الدكتور العزاي «من الطبيعي أن يكون الكشف المبكر للمولود عاملاً مهماً في المعالجة ومحاولة تصحيح وضع الورك كي لا يحدث إعاقة في المستقبل، ويسبب قصر أحد الأرجل عن الرجل الأخرى، بالإضافة إلى مضاعفات احتكاك رأس الفخذ بالتجويف الحقي، أما معالجة الطفل تبدأ بالعلاج الطبيعي والفيزيائي، حيث يقوم الطبيب بعمل تمرينات رياضية خاصة لمحاولة إرجاع عظمة رأس الفخذ في التجويف الحقي، وقد يساهم في تحسن حالة المصاب وإبعاده عن الإصابة بالعرج، فضلاً عن تفصيل دعامات للمشي، وأجهزة حماية من السقوط عند الأطفال، والخضوع للعلاج الوظيفي لتأهيل الطفل وتعليمه كيفية المشي بطريقة سليمة. وفي حال لم تنجح الأمور السابقة في العلاج يتم اللجوء للتدخل الجراحي، وفيه يقرر الطبيب إمّا إرجاع رأس الفخذ للتجويف الحقي وتثبيته أو عمل قطع في عظمة رأس الفخذ لتقليل الاحتكاك، ثم تثبيته في التجويف الحقي، وفي حالات كثيرة يقوم الجراح بتلبيس رأس الفخذ قطعة من مادة معدنية لتقلل الاحتكاك، بينما قد يعوض القصر الناتج عن الخلع في إحدى الرجلين، يلبَس بعدها المصاب بنطال جبس يبقى على رجليه لمدة تتراوح ما بين ثلاثة أسابيع وثلاثة أشهر متواصلة». كادر طرق العلاج يشير الدكتور العزازي إلى أنه عادة ما يبدأ العلاج من عمر ستة أشهر إلى 18 شهراً عن طريق إرجاع الخلع تحت التخدير الكامل مع أشعة ملونة للورك للتأكد من وضعيته عند رجوعه ومن ثم وضع «بنطلون جبسي» لمدة ثلاثة أشهر يُغيَّر الجبس خلالها مرة واحدة تحت التخدير الكامل مع التأكد مرة أخرى من وضعية الورك ويزال الجبس ويترك لمدة شهر تقريباً ثم يزال الجبس تماماً في العيادة بعد التأكد من وضعية الورك. أما في عمر أكثر 18 شهراً، فإن العلاج الجراحي يعتبر ضرورياً بعد الفحص بالأشعة السينية، ومن ثمّ وضع بنطلون جبسي لمدة ثلاثة أسابيع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©