الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هوليوود تدمر البيت الأبيض مرتين وتنقذ الرئيس

هوليوود تدمر البيت الأبيض مرتين وتنقذ الرئيس
24 يوليو 2013 21:58
مرة أخرى تقتحم هوليوود عالم الإرهاب الدولي، عبر البوابة الأوسع.. بوابة البيت الأبيض. مسكن الرئيس الأميركي، ومقر أعلى السلطات في الولايات المتحدة وفي العالم. هذا الاقتحام تم بواسطة فيلمين يحققان الآن نجاحات بارزة في شباك التذاكر. عنوان الفيلم الأول “البيت الأبيض في قبضة الإرهاب”، أما الفيلم الثاني فيحمل عنوان “سقوط أوليمبوس”. في فيلم “White House Down” أو”البيت الأبيض في قبضة الإرهاب”، يقدم المخرج والمنتج رونالد إيميرش، اسقاطات تبدو حرفية على واقع البيت الأبيض في الوقت الحالي. فرئيس الولايات المتحدة الأميركي، ينتمي إلى شريحة السود، والأجواء السائدة تشبه تماما الأجواء التي تعيشها الولايات المتحدة ومعها العالم كله تحت شعار “الحرب على الإرهاب” التي بدأت بعد هجمات سبتمبر عام 2001. يروي الفيلم حكاية العميل جون كايل (شانينغ تاتوم) الذي يأمل بالعمل ضمن فريق حماية رئيس الولايات المتحدة جيمس سوير (جايمي فوكس). يوم تقديمه الطلب في البيت الابيض لنائبة قائد الحماية (ماغي جيلينهال)، يصحب معه ابنته الصغيرة اميلي (جوي كينغ) المعجبة جداً بالرئيس في جولة سياحية داخل المقر الرئاسي. واذا بهما يعلقان مع سائر الموجودين في فخ مجموعة من الارهابيين الذين استولوا على البيت الابيض بمساعدة قائد الحماية والكر (جيمس وود) الحاقد على الرئيس بسبب موت ابنه في افغانستان. البيت الابيض يصبح رهينة الارهابيين والقذائف والرصاص والصواريخ، وحده جون كايل في إمكانه انقاذ الرئيس، ووحدها ابنته الصغيرة في إمكانها كشف هوية الجناة للعالم الخارجي... يقوم جيمي فوكس، الذي تألق مع آخر إبداعات فيلم كوينتين تارانتينو “جينجو”، بدور الرئيس الأميركي ويرافقه في كل تحركاته تاتوم في دور “جون كيل”، كبير ضباط الأمن بالبيت الأبيض، والذي يتولى حماية الرئيس من هجوم إرهابي محتمل تخطط للقيام به تنظيم عصابي شبه عسكري بقيادة جيسون كليرك “إميل ستنز”. وبالرغم من أن كيل تولى منصبه في البيت الأبيض حديثا إلا أنه فجأة يقوم بالتصدي بكفاءة واحترافية عالية للهجوم الشامل الذي يتعرض له مبنى الكابيتول، وهو ما يذكر المشاهد بأداء بروس ويليس في “الموت بصعوبة” وهاريسون فورد في “طائرة الرئاسة”. أما بالنسبة لسيد البيت الأبيض، فنجد فوكس على غرار ما قام به العديد من زملائه الذين تصدوا للدور في أعمال مماثل، يتخلى تماما عن الدبلوماسية وقواعد البروتوكول، في سبيل إنقاذ حياته من وابل الرصاص المنهمر وسيل القنابل التي تنفجر في كل مكان جراء الهجوم المدبر على البيت الأبيض. 131 دقيقة كانت حافلة بالتشويق، المطاردات، التفجيرات، المواجهات... والخطف، في كل زاوية من زوايا البيت الأبيض، بكل طوابقه وغرفه ودهاليزه... وحتى مصعده وحديقته وباحته الخارجية. هذه الأجواء وفرتها استديوهات مونتريال، فخرجت مشاهد الأكشن شديدة الإبهار، كما تم إعادة بناء مواقع الأحداث بدقة متناهية، فالديكورات اعادت خلق معظم غرف البيت الابيض وقاعاته وممراته واكسسواراته مذهلة. أما المؤثرات الخاصة والمشهدية فكانت مؤثرة ومبهرة، وهي نتجت عن تجمّع مئات التقنيين بقيادة الخبيرين كليف بارد وآندريا بلوك، مع ثمانية مساعدي مخرج، لنشاهد أنواعاً من اللهيب والتفجيرات والمطاردات وأسلحة متنوعة وآليات تسير وتطير وتغوص، اضافة الى غرف العمليات العسكرية التي توزعت بين البنتاغون والبيت الأبيض والطائرة. ومن الواضح أن المخرج والمنتج رونالد إيميرش، أصبح متخصصا بتفجير وتدمير البيت الأبيض. وهذه هي المرة الرابعة التي يقدم فيها على هذا العمل، بعد أفلامه السابقة: Independence Day وDay After Tomorrow The و2012. لكن ما يميّز الفيلم انه يجنح أكثر نحو الطرافة والكوميديا رغم أنه فيلم حركة ومن المفترض أن يعبق بمأسوية الوضع. الشريط طريف في أغلب الأحيان بمواقفه وشخصياته، وخصوصاً الحوارات المثيرة للضحك بين جون كايل والرئيس، ما يخفف من أهمية الموضوع وصدقيته. والأكثر غرابة هو أن السيناريو الذي كتبه جيمس فاندربلت حافل بالمواقف والحبكات التي يصعب تصديقها لعدم منطقية أسبابها ودوافعها، وأيضاً بالمبالغات تصبح معها الشخصيات عصية على الموت على الرغم من الرصاص والقنابل والقصف بالطيران، وتنجح من خلالها فتاة صغيرة في كشف الحقيقة عبر بثها ما يجري من خلال هاتفها وحماية البيت الأبيض من التدمير لأنها لوحت بالعلم فقط. والمخرج إيميرش ليس الإرهابي السينمائي الوحيد الذي استهدف البيت الأبيض بالقنابل والصواريخ، وقام باحتجاز الرئيس هذه السنة، فقد سبقه إلى ذلك المخرج أنطوان فوكوا من خلال شريط Olympus Has Fallen. وقبلهما كان الممثل مورغان فريمان قد قدم دور أول رئيس أسود في شريط Deep Impact عام 1998. أما الفيلم الثاني الذي يحمل عنوان “سقوط أوليمبوس” Olympus Has Fallen فهو مملوء بالأكشن المتفجر والتشويق المعتاد من دون مفاجآت تذكر، وهو من إخراج سيد هذه النوعية انطوان فوكوا الذي سبق وقدم افلاماً مثل Training Day وBrooklyn’s Finest وTears Sun of the وShooter وKing Arthur. وبموازنة بلغت 80 مليون دولار، يشعل فوكوا البيت الأبيض، ويهدم جدرانه بقنابل إرهابيين من شمال كوريا، يهاجمون البيت الأبيض في عملية كوموندوس تصوّر بالتوقيت الأصلي الذي استغرق 13 دقيقة، ويحتجزون الرئيس بنجامن اشر (اروون ايكهارت) وابنه. يدور الفيلم حول باتلر هو مايك بانينغ الحارس السابق للرئيس الذي خسر منصبه قبل عامين بعدما اعتبر مسؤولاً عن وفاة السيدة الأولى مارغريت اشر (آشلي جود) في حادث سيارة. ولأن مايك بانينغ هو الوحيد القادر على إنقاذ الرئيس وابنه ويعرف البيت الأبيض كجيبه، يتم استدعاؤه على وجه السرعة لتولي المهمة التي من شأنها إعادة تبييض سمعته. مهمته السرية داخل البيت الأبيض تتم بالتنسيق مع غرفة العمليات التي يديرها كل من رئيس المجلس ترمبال (مورغان فريمان) ورئيسة جهاز المخابرات لين جاكوبز (انجيلا باسيت) ووزيرة الدفاع روث ماكميلان (ميليسا ليو)... ينجح مايك حيث فشل العسكر. بعد معارك ضارية يسقط فيها كل فرد من قوّات الحراسة الخاصّة، ومعهم عدد كبير مماثل من قوّات الجيش والشرطة، يبقى الأمر منوطاً بمايك، متسللاً إلى البيت الأبيض للعمل من الداخل والقضاء على الإرهابيين الكوريين الشماليين. الحبكة تقليد لما ورد سابقاً في فيلم “داي هارد” الأول (جون ماك تيرنان، 1988) وفي فيلم “تحت الحصار” (أندرو ديفيز، 1992)، لكنه ليس تقليداً بليداً. يتميّز الفيلم عن سابقيه باحتوائه على أجندة سياسية . ومن المصادفات أن يباشر الفيلم عروضه وسط أزمة كورية شمالية ـ أميركية راهناً. الكوريون الشماليون في هذا الفيلم قوّة لا يستهان بها ويملكون دافعاً يستحق المناقشة، الانتقام من أميركا التي جوّعت الكوريين وقسّمت البلاد. وهناك بينهم متعاون من رجال الحراسة الأميركيين (يقوم به ديلان مكدورمت) الذي يواجه الرئيس قائلاً له: “من باع أميركا للأجنبي؟ وكم يبلغ سعر شراء رئاسة الجمهورية؟ 500 مليون دولار؟ من هو الخائن؟ خيانتي ليست سوى قدر ضئيل من خيانتك أنت”. في الوقت ذاته، هناك روث (ميليسا ليو) وزيرة الدفاع الأميركية المحتجزة مع الرئيس. يقدّمها الفيلم كنموذج وطني رائع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©