الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ماليزيا أكبر سوق للصكوك الإسلامية

26 أغسطس 2006 00:19
إعداد - أيمن جمعة: عندما عرضت الحكومة الماليزية منح تراخيص لعمل البنوك الاسلامية قبل عامين، سارع بيت التمويل الكويتي (بيتك) الذي يتطلع لموطيء قدم في السوق الآسيوية لانتهاز الفرصة· واليوم يدير ''بيتك'' فرعا هناك منذ نحو عام، وهو يضع اللمسات النهائية على اصدار أول صكوك إسلامية في الصين لصالح شركة حكومية· ويقول البنك الكويتي إنه لا يزال يضع اللمسات الأخيرة على الإصدار، الذي يرى المراقبون انه سيتيح لشركة الطاقة الصينية الوصول الى مصدر جديد وكبير من الأوال من خلال مستثمرين منطقة الخليج الذين يتطلعون للشراء في الأواق الآيوية الناشئة· ومن المتوقع أ يتم اصدار الصكوك بالتعاون مع أحد البنوك في ماليزيا التي نجحت حتى الآن في بناء أكبر سوق للصكوك الاسلامية في العالم، وتحاول استخدام هذه الخبرة لتصبح مركزا عالميا للعمليات المصرفية الاسلامية· ويقول المراقبون ''جهود ماليزيا لتعزيز مكانتها المصرفية الدولية من خلال العمليات التي تتفق مع الشريعة لا تتوقف عند مجرد اصدار تراخيص لبنوك اسلامية بل وقيادة عمليات اصدار الصكوك الاسلامية·'' وتجلى هذا الوضع مع اعلان اليابان انها تخطط لتصبح أول دولة صناعية كبرى تصدر سندات اسلامية بالتعاون مع البنك المركزي الماليزي· ويشير كريس بريستاي في تقرير نشرته صحيفة ''وول ستريت جورنال'' الى أن البنوك الماليزية بدأت في التوسع في الخليج وأن البنوك والمستثمرين من منطقة الخليج يستخدمون ماليزيا كقاعدة انطلاق نحو الأسواق الآسيوية· ويضيف ''المستثمرون العرب يريدون تحويل محافظهم الى الأسواق الآسيوية التي تسجل معدلات نمو هي الأكبر على مستوى العالم ويعتقدون أن الوقت حان للتوجه شرقا وخاصة الصين واندونيسيا وتايلاند وماليزيا وسنغافورة· قواعد تنظيمية ويشيد سلمان يونس المدير التنفيذي لفرع بيتك في ماليزيا بما تقوم به ماليزيا من جهود ضخمة حتى الآن مضيفا ''أصدرت ماليزيا قواعد تنظيمية لسوق مالية اسلامية، ووفرت كل البنى الأساسية المطلوبة· وهي بهذا قاعدة مثالية لتوسيع أنشطة بيتك·'' وكان قطاع المصارف الاسلامية في ماليزيا صغيرا حتى عام 2001 عندما اتخذت ماليزيا قرارا استراتيجيا بأن تحجز لنفسها مكانا على الساحة العالمية، ووضعت سلسلة قوانين تلتزم بالشريعة الاسلامية لتعزيز هذه الصناعة· ويقول محلل ''حكومة ماليزيا ربما تكون الأكثر تشجيعا في العالم للأنشطة المصرفية الاسلامية فهي تتعاون عن كثب مع البنك المركزي ولجنة الاوراق المالية لصوخ البيئة التنظيمة المطلوبة ليحقق هذا القطاع أكبر نمو ممكن·'' ونجحت الخطة وبدأت البنوك الاسلامية في الازدهار وهي الآن تسيطر على 12 % من اجمالي اصول المصارف وتساهم بالنسبة نفسها في سوق التمويل الذي يستهدف أساسا السيارات والعقارات في دولة يبلغ عدد سكانها 25 مليون نسمة· وتفيد احصائيات ''موديز للتصنيف الائتماني'' أن ماليزيا شهدت تنظيم واصدار ما قيمته 30 مليارا من 41 مليار دولار هي اجمالي قيمة الصكوك الاسلامية المصدرة عالميا منذ عام ·1996 وأصبحت مجموعة ''سي أي ام بي المصرفية'' الماليزية للاستثمار، أكبر مصدر للصكوك الاسلامية في العالم، بل وقدمت سلسلة منتجات مصرفية لم يشهدها العالم الاسلامي من قبل مثل الصكوك غير المضمونة والاوراق المالية المدعومة بأصول· وبسرعة انتشرت فروعا لبنوك دولية في ماليزيا للمشاركة في هذه السوق الواعدة· ويشيد خبراء البنوك بجهود حكومة ماليزيا المستمرة لدعم صناعة الصكوك الاسلامية· ووضعت ماليزيا قواعد تنظيمية للصكوك عام 2004 وتدير موقعا مركزيا على الانترنت لكل الصكوك الاسلامية بطريقة تتسم بالشفافية· وأعلن بنك سي أي ام بي الماليزي الشهر الماضي انه سيشارك في اصدار اكتتاب بقيمة 200 مليون دولار لصالح شركة تبريد الاماراتية لتكون هذه المرة الاولى التي يلعب فيها بنك ماليزي هذا الدور مع شركة من الشرق الأوسط· وسيبلغ العائد على الصكوك واجلها خمس سنوات ما قيمته 125 نقطة أساس فوق سعر التعامل بين البنوك في لندن لاجل 6 أشهر· التوسع الدولي كما قامت ماليزيا بعدة خطوات أخرى لعولمة مكانتها في النظام المالي الاسلامي فوافقت على افتتاح فروع لثلاثة بنوك اسلامية خليجية، وفي يونيو الماضي اقامت مشروعا مشتركا في البحرين لتحسين وصولها الى سوق الخليج· وتشجع الحكومة الماليزية، البنوك المحلية على تقديم منتجات مقبولة للمستثمرين الخليجيين· وتقول ليزا محمد نور رئيسة خدمات التصنيف الاسلامي في وكالة التصنيف الماليزية ''هذا هو الهدف خلال المرحلة التالية من التطور· ولجنة الأوراق المالية على وجه الخصوص تشجع المؤسسات على التركيز على المنتجات التي تلقى رواجا في الشرق الأوسط·'' وتقول صحيفة ''وول ستريت جورنال'' في تقرير ''سوق المصارف الاسلامي تستحق المنافسة الضارية، فأصول البنوك الاسلامية تبلغ حوالي 250 مليار دولار، وهو رقم يرتفع بنسبة 15 % سنويا، وتتولى صناديق الاستثمار الاسلامية ادارة أصول بقيمة 300 مليار دولار ومن المتوقع ارتفاع هذا الرقم مع تزايد اقبال المستثمرين المسلمين على تنويع محافظهم الاستثمارية في صناديق تلتزم بالشريعة·'' مصادر جديدة وحتى الشركات الآسيوية التي لا علاقة لها بالدين الاسلامي، مثل شركة الطاقة الصينية بدأت في اصدار صكوك اسلامية· ويقول يونس من بيتك ''الشركات الآسيوية تنظر الى التمويل الاسلامي على انه وسيلة للوصول الى مصادر تمويل جديدة· الأسواق الخليجية تنعم بسيولة جيدة والمستثمرون هناك مهتمون جدا بتنويع محافظهم الى آسيا·'' ويعكف بيتك حاليا على دراسة عدة صفقات في تايلاند واندونيسيا والصين من خلال قاعدته في ماليزيا·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©