الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

القلاف يحيي التراث بسفن البوم والسمبوك تذكارات ومجسمات تحكي تاريخ الآباء والأجداد

26 أغسطس 2006 00:21
شيخة الغاوي ''وام'': رسم القلاليف ''جمع قلاف وهم صناع السفن الأوائل حروف الإبداع الأولى على السفن الخشبية مبكرا فاستحقوا أن يكونوا في مصاف المبدعين الأوائل· ويستكشف المتتبع لمسيرة هؤلاء المبدعين كوامن الجمال والدقة في أعمالهم التي تلهث روحها وراء الأصالة·وتجري خلف التاريخ ،تستنشق لوحاتهم عطر الإبداع الإماراتي،ويشغل تفكيرهم عولمة الجذور· على وقع الضربات المتتالية من يد المواطن محمد خميس بوهارون ووسط قطع الخشب الصغيرة المتناثرة وبينما ينهمك بتفاصيل الزوايا والانحناءات على متن اللوح الممدد أمامه يتذكر زمن الغوص الجميل وصناعة السفن الخشبية الشراعية التي استخدمت في رحلات الغوص بحثا عن اللؤلؤ وصيد السمك والتبادل التجاري حيث كان الناس يتنقلون بها من بلد إلى بلد عبر البحار والمحيطات ولم يبق لهذا النوع من السفن أثر سوى مجسمات تصنع للزينة لربط الماضي بالحاضر· إحياء التراث استراح بوهارون برهة من الزمن واستطرد قائلا وهو يجفف جبهته من العرق ''لا بأس إذا كانت هذه المجسمات تحيي التراث الشعبي المحلي وتبقيها في الذاكرة الشعبية حية للأجيال القادمة وتحافظ على مكتسباتنا من هذا التراث العريق والذي تجاهد العديد من الدول للحفاظ عليه وعدم انقراضه أواندثاره وسط هذه الحياة العصرية التي سحبت البساط دون رجعة من تحت أقدام العديد من الصناعات والحرف التي لا تزال تجد من يبحث عنها يستخدمها''·وعزا سبب ازدهار صناعة مجسمات السفن التقليدية في وقتنا الحاضر إلى أنه على الرغم من استمرارية وجود السفن في دول الخليج إلا أنها لم تعد تصنع من الخشب إذ حل ''الفيبر جلاس'' مكانها لتتوارى القلافة ''صناعة السفن القديمة'' وأساتذتها بعيدا عن الأنظار· التذكارات وأضاف ''القلافة مهنة انقرضت وتحولت للأسف إلى تذكارات خشبية تهدى وتباع في الأسواق ومحال التحف ومراكز التسوق '' وأكد أن هذه الصنعة شهدت العديد من التطورات على أسلوب العمل وتنويع المنتجات خلال عشرات السنين ومرت بعدد من المراحل حتى استبدلت السفن الخشبية الآن بسفن الفيبرجلاس ولم يبق أثر للسفن الخشبية إلا ان الطلب زاد على مجسماتها في ضوء ما تشهده الإمارات من اهتمام ورعاية مستمرة للحرف والصناعات التقليدية وتشجيع القائمين عليها حيث أقبل العديد من المواطنين والسياح ومحبي التراث عليها ووجدوا ضالتهم فيها كونها تربط الماضي بالحاضر،وفيما يتعلق بتسويق هذه التحف الفنية ذكر بو هارون أنها تباع في السوق المحلية كما تصدر إلى دول مجلس التعاون الخليجي وتلقى إقبالا كبيرا من السياح· وأكد أن مبيعاته من هذه النماذج تتراوح بين 500 وألف مجسم في السنة·مقدرا قيمة مبيعاته بـ 300 ألف درهم سنويا·وأوضح أنه من العملاء الذين نعتز بهم الدواوين والوزارات والسفارات العربية والأجنبية بالدولة والمؤسسات الرسمية والشخصيات الإماراتية والعربية التي تبتاعها لاقتنائها أو إهدائها للأصدقاء داخل الدولة وخارجها وكذلك السياح الأجانب الذين يشترونها إعجابا بها وتجسيدا لذكرى زيارتهم إلى الدولة· مشيرا إلى أنه زود متحف القوات المسلحة بمختلف مجسمات السفن الخشبية·وذكر أنه ودون التقليل من شأن أحد من زملاء المهنة يختلف عن الكثيرين منهم لكونه ورث المهنة مع أشقائه عن أسلافه· الحرفة وعن مشواره مع هذه الحرفة قال محمد خميس بو هارون،هذه الحرفة بالنسبة لي ليست وليدة اللحظة بل هي مشوار طويل عمره أكثر من 55 عاما بدأته منذ الصغر عندما كان والدي يعمل بها وكنت أراقبه دائما وأشعر بميل في نفسي لتعلمها وممارستها كمهنة إلى أن توفاه الله عام 1959 فورثتها عنه وما زلت أمارسها والآن والحمد لله أمتلك مصنعا لصناعة السفن في أبوظبي وورشة لصناعة مجسمات السفن·وأضاف ''نحن نقوم بصنع مجسمات دقيقة للسفن الإماراتية القديمة مثل البوم والجالبوت والصمعا والسمبوك والشاحوف والبقارة والشوعي والبتيل· وأشار إلى أن الأخشاب التي تصنع بها هذه المجسمات هي نفسها التي تصنع منها السفن الحقيقية وعادة يكون خشب الساج '' الساي بالعامية'' ويستورد من الهند وتنزانيا وبورما· وعن كيفية صنع هذه المجسمات يضيف بوهارون،لا فرق في صناعة السفن الحقيقية والمجسمات التي نصنعها إلا إن السفن الحقيقية تحتاج إلى أيد عاملة وفترة زمنية أطول أما المجسم فيحتاج إلى عامل واحد فقط يعمل به لمدة شهر كامل إذا كان عاملا ماهرا· مراحل التصنيع وعن مراحل تصنيع المجسم قال في البداية،نأتي بلوحة تسمى البيص لنحفر عليها زوايا متفرقة على أساس هذه الزوايا نبني ''العطفة'' بعدها الموالك '' وتلفظ الموالج'' وهذه الأسماء لأنواع من الألواح قد نحتت بشكل خاص لتركيبها على لوحة البيص لتأتي بعد ذلك السطحة وهي سطح السفينة لنقوم بتسطيحها بمعدات خاصة بعدها نركب الأعمدة والشراع واضعين بذلك اللمسات الخارجية الأخيرة لمجسم السفينة وتختلف كيفية صناعة كل مجسم عن الآخر وذلك حسب نوع السفينة المطلوبة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©