الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فعاليات معرض «العين تقرأ» الثاني للكتاب تستقطب المبدعين

فعاليات معرض «العين تقرأ» الثاني للكتاب تستقطب المبدعين
23 أكتوبر 2010 21:23
شهد معرض «العين تقرأ» الثاني للكتاب الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في «البوادي مول» في يوميه الأخيرين حراكاً متنوعاً، ونظمت خلالهما مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية والتراثية، حيث قام الشيخ محمد بن خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان يوم الجمعة بتكريم الفائزين في مسابقة الشيخ محمد بن خالد آل نهيان للقراءة بفئاتها الثلاث (الإدارة المتميزة، معلم المصادر، الطالب المتميز)، كما قام بتكريم الطلبة الذين شاركوا في البرنامج والذين أنجزوا برنامج الشيخ محمد بن خالد آل نهيان للقراءة في صيف 2009. وشهد مسرح هيئة أبوظبي للثقافة والتراث المقام وسط «البوادي مول» فقرات حماسية وتفاعلية مع الأطفال قدمها المذيع الإماراتي سعيد المعمري من تلفزيون أبوظبي، حيث دعا الأطفال إلى المسرح للمشاركة في المسابقات التراثية بالتعاون مع غاية الظاهري الباحثة في التراث في الهيئة والتي قدمت للأطفال شرحاً عن الخراريف وجوانب من التراث الإماراتي. كما قدم مجموعة من الشباب عروضاً مميزة لرقصات اليولة التراثية مبدين قدراتهم العالية في ابراز الفنون القتالية التي تتميز بها هذه الرقصة. وقدمت مجموعة من العازفين الإماراتيين من مدرسة البيانو التابعة لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في أبوظبي، عدداً من المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية الشهيرة مثل معزوفات بيتهوفن وشوبان وموزارت وباخ وبعض المعزوفات الموسيقية العربية التي تغنت بها أم كلثوم و فيروز، وأظهر الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 8 – 30 عاماً براعة في التعامل مع آلة البيانو وفي إظهار عذوبة هذه الألحان الكلاسيكية. كما أقيمت ندوتان حواريتان مع الكاتب خالد الجابري والكاتبة صالحة عبيد. وأشاد خالد الجابري، الذي تحدث يوم الخميس عن تجربته الإبداعية، بمشاريع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث التي تشجع النشء على القراءة والتي تعد بدورها محفزاً أساسياً للكتابة. وقال: «كنت محبطاً من قلة وجود القراء وعدم اعتياد الناس على فعل القراءة، ولكنني أستبشر خيراً الآن بالمشاريع التي أطلقتها الهيئة بهدف تحفيز الأطفال على القراءة في سن مبكرة، حيث تعتبر القراءة هي المصدر الأول والأساسي للكتابة الإبداعية». وأشار الجابري، الذي صدرت له مجموعتين قصصيتين عن مشروع «قلم» بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، إلى أنه اعتاد القراءة منذ الصغر بفضل تشجيع والده، وأضاف: «كان والدي يتحداني لقراءة مجلة الأطفال وأنا في سن السادسة وكنت أفعل ذلك لأثبت له أنني قادر على ذلك، وظل يتحداني حتى تمكنت من قراءة العديد من الكتب المتنوعة المواضيع، ولا زلت أقرأ في شتى العلوم والمعارف والآداب ولا أقيد نفسي في مجال معين». ووصف تجربته في «آلة الزمن» التي استثمر فيها موهبته في الرسوم الكاريكاتورية الساخرة وجاءت في هيئة قصص مصورة للكبار بأنها «تجربة جديدة بالنسبة له وللقارئ الإماراتي أيضاً»، وقال إنه «ما زال ينتظر ردود الفعل حيث صدرت المجموعة مؤخراً فقط، علماً بأن هذا النوع من القصص يلقى رواجاً كبيراً في ثقافات أخرى مثل اليابان ولكنه غير معروف لدينا كثيراً». وأعرب الجابري عن رغبته في تكرار تجربة كتابة الرواية بعد صدور روايته الأولى «الرحالة» عام 2009 عن وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وقال: «أنا معتاد أكثر على فن كتابة القصة القصيرة، ففي مجموعتي القصصية الأولى «ابتسامة الموتى» جمعت فيها قصصي التي كتبتها منذ فترة دراستي في الجامعة حتى وقت صدورها، وفي المجموعة القصصية الثانية «الحياة الثانية» نشرت القصص الأحدث، أما الرواية فإني أتمنى أن أكررها قريباً». وعن أثر تخصصه الأكاديمي على كتاباته ذات طابع الخيال العلمي، قال الجابري: «كتابتي لقصص الخيال العلمي تسبق تخصصي في الهندسة الميكانيكية، حيث قرأت في العديد من العلوم وجاء تخصصي ليرسخ ذلك». وخصصت الجلسة الحوارية يوم الجمعة للكاتبة الإماراتية الشابة صالحة عبيد صاحبة المجموعة القصصية «الزهايمر» والصادرة هذا العام عن مشروع «قلم» أحد مبادرات هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وتحدثت صالحة عن بدايات تعلقها بالكتابة قائلة: «مع كل كتاب كنت أقرأه كنت أجد لي أصدقاء جدد من شخصيات الكتاب وصرت أحاكي هؤلاء الأصدقاء بالكتابة عنهم، وتطورت عندي الأمور حينما وصلت إلى مرحلة الدراسة الثانوية، وأكثر قراءاتي كانت منصبة على فنون الرواية والقصة القصيرة، ولا أخفي إعجابي بأدب ماركيز إلى جانب العديد من الكتاب الذين قرأت لهم». وعن اختيارها لأسلوب التجريبي في الكتابة قالت صالحة: «وجدت من الأفضل أن اتبع هذا الأسلوب غير التقليدي في السرد، لأن الكلاسيكي لن يضيف أي جديد على قصصي، وقد وصلتني العديد من الملاحظات على أسلوبي التي آخذها على محمل الجد لأستفيد منها في تجربتي القادمة». وكشفت صالحة أنها تستمد أفكار وشخصيات قصصها من الحياة اليومية ومن أناس قد تصادفهم في الشارع أو تسمع عنهم، وقالت: «قد يحدث أن يلهمني شخص أراه يمارس الرياضة كل صباح وأنا في طريقي إلى الكلية، وحينما يغيب أفتقده وأتساءل عن غيابه وأبدأ بنسيج حياته كاملة دون معرفة من هو ومن يكون». أما قصة «الزهايمر» فقد استوحيتها من تقرير عن الرئيس الأميركي الأسبق الذي تحول من أضواء هوليوود إلى البيت الأبيض ثم انتهى به الحال إلى نسيان كل مجده عندما أصيب بمرض «الزهايمر»، وبررت صالحه اختيارها لشخصيات نسائية محورية ومحركة لأحداث في قصصها إلى أنها تود إيصال رسالة إلى المتلقي بأن للمرأة دورا محوريا في حياتنا ولابد أن نلتفت إليها أكثر. أما مجموعتها القصصية الجديدة التي تعدها فقد اختارت لها عنوان «ساعي السعادة» وقالت: «أنا في طور كتابة النصوص الآن وأحاول أن أجعلها مليئة بالأمل والتفاؤل، وسأحاول تلافي الهنات التي حصلت في المجموعة الأولى لأنني أعتبر نفسي الآن قد تجاوزت البدايات ولن يكون مقبولا أن أقدم شيئاً دون المستوى». أما الموضوع الذي يشكل تحدياً لها فهو الحالات الإنسانية للأطفال المصابين بالسرطان ، وقالت: «أشعر أن هؤلاء الأطفال بحاجة إلى أكثر من الشفقة والحزن والأسى والدعاء، إنهم بحاجة إلى من ينير معاناتهم الداخلية ويقتحم عوالم الألم التي يعيشونها، وهو أمر أتمنى أن أخوض غماره».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©