القاهرة- وكالات الأنباء: بكى المصريون أمس في وداع رمسيس الثاني من ميدانه في قلب القاهرة إلى جوار الأهرامات حيث انتقل مدشنا مشروع المتحف المصري الكبير· وتحول ليل العاصمة إلى نهار لم يعرف النوم وسط مرافقة الملايين ممن اعتادوا وعاشوا الى جانب تمثال أشهر ملوك الأسرة التاسعة عشرة في الدولة الحديثة رحلة الـ10 ساعات·
وداع المصريين للتمثال حمل الكثير من الأسى ليس لأنه انتقل من زحام أحفاده إلى صمت المتحف وإنما لتغير المعلم الأبرز في الميدان الذي يعرفونه منذ 52 عاما· ولم تستطع الأعداد الكبيرة من أفراد الشرطة في كثير من الأحيان السيطرة على الراغبين في تصوير موكب الملك وهو يشق شوارع القاهرة· وكان التصفيق والصفير يعلو لدى مرور التمثال الذي يبلغ ارتفاعه 11,35 متر بعد كل منعطف، إلى درجة أن بعض الواقفين على الشرفات أطلقوا لحن ثورة 1919 ''بلادي بلادي لك حبي وفؤادي''، بينما هتف آخرون ''جدو يا جدو خليك معانا''·
رجل في الستينات من عمره تساءل ''ماذا حدث لرمسيس·· هل خصخصوه أيضا؟''· وتساءلت فتاة في الثانية عشرة من عمرها ''لماذا يقومون بنقله·· من سيراه في الهرم·· يجب أن يتركوه في ميدانه''· وقال طبيب إن التمثال كان يجب أن يظل في مكانه، معتبرا أن المبلغ المرصود لعملية النقل كان كفيلا بالحفاظ على التمثال وتجميل الميدان· ووصف الشاعر يسري حسان الحشد بأنه الأكثر ضخامة منذ جنازة كوكب الشرق أم كلثوم التي شارك فيها أكثر من ثلاثة ملايين شخص في عام ،''1975 فيما قال الكاتب المصري أيمن بكر إن الوعي الشعبي لن يقبل تغيير اسم الميدان''·
عدد اليوم
