الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مانويل فال: المتحدث الفرنسي الصريح

24 يوليو 2013 22:42
جيم هوجلاند محلل سياسي أميركي يُعتبر «مانويل فال» السياسي الأكثر شعبية في فرنسا. ويعتقد» فال» أنه بلغ تلك الأرقام العالية من الشعبية في استطلاعات الرأي لأنه يتحدث بصراحة، سواء لإعطاء تحذير صريح من خطر محدق أو تحليل سياسي واضح حول الحاجة إلى إصلاح في الإسلام مثلما هو ممارس في بلاده. فال، وزير الداخلية الفرنسي وأعلى مسؤول في إنفاذ القانون، تناول موضوعي السلامة العامة والإسلام خلال حوار أجراه خلال الفترة الأخيرة في باريس، ثم كرر هذه النقاط للمسؤولين الأميركيين في واشنطن في يونيو الماضي. ولكنني لا أعرف أي رأي من آرائه يجده زملاؤه السياسيون أكثر أهمية وفائدة. «فال» كشف عن أن ما يقدر بـ600 أوروبي – 140 منهم فرنسيون – يقاتلون حاليا مع قوات الثوار السوريين ضد نظام الأسد، مقترحاً قدراً أكبر من التعاون بين الديمقراطيات الغربية حول الإرهاب وبرامج محاربة التطرف. ووفق «فال»، فإن اثني عشر مواطنا فرنسيا على الأقل عرفوا صلات بتنظيم «القاعدة». وقال في هذا السياق: «إننا نواجه جميعاً عملية ردكلة لشعوبنا ومزيداً من الإرهاب في الداخل، سواء كان يتم الترويج له عبر الجهاد الإلكتروني أو تجربة ساحة المعركة أو الخطب الدينية في بعض المساجد». ثم سرعان ما غاص في موضوع يقوم معظم السياسيين الأميركيين والأوروبيين بتجنبه وتفاديه: إن الأقليات المسلمة في الغرب باتت توفر أرضية خصبة للتجنيد بالنسبة للشبكات الإرهابية بسبب بعض الممارسات والمبادئ الإسلامية. وفي هذا الإطار، قال»فال»، في إشارة إلى تفجيرات ماراثون بوسطن وجرائم قتل سياسية في فرنسا وبريطانيا: «إن هذه الهجمات ليست مرتبطة بالإرهاب فقط، وإنما بتراجع في سلطة العائلة والدولة أيضا. فأضحى الشباب الذين يتعاطون المخدرات ويمارسون النشاط الإجرامي عرضة للتأثير من قبل الإسلاميين المتشددين». وقال: «إن جزءا من جهودي هو القول بصراحة إننا في حاجة إلى إسلام فرنسي، إسلام يقبل الفصل بين الدولة والدين، والمساواة بين الرجال والنساء، والديمقراطية باعتبارها شكل الحكم في بلدنا»، مضيفاً: «يجب التغلب على مناخ انعدام الأمن» من خلال عمل حكومي قوي يحارب كلا من الإرهاب وأسبابه. وأضاف قائلا: «إن الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم فاقمت أزمة الهوية التي يعاني منها العديد من الشباب في الجاليات التي تشكل أقليات في بلدنا. وذلك، علينا أن نعيد فرض السلطة والأمن في مدننا». «فال» -الذي هاجرت عائلته من إسبانيا إلى فرنسا خلال سنوات الأربعينيات- ليس يمينيا معاديا للأجانب أو من المعروفين بانتقادهم للإسلام. بل إنه يعتبر شخصية قوية في حكومة الرئيس فرانسوا أولاند الاشتراكية، لطالما انتقد الخطاب المعادي للهجرة الذي كان يستعمله الرئيس السابق نيكولا ساركوزي وأتباعه «المحافظون». وقال لي «فال»: «إنني لا أقلد ساركوزي في هذا الموضوع»، فأومأتُ متفقا. والواقع أن السياسي الذي كنتُ أفكر فيه وأنا أستمع إليه هو توني بلير. ففي سن الخمسين، يُبدي «فال» تصميما ونشاطا وسعيا للتوافق في الوسط من النوع الذي ميز صعود بلير في 1997 ليصبح رئيس وزراء بريطانيا. وتلك المميزات هي التي جعلت من فال نجما في حكومة أولاند المتعثرة. وإذا -أو عندما- يحتاج أولاند لرئيس وزراء جديد في غضون عام أو نحو ذلك، فيمكن القول إن فال هو الذي سيكون على رأس اللائحة على الأرجح. اليسار الفرنسي ترك السلطة في 2002 «بسب مواضيع أمنية»، يقول «فال»، الذي كان وقتئذ مستشاراً قريبا لرئيس الوزراء ليونيل جوسبان. ويضيف قائلا: «لقد استخلصتُ دروس الهزيمة. ولذلك، على اليسار أن يجسد الأمن». غير أن مقاربة فال للإسلام تثير اهتمامي أكثر من صورة حزبه. ذلك أنه يضع يده على موضوع ساخن وحساس عندما يقول إن فرنسا تحتاج إلى إسلام أكثر تسامحا، ولكنه لا يتراجع بشكل فوري عندما يحتدم النقاش؛ في حين أن معظم السياسيين الأوروبيين أو الأميركيين يفعلون ذلك مخافة الظهور بمظهر التحريض على التوتر الديني، على ما يبدو. وقال فال: «هناك عولمة بارزة للإسلام منذ الثورة الإيرانية وسقوط جدار برلين. ولابد من بحث ودراسة العلاقة بين هذا الإسلام المعولم الذي يشمل تيارات متشددة ومدمرة، والإسلام المحلي في بلداننا». والواقع أنه مستعد لاستعمال صلاحياته وسلطاته في إنفاذ القانون للقيام بذلك البحث والدراسة. وقد صادف أن التقينا خلال اليوم الذي أعلن فيه عن عملية إعادة تنظيم كبيرة لجهاز الاستخبارات الداخلية الفرنسي والجهاز المعادل لـ«مكتب التحقيقات الفيدرالي» الأميركي، وجعلهما أكثر انسجاماً مع ممارسات أميركية مثل الإشراف البرلماني. ذلك أن الكشف لاحقا عن مراقبة هاتفية وإلكترونية أميركية لمسؤولين من الاتحاد الأوروبي تسببت في غضب عبر القارة العجوز. وهو أمر مؤسف. وكان الفرنسيون قابلوا في البداية الكشف عن برنامج وكالة الأمن القومي الأميركي، «بريزم»، بنوع من اللامبالاة، فيما عنونت إحدى الصحف مقالها في الموضوع بالتالي: «أخيرا، أوباما ينصت إلينا!». ينشر بترتيب خاص مع خدمة«واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©