الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

على عتبة الروضة الأولى.. طفلك يصبح تلميذاً

على عتبة الروضة الأولى.. طفلك يصبح تلميذاً
26 أغسطس 2006 02:36
أطفالنا يذهبون الى المدرسة للمرة الأولى· اليوم يغادرون أحضان الامهات وكنف البيت، الى بيئة جديدة كلها مفاجآت· هنا ملعب كبير يغص بالضجيج، وهناك كراس صغيرة موزعة في صف الروضة وأطفال كثر يتمرغون على الأرض رافضين البقاء بمفردهم· ووسط هذه الأجواء المتشنجة تحاول المربية جذب أطفالنا طالبة منا الرحيل· دخولهم الى المدرسة لطالما تمنيناه·· وتمنوه خاصة اذا ما كان في البيت إخوان وأخوات لهم سبقوهم على هذا الطريق· ومع ذلك فإن فرحتنا في مثل هكذا يوم، مغرورقة بالدموع· انه مشهد عاطفي يتكرر سنويا في اليوم الأول على عتبة الروضة الأولى، فلحظات ''الانفصال'' تلك ليست صعبة على الأطفال وحسب وإنما أيضا على الأمهات· نسرين درزي سمر قنديل أم لطفل وحيد في الثالثة تشرح مشاعرها بتوتر: بعد أيام تفتح المدارس أبوابها ولا أعرف كيف سأتمكن من ترك ابني بمفرده والعودة الى البيت· لم يسبق لي أن افترقت عنه لحظة واحدة ومجرد التفكير في الأمر يقلقني· وتقول ليلى العابد بأنها تعلمت من تجاربها مع أبنائها الكبار ضرورة التحدث مليا مع الطفل عن المدرسة وتشويقه الى اكتشافها قبل ذهابه اليها بأشهر عدة· وهذا ما تفعله حاليا مع ابنتها الصغيرة علا التي تبلغ من العمر سنتين وأربعة أشهر، وهي لديها من الآن شنطة ودفاتر وأقلام· أما سناء قاسم فتعرب عن ارتياحها لأن ابنتها اجتماعية، فهي وان كانت ستغادر البيت الى المدرسة لكنها معتادة على الاختلاط بالناس والأطفال كونها تذهب الى الحضانة منذ كانت في الشهر السادس· وهي تشجع الأمهات على أخذ أطفالهم الى الحضانات أقله بعد أن يتعلموا المشي كي يعتمدوا على أنفسهم· وتتساءل فاطمة محمد ما إذا كان بقاؤها في المدرسة مع ابنها خلال الأيام الأولى يجدي نفعا أم أنه يزيد من تعلقه بها خصوصا أنه طفل مدلل وعنيد وصعب المزاج· فترة صعبة دخول المدرسة للمرة الأولى فترة نفسية صعبة تمر على الأبناء والآباء ولا سيما الأمهات· فما هي النصائح التي يقدمها أهل الاختصاص في هذا المجال؟ الدكتور محمد حسين علي وهو طبيب استشاري بالعلاج النفسي والأسري يوضح أن خروج الطفل من البيت الى المدرسة مرحلة انتقالية مهمة جداً خصوصا للطفل الأول أو الطفل الأصغر في البيت، لأنه يترك عالمه الصغير الى عالم أكبر مليء بالغموض· وهذه الحالة النفسية المتمثلة برفض الواقع الجديد تصيب الأم أيضا لأنها تشعر باضطراب ''الانفصال'' عن ابنها وذلك ينعكس سلبا عليه ويزيد من توتره وخوفه· ومن أسوأ ما يعقد الأمور على عتبة السنة المدرسية الأولى هو ''الابتزاز'' العاطفي المفرط من الأهل والذي يزيد من ارتباط الطفل بأمه· والحل الأسلم هنا بحسب الدكتور محمد حسين علي أن تصطحب الأم ابنها في الأيام الأولى الى المدرسة وتمضي معه معظم الوقت إما في الصف وإما في الملعب، ومن ثم تتركه تدريجيا حتى يتأقلم مع الأجواء من حوله· ولا بد من استعمال أسلوب الحزم بلطف بحيث نفهم الطفل بأنه لا بد أن يكون بمفرده في المدرسة، من دون أن نستعمل أيا من وسائل العنف· من جهته يشدد استشاري الطب النفسي والأعصاب الدكتور عابد أبو مغيصيب، على أهمية الحضانة في الحياة الاجتماعية للطفل والتي تعتبر خيارا مفيدا في تكوين شخصيته وتأهيله للاندماج في محيط يختلف شكلا ومضمونا عن بيته· فالطفل المعتاد منذ أشهر عمره الأولى على التفاعل مع الآخرين من صغار وكبار، يتغلب على خوفه ولا يجد صعوبة في البقاء وحده في الصف المدرسي، وهو وإن بكى فلأنه يرى من حوله يبكون· وينصح الدكتور أبو مغيصيب الأمهات بعدم المبالغة في مشاعرهن أمام أبنائهن لحظة الفراق على باب المدرسة· وان استدعى الأمر بقاء الأم مع ابنها في الصف فيجب أن يكون من باب طمأنته وتعويده على هذا المكان الجديد، ولا بد أن يفهم الطفل أنه في نهاية المطاف سوف يبقى في الصف فيما أمه تغادر· الأستاذة أمينة ماجد وهي باحثة في الشؤون الأسرية والتربوية تعلق أهمية كبيرة على ردة الفعل الأولى تجاه المدرسة، فإما يرغبها الطفل ويتقبلها شيئا فشيئا وإما يتعقد منها ويزداد نفوره منها يوما بعد يوم· وهنا تذكر أنه على كل من أولياء الأمر وإدارات المدارس مسؤولية كبرى في إنجاح الانطباع الأول للمدرسة· أولياء الأمور مطالبون بأن يهيئوا أبناءهم نفسيا على مفهوم المدرسة وذلك بتصويرها على أنها مكان جميل وواسع يجتمع فيه الأطفال ليتعلموا ويلعبوا ويرسموا، وأنهم يلتقون هنالك بأطفال مثلهم· كما أنه من المحبذ اصطحاب الأطفال الى مبنى المدرسة قبل بدء الصفوف بأسبوع أو أسبوعين وتعريفهم عليها· أما إدارات المدارس فهي مدعوة لإعداد برامج خاصة للأيام الأولى من المدرسة كي تجذب الأطفال اليها، كأن ترفع البالونات وتوزع الهدايا والألعاب في أجواء احتفالية قد تتضمنها الشخصيات الكرتونية المحببة لدى الأطفال· وهكذا يشعر الطفل بالاطمئنان خصوصا مع وجود أمه الى جانبه في أول يوم له في المدرسة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©