الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العودة إلى المدارس.. بيضة التجار والأسعار نار

العودة إلى المدارس.. بيضة التجار والأسعار نار
26 أغسطس 2006 02:36
بدأ الماراثون السنوي، وبدأت حالة الطوارئ في البيوت استعداداً للعودة إلى المدرسة، المحال التجارية مكتظة بالزبائن، والرفوف تمتلئ بالأحذية المدرسية، وكلٌ في هذه الفوضى يبحث عن المقاس الذي يناسب عياله، الأبناء حائرون أي حقيبة يختارون من الحقائب التي تزيغ أشكالها وألوانها العيون، المكتبات مليئة بالأقلام والدفاتر والأدوات المدرسية ذات الأشكال والألوان والأحجام، والحركة في محال الخياطة والتفصيل وبيع المراييل الجاهزة تجري على قدم وساق· كيف لا··· والمحال التجارية هي أكثر الجهات المستفيدة، والعودة إلى المدارس ''بيضة التجار الذهبية'' والموسم موسمهم؟! هناء الحمادي: التنافس في الأسواق على أشده، والكل يسعى لتقديم كل جديد لاجتذاب المتسوقين· الكل يريد أن يربح ويربح، والأب في نهاية المطاف هو الذي يدفع حتى لو كان لديه عشرة أبناء، وهو من يقع تحت طائلة الضغط النفسي والأعباء المادية· إرهاق مالي يصف إسماعيل حسن (رب أسرة) عملية شراء مستلزمات المدارس في بداية كل عام دراسي بأنها ''إرهاق مالي''، فالمستلزمات المطلوبة للمدارس كثيرة، والطالب يحتاج إلى كميات كبيرة من الأقلام والدفاتر والألوان، بالإضافة إلى الحقائب والمراييل والأحذية وغيرها· كل شيء لابد أن يكون جديداً، كما لو أن الطالب يستقبل العيد وليس المدرسة، وهذا يستدعي أن تخصص الأسرة ميزانية غير بسيطة لأن محال بيع القرطاسية التي تعتبر بداية الدراسة موسمها الذهبي تبالغ في الأسعار، خاصة إذا كانت الأدوات أصلية، لذا أقوم وعائلتي بالتسوق مبكراً، حتى نرتاح من عناء الازدحام في المكتبات وفي الأسواق· استعداد مبكر الشيء نفسه يفعله مسلم سهيل الراشدي الذي يفضل أن يشتري القرطاسية في وقت مبكر، لتجنب الازدحام من ناحية، وإعداد أولاده وتهيئتهم للمدرسة في وقت مبكر من ناحية ثانية· يقول الراشدي: ''بعد أن رأيت الازدحام الموجود في المحال التجارية لشراء احتياجات المدرسة في سنوات سابقة، صرت أصطحب ابنتي لتشتري كل ما يلزم للعام الجديد، وتختار ما تريده من الدفاتر والأقلام والبرايات والمساطر، وحتى شكل الجلاد ونوعيته في وقت مبكر· ويعلق الراشدي ''هم يختارون ونحن ندفع''· الراشدي يخصص ميزانية خاصة بالقرطاسية لأنها أكثر المستلزمات ضرورة إلى جانب الحقائب المدرسية، وينفق ما يزيد عن (1000ـ 1500) درهم رغم أن ابنته في المرحلة الابتدائية، وهو مبلغ ليس بقليل لطالبة واحدة فقط، لهذا يناشد محال بيع القرطاسية أن تراعي أولياء الأمور وذوي الدخل المحدود وألا تغالي في الأسعار، ويطالبها بعدم استغلال موسم العودة للمدرسة لتحقيق الربح على حساب جيوب أولياء الأمور· طلبات بلا نهاية ويضم خالد حسن الذي جاء لشراء بعض الاحتياجات المدرسية البسيطة صوته إلى صوت الراشدي مطالباً المدارس أيضاً بعدم زيادة الطلبات ومراعاة ذوي الدخل المحدود وتخفيف الأعباء على أولياء الأمور· يقول خالد: هذه السنة قررت شراء الحقائب والأقلام فقط، لأننا في كل سنة نشتري قرطاسية ولا نستفيد منها، فبعد اليوم الدراسي الأول يأتي الأبناء محملين بعدة قوائم تضم طلبات المدرسين الذين يطلبون دفاتر بألوان محددة، وأحذية ذات ماركة معينة، وملابس الرياضة بلون معين، فيذهب ما أنفقناه من مالٍ هدراً· ويرى خالد أن هذه الطلبات ترهق كاهل رب الأسرة، فثمن الأغراض التي يحتاجها كل ابن تتعدى الثلاثمائة (300 درهم)، علماً بأن أسعار القرطاسية تزداد كل سنة، والمكتبات تستغل حاجة الأهل وإصرار الطلبة على نوعية معينة من القرطاسية فترفع الأسعار لدرجة كبيرة وغير معقولة· كل الراتب ''الراتب يطير في أسبوع''، هكذا بادرتنا أم علي (كلثم سعيد) التي تختصر معاناتها مع شراء المستلزمات الدراسية في هذه الكلمات: (عصبية، زحمة، غش، مبالغة في الأسعار، إحباط، إفلاس، تنافس، توتر وقلق)، كلنا نعاني في الأسبوع الأخير من الإجازة والأسبوعين الأوليين من المدرسة· إننا نضطر إلى صرف راتب شهر كامل في أقل من أسبوع، وأحيانا نستدين لنشتري الأدوات المدرسية التي أصبحت أسعارها مرتفعة للغاية، خاصة مع بداية كل عام دراسي جديد، وإقبال الطلبة على كل جديد وجميل يفاقم المشكلة، وغالبية المدرسات لا يقتنعن بالمعقول، بل يبالغن بشكل غير مبرر، وولي الأمر هو الذي يدفع الثمن من صحته وماله· مريول المدرسة وبعيداً عن أدوات القرطاسية ثمة معاناة أخرى مع ''المريول'' الذي تبحث عنه عائشة المناعي (ربة بيت) لترضي أذواق بناتها· تقول عائشة عن معاناتها مع الاستعداد للعام الدراسي: ''قبل بداية العام الدراسي يصبح كل بيت مثل خلية النحل؛ الكل يبحث ويستفسر عن ما هو جديد للمستلزمات المدرسية ليشتريها، أما بناتي فأكثر ما يشغل بالهنَّ المريول الذي يجب أن يفصل قبل المدرسة وقبل الزحمة· وتحرص عائشة على شراء القماش الجيد ''لكي يحتمل الحركة الكثيرة والاستخدام اليومي، وتكرار الغسيل واللبس، فالمراييل ينبغي أن تكون من نوعية مريحة، ناعمة، ومناسبة لتقلب الأجواء، ومطابقة للمواصفات التي حددتها المدرسة، حتى لا أضطر لخياطة ملابس أخرى، أو أعرِّض بناتي لموقف لا يرضيني مع إدارة المدرسة، وقد ألجأ في بعض الأحيان لشراء المريول الجاهز إذا وجدت مقاسات تناسبهن هرباً من ضوضاء الخياطين وملاحقتهم لإنجاز التعديلات المرغوبة من البنات''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©