الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شخصيتك معلقة في.. عنقك

شخصيتك معلقة في.. عنقك
26 أغسطس 2006 02:40
فتحية البلوشي: أضفت الشهرة والاحترام العسكري الذي حاز عليه الجنود الكروات في جميع أوروبا شهرة على هذا القسم الصغير من الزي العسكري الكرواتي ''الكرافتة''، لأن الجنود الكروات وحدهم كانوا يلبسون هذا المنديل ذا الطابع الخاص، وبسبب ما حققوه من الانتصارات المتتالية ازدادت شعبيتهم، وصار الجنود الفرنسيون يلفون نفس الوشاح العريض على رقابهم تيمناً بهم··· هكذا عرف الأوروبيون ''الكرافتة'' أو ربطة العنق التي تطورت مع الوقت حتى وصلت إلى شكلها الحالي· ولأنها أول ما يقع عليه النظر فيما يرتديه الرجل، صارت طريقة ربط ربطة العنق محدداً أساسيا لأناقته، بل واعتبر الاهتمام بعقدها دليلا على أناقته ومدى ملاءمة ما يرتديه للحدث، ذلك أن طريقة عقدها أو ربطها تختلف بحسب شكلها ومدى انسامجها مع باقي البذلة وكذلك المناسبة التي يتم ارتداؤها فيها· رسْمَنَة و برستيج يقول أحمد عبد اللطيف (مسؤول مبيعات في محل روديو درايف): ''ربطة العنق إكسسوار رجالي بسيط لكنه يضيف الكثير من المعاني لمن يرتديه، فهذه القطعة الحريرية الصغيرة تضفي الكثير من الرسمية وترفع من ''برستيج'' من يرتديها، وبمجرد أن يفك عقدتها الرجل ويفتح زر القميص يتحول من ''الرسْمَنَة'' إلى الـ ''سبور'' ويبدو أكثر شبابية، لذا تبقى البذلة الرسمية من دون ربطة عنق كقميص رجالي من دون كم: ناقصة''· تصنع ربطات العنق من الحرير الطبيعي أو المخلوط بنسب قليلة من البوليستر بشكل عام لكن نسبة الحرير فيه لا تقل عن 95%، وفي الأصناف العادية الرخيصة، التي يقل سعرها كثيرا عن سعر الربطات الحريرية، تزداد نسبة البوليستر· وهناك نوع من الربطات يكون مخلوطا مع الصوف بنسب قليلة جدا لإعطاء لون بدون لمعة وهي مناسبة جدا للملابس الشتوية، لكن أغلب الماركات العالمية تتجنب تصنيعها لرخص أسعارها ولأنها ليست مرغوبة كثيراً من عشاق الربطات· ويتابع أحمد عبد اللطيف: ''أجمل ما في ربطة العنق أنها أسهل طريقة لإنعاش أي بدلة مهما كان لونها وتصميمها· فلو كانت كلاسيكية مثلا أو محافظة، يمكن لربطة عنق بألوان متوهجة ورسومات مرحة أن تخفف من كلاسيكيتها وتضفي عليها لمسة شباب وشقاوة، لا سيما وأن ربطات العنق الصارخة الألوان تتناغم مع القمصان البيضاء والزرقاء، وأيضا المقلمة، فضلا على أنها أصبحت تتماشى حتى مع بنطلون الجينز إذا ارتدي مع قميص وجاكيت ''بلايزر''، ولا ننسى بالطبع أنها أرخص بكثير من تغيير البذلة''· الغريب كما يؤكد عبد اللطيف أن هناك من يتجنبون ربطة العنق لأنهم يجهلون كيفية ربطها، وهناك من يأتون ليطلبوا على استحياء عقدها لهم ثم يستمرون في ارتدائها بنفس العقدة الأولى! وأن الأجانب هم الزبائن الأكثر إقبالا على شراء الكرافتة، لكن هناك نسبة لا يستهان بها من المواطنين أيضا يقبلون على شرائها وارتدائها بحكم عملهم في مجال ''البزنس'' وهو المجال الذي ظل وفيا للكرافتة أكثر من المجال الاجتماعي الإنساني· بسيطة وصعبة ومحيرة مصطفى عبد الرسول مدير محل ''بريوني'' المتخصص في تفصيل البدلات الرسمية، يقول: ''تبدو ربطة العنق قطعة إكسسوار بسيطة في لباس الرجل لكنها قطعة صعبة جداً يحار الرجل قبل شرائها وقبل ارتدائها وقبل خلعها حتى! فهو يحار عند شرائها لأنه يراعي خطوط الموضة الحالية ومدى التغيير الذي سيطرأ على الموضة في الفترة القادمة، لكي تكون متماشية مع الموضة في كل مرة، ويحار عند ارتدائها أي واحدة يختار لكي تناسب البذلة، وربما يختار الكرافتة وعلى ضوء اختياره يرتدي البذلة المناسبة، ويحار قبل خلعها لأنه يرتديها لعمل ما أو لزيارة أو مناسبة اجتماعية، ولا يستطيع أن يخفف عقدتها بدون سبب فتخفيف عقدة ''الكرافتة'' يوحي بالحزن أو الخسارة، وخلعها يوحي بالتحرر من الالتزامات لذا على الرجل اتخاذ قرار حازم عند شراء أو ارتداء ربطة العنق كي تقوم بدورها الجيد في إعطاء انطباع أول عن شخصيته''· ورغم أن الكثيرين بدأوا يتحررون منها خاصة من المشاهير ورؤساء الدول ولم يعودوا يرتدونها بنفس التزمت السابق، إلا أن ربطة العنق لم تفقد أهميتها، فما زال لها جمهور عريض يتابع آخر ما توصلت إليه خطوط الموضة العالمية في مجال تصميمها، ويحرص على اقتنائها إما للبس أو لتقديمها كهدية فهي هدية جيدة ذات قيمة وتعبير لطيف· أحيانا يصنع المشاهير خطوط موضة خاصة بهم عن طرق اختيار ربطة عنق من شكل أو لون معين، مثلما فعل جورج قرداحي مثلا في فترة معينة حين اختار ربطات العنق ذات اللون الواحد السادة مما جعل الكثيرين يحذون حذوه ويقلدونه في ارتداء نفس الشكل من ربطات العنق، وكذلك الرئيس الروسي بوتين الذي خلق أيضا خطوطا من الموضة باختياراته العصرية من ربطات العنق والبدل· أشكال متعددة وعن أنواع ربطات العنق يتابع عبدالرسول: هناك عدة أنواع لربطات العنق أشهرها ''البابيون'' وهي ''الفيونكة'' الصغيرة التي يتم ارتداؤها غالبا في الأعراس والمناسبات الرسمية كمهرجانات التكريم على بدلة ''توكسيدو'' أو ما يشتهر باسم ''سموكينغ سوت'' وهي بدلة سوداء كاملة مع قميص أبيض، وهناك ''الفولار'' وهي كلمة فرنسية تعني الوشاح وتصنف بين ربطات العنق بأنها وشاح عريض يلف لفة ربطة العنق العادية مع فتح أول زرين من أزرار البدلة ليبدو الوشاح ثائرا نوعا ما، وهناك أيضا ''البلاسترون'' وهي ربطة عنق طويلة ترتدى عادة على البدلة ''تايل سموكينغ'' وهي البدلة السوداء ذات الذيل كتلك التي يرتديها عازفو البيانو عادة، وهناك نوع من ''البلاسترون'' أشبه بالوردة الكبيرة يتم ارتداؤه مع جيليه في البدلة ذات الثلاث قطع· بقي أن نشير إلى أن الماركات الإيطالية ثم الفرنسية هي الأكثر شهرة في عالم ربطات العنق يحكم ذلك قماش ربطة العنق وتغيرات عروض الأزياء العالمية التي لا يمكن أن تخلو منها أبدا، وإن كانت تدخل عليها المزيد من التغييرات في كل موسم· أما الألوان المسيطرة على عرش ربطات العنق في هذا الموسم فهي البرتقالي والوردي والباستيل بتدرجاتها، رغم أن اللون الأحمر القاني يبقى هو اللون الصامد في عروش الموضة على الدوام، بينما كانت الألوان السادة هي الدارجة في الموسم الماضي· ومن حيث الشكل لقي الشكل المخطط بخطوط عرضية إقبالاً كبيراً في هذا الموسم، ويبدو أن التقليم العرضي وكذلك الألوان المنقوشة بدوائر صغيرة ستظل موجودة بقوة في الموسم المقبل·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©