طالما كنا في دولة تحتضن الجميع في منشآتها الحيوية الأنيقة والبهية كافة، فلماذا لا نحسن التصرف، لماذا دائماً نسعى لتشويه الجمال ولا نحب الكمال، لماذا لا نرتقي بأفكارنا، طالما صرنا في بلد خير، وعطاء وسخاء، فحقاً ينتابني الحزن حين أرى شواطئ رمالها كالذهب، تتراقص عليها العجلات مستعرضةً عضلات صاحبها بكل استهزاء ولامبالاة، فالوعي حين يكون غائباً فلا مكان للقانون، يكون القانون الحاضر الغائب، فاللوائح الإرشادية معلقة على جميع الشواطئ بأن لا يسمح بدخول السيارات أو الدراجات إلى هذه المنطقة لعدم وقوع الحوادث أو عدم تعريض حياة الآخرين للخطر، ولكن النفوس الناقصة لم تردعها هذه العناوين الإرشادية، فحين يرى السياح هذه المواقف يخرج الموضوع عن إطار الخطر، ويدخل من ضمن القواعد الحضارية، فهذه الأساليب تشوه المنظر العام، وربما يستحقرنا الزائر، فيجب على الجميع قبل النظر إلى القانون، النظر إلى ما في دواخلنا، فإن كنا مبعثرين من الداخل فلن يجدي بنا أي قانون ولن ينصلح حالنا، فالقانون وضع فقط للتنبيه والتوجيه ولكن لن يصلح ما بداخلنا، فعلينا جميعاً أن نرتب وجداننا من الداخل لكي لا يعكس سلوكنا أمام الآخرين.
فالدولة ولله الحمد في خير طالما تحت ظل قيادة رشيدة سديدة بخطاها الواعدة، ولكن يجب علينا أن نحسن التعامل مع ممتلكاتها لكي لا نشوه ما تبذله من جهد لراحتنا .
.
حمدة الطنيجي- رأس الخيمة
عدد اليوم
