السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الآسيوية «ضجيج بلا طحن» وصراع مجاني بين صفوة القارة الصفراء

الآسيوية «ضجيج بلا طحن» وصراع مجاني بين صفوة القارة الصفراء
19 يناير 2011 22:36
ترتبط البطولات أياً كان نوعها ومسماها بالجوائز، ويأتي على رأس البطولات الكروية، بطولة كأس العالم، التي وفر لها الاتحاد الدولي لكرة القدم في نسختها الأخيرة بجنوب أفريقيا حوالي 420 مليون دولار أميركي وبزيادة مقدارها 60% عن بطولة كأس العالم لكرة القدم 2006 في ألمانيا، ويحصل كل فريق قبل البطولة ولمرة واحدة على مليون دولار لتغطية تكاليف الإعداد، على أن تحصل الفرق التي تخرج من دور المجموعات على 8 ملايين دولار، و9 ملايين في دور الستة عشر، و18 مليوناً لكل فريق في ربع النهائي، و20 مليوناً لكل فريق في نصف النهائي، و24 مليوناً للوصيف و30 مليوناً للبطل. وتطل الملايين برأسها في كل البطولات الأخرى، خاصة القارية منها، مثل بطولة أمم أوروبا والأمم الأفريقية، وأيضاً كأس العالم للأندية، وحتى البطولات الإقليمية الصغيرة والمحدودة لابد فيها من جوائز، ومنها كأس الخليج وبطولة غرب آسيا، وكذا بطولاتنا المحلية، وبطولات العالم أجمع، سواء دوري أو كأس فيها جوائز مالية، الاستثناء الوحيد هي بطولة كأس الأمم الآسيوية التي تشهد العاصمة القطرية الدوحة هذه الأيام تفاصيل نسختها الخامسة عشرة، وباستثناء 40 ألف دولار يمنحها الاتحاد لكل فريق يشارك في البطولة من أجل الصرف منها على نفقاته، فإن البطولة ليست إلا “ضجيجاً بلا طحن”، فالمنتخبات تلتقي في صراع ناري، بينما المحصلة “صفراً”، إذ لا توجد أي جوائز لأي فريق على الإطلاق. ولا تعد البطولات القارية مثل كأس أمم أفريقيا استثناءً من تخصيص جوائز مالية سواء للمنتخب المتوج باللقب، أو تخصيص مساعدات مالية للدولة المنظمة للحدث، وترتفع قيمة هذه الجوائز مع كل بطولة اعتماداً على ارتفاع قيمة مدخول البث التلفزيوني، وأموال الرعاة، غير أنه أمام كافة البطولات العالمية الأخرى، تقف «أمم آسيا» مكتوفة الأيدي، ليس لديها سوى أن تلوح للفائز بها ولأفضل لاعبيها وللهداف، دون أن تمنحهم شيئاً سوى التهنئة بالفوز والألقاب. ولا تتوقف الجوائز عبر بطولات العالم على بطولات الأمم فقط، وإنما تمتد أيضاً إلى بطولات الأندية، سواء ما كبر منها أو صغر، ومنها البطولات الإقليمية المحدودة، مثل كأس الخليج. وحتى نعرف الفارق الواضح بين التنافس في بطولة الأمم الآسيوية، وغيرها فإننا بحاجة إلى معرفة الجوائز في عدة بطولات كبرى سواء للأندية أو المنتخبات، وبعضها أقل بكثير من حيث الفائدة الفنية من كأس الأمم الآسيوية. ولتكن البداية من بطولة أمم أوروبا، والتي بلغت قيمة جوائزها في يورو 2008 والتي فازت إسبانيا بلقبها إلى 184 مليون يورو، بعد أن كانت قيمتها لا تتجاوز 129 مليوناً في بطولة عام 2004، وتم توزيعها، بحصول كل منتخب مشارك في البطولة على 7,5 مليون يورو، وحصل الفريق الإسباني الذي فاز باللقب على 23 مليون يورو إذا فاز في كافة مبارياته بالبطولة، ويتم احتساب القيمة المالية الإضافية التي يحصل عليها كل منتخب “بخلاف مبلغ المشاركة” وفق النتائج التي يحققها في البطولة، فالفوز في أي مباراة بالدور الأول يساوي مليون يورو، والتعادل يحصل بموجبه الفريق على 500 ألف يورو، ومكافأة الفوز في ربع النهائي تبلغ قيمتها مليوني يورو، فيما تبلغ قيمة مكافأة الفوز في نصف النهائي 3 ملايين يورو، ويحصل الفائز في المباراة النهائية على 7,5 مليون يورو، فيما يحصل صاحب المركز الثاني على 4,5 مليون يورو. أما بطولة كأس الخليج، وعلى الرغم من كونها ليست تحت المظلة الدولية، فقد تقرر رفع قيمة جوائزها بقيمة 50% على الأقل عما هو موجود في اللائحة الحالية ليحصل البطل ووصيفه بدلاً من مليون ريال سعودي على ثلاثة ملايين وخمسمائة ألف ريال سعودي بواقع مليونين ريال سعودي للبطل ومليون وخمسمائة ألف ريال سعودي للوصيف، بالإضافة إلى تحديد نسبة من الحقوق للدول المشاركة في البطولة توزع بالتساوي بين الدول الثماني المشاركة للاستفادة من مخصصات الحقوق في استكمال البنية التحتية الرياضية . أما بطولة كأس العالم للأندية والتي اختتمت في أبوظبي مؤخراً فحصل بطلها على خمسة ملايين دولار، مقابل أربعة ملايين للثاني، و2,5 للثالث، ومليونين للرابع، و1,5 للخامس، ومليون للسادس ونصف مليون للسابع الأخير. ويعد دوري الأبطال الأوروبي بمثابة التاج الماسي ودرة سباقات الكرة في العالم، نتيجة لزيادة دخل الاتحاد الأوروبي من عقود الرعاية والإعلان والبث التلفزيوني، ونظراً لزيادة مصاريف الأندية الكبرى في أوروبا، فقد قررت لجنة المكافآت المالية في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، رفع جوائز بطولة دوري الأبطال الأولى، على مستوى العالم للأندية لتصل ما يقارب مليار يورو. وتتوزع الجوائز، وفق جدول يضع للمشاركة في دور المجموعات 7,1 مليون يورو، وللتأهل للدور الثاني 3 ملايين يورو، ويحصل كل من يتأهل لدور الثمانية على 3,3 مليون يورو. والتأهل إلى نصف النهائي يساوي 4,2 مليون يورو، بينما يساوي التأهل إلى النهائي 5,5 مليون يورو، ويعدل الفوز بالبطولة 9 ملايين يورو والوصافة ما يقارب 7 ملايين يورو. ويعدل الفوز بالمباراة الواحدة في دوري الأبطال 600 ألف يورو، والتعادل يساوي 300 ألف يورو تقريباً، وبهذا فإن الفريق الذي يستطيع حسم اللقب لصالحه بعدد جيد من الانتصارات يحصل على أكثر من 40 مليون يورو كمكافأة مباريات فقط، دون النظر لعوائد البث التلفزيوني والدعائي له. والاتحاد الآسيوي نفسه، وبالرغم من أنه غض الطرف عن أهم بطولة ينظمها، ضاعف منذ فترة جوائزه الموزعة على المشاركين في مسابقة دوري أبطال آسيا، وبدلاً من 14 مليون دولار أميركي، بلغت الميزانية الجديدة الـ20 مليون دولار، وينال الفائز باللقب 1,5 مليون دولار زائد العلاوات التي بإمكانه الحصول عليها من الأدوار الأولى، مما يعني أن الرقم قد يرتفع إلى مليونين و250 ألف دولار في حال الفوز في جميع المباريات (13 مباراة)، في حين كانت الجائزة الأولى من قبل 600 ألف دولار، وينال الفائز في كل مباراة من الدور الأول 40 ألف دولار، وهذا يعني أنه حتى ولو لم يتأهل الفريق إلى الدور الثاني سيخرج بمنافع مالية لم تكن متوفرة له في النسخات الماضية. وحتى دوري أبطال العرب الذي تم الإعلان عن عودته في اجتماع مكتبه التنفيذي بالدوحة منذ أيام على هامش البطولة الآسيوية، فقد بدا وكأنه يوجه رسالة لآسيا من أرضها، حين تم الإعلان أن جوائز دوري أبطال العرب القادم لن تقل جوائزه عن دوري أبطال إفريقيا بل ستفوقه. ويحصل الفائز بلقب دوري أبطال أفريقيا على 1,5 مليون دولار، في حين يحصل الوصيف على مليون دولار بدلاً من 700 ألف دولار، ويتلقى الفريقان اللذان يخسران في الدور نصف النهائي 700 ألف دولار لكل منهما، بدلاً من 450 ألف دولار. كما ينال الفريقان اللذان يحصلان على المركز الثالث في مجموعتي الدور ربع النهائي على مبلغ 500 ألف دولار لكل منهما، بدلاً من 275 ألف دولار، فيما يتلقى الفريقان اللذان يحتلان المركز الرابع في المجموعتين على مبلغ 400 ألف دولار لكل منهما بدلاً من 200 ألف دولار، لتكون إجمالي قيمة الجوائز 5 ملايين و700 ألف دولار بدلاً من مليونين و550 ألف دولار في السنوات الماضية، بزيادة 2 مليون و150 ألف دولار. وحتى كأس الكونفدرالية الأفريقية، لم تخل من الجوائز، حيث يحصل الفائز باللقب على 660 ألف دولار، بينما يحصل الوصيف على 462 ألف دولار. ولا تتحدث لغة المال كثيراً في بطولة كأس ليبرتادوريس للأندية أبطال أميركا الجنوبية ولكن تبقى الجوائز حاضرة، وإن كانت تتغير من عام لآخر، وتراوحت حصة كل نادٍ مشارك في البطولة بين 70 و90 ألف جنيه استرليني نظير خوض كل مباراة من المباريات الثلاث على ملعبه وبين جماهيره في حين كان المقابل 100 ألف لكل مبار، وترتفع الحصيلة لتبلغ 95 ألفاً في الدور الثاني و120 ألفاً في الدور ربع النهائي و165 ألفاً في الدور نصف النهائي و200 ألف للفريق الحائز على المركز الثالث أما الفريق المتوج باللقب فقد بلغت جائزته 400 ألف جنيه استرليني• كانت هذه عينة من جوائز البطولات حول العالم، في الوقت الذي تقف فيه البطولة الرفيعة في آسيا فوق خزائن خاوية، تلعب فقط على وتر الاحتكاك والارتقاء بالمستوى الفني، ولكن هل ترى مسؤولي المنتخبات راضين عن ذلك، أم أن لهم رأياً آخر.. كان هذا هو السؤال ومعطياته، أما الإجابة فقد سجلناها في كواليس البطولة. أسامة طلال: المشاركة لا تجدي دون مردود الدوحة (الاتحاد) - قال أسامة طلال مدير منتخب الأردن إن عدم وجود جوائز مالية في كأس آسيا شيء غير منطقي، لأن الاتحاد الآسيوي يطبق لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الأوروبي، ويتخذ من الاتحاد الأوروبي نموذجاً له في كل بطولات، إلا الجوائز المالية، والجميع يعرف أن تكلفة المنتخبات في الاتحاد لكأس آسيا ضخمة للغاية، وهناك منتخبات ليس لديها إمكانيات رغم تأهلها، وهذا الموضوع يجب أن ينظر له الاتحاد الآسيوي بعين الاعتبار، خاصة أن شركات التسويق بالاتحاد الآسيوي موجودة بالفعل، وبالتالي لابد من استقطاع جزء للمنتخبات الأولى، أو يتم رصد مبالغ مالية لكل منتخب يصعد من الدور الأول إلى الدور الثاني، ثم إلى الأدوار النهائية، كناحية تشجيعية، أو يعطي كل منتخب يحقق الفوز في مباراة جائزة مالية، وبالتالي تكون محفزة للمنتخبات في المباريات. وأضاف طلال أن المنتخبات تتكلف مبالغ طائلة للإعداد لمثل هذه البطولة الضخمة من معسكرات إعداد وسفر ومباريات ودية خارجية ومعسكرات داخلية، ولابد أن يكون لها مردود، وبالتالي لو حصل المنتخب الذي يفوز بالمركز الأول على جائزة مالية كبيرة، فمن المؤكد أنها سوف تساعد الاتحاد التابع له على تطوير اللعبة. علي آل خليفة: الجوائز المالية مطلوبة وتشجع المنتخبات قال الشيخ علي بن خليفة آل خليفة نائب رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم إن عدم وجود مبالغ مالية وجوائز لكأس آسيا، شيء غير متوقع، وقال: لم أكن أعلم عن اللائحة، ولأنني لا زلت جديداً على منصب عضوية المكتب التنفيذي فسوف أتبنى فكرة حصول الأوائل على جوائز مالية ليس صاحب المركز الأول فقط، مشيرا إلى أن بطولة بهذا الحجم لابد أن تكون لها جوائز ضخمة، بنفس مستوى أوروبا لأن كأس آسيا بطولة قارية وقوية ولها سمعة عالمية والجميع ينظر لها باعتبارها بطولة تستحق المتابعة والاهتمام ولا تقل عن بطولات أوروبا. وأضاف الشيخ علي آل خليفة: هذا الموضوع سيكون في أجندة أعمالي في الاتحاد الأسيوي والذي سيعقد اجتماعه الأول في شهر مارس المقبل، وهو اجتماع تشكيل اللجان، ولو عدنا إلى قضية الجوائز أؤكد أنه لابد أن تكون جوائز مالية ضخمة، تحفز المنتخبات المشاركة، فالجميع يعلم أن كأس أمم أوروبا تحصل المنتخبات المشاركة فيها على جوائز مالية كبيرة وهناك تدرج مادي بعد كل مباراة يفوز فيها الفريق، لتجد البطل في نهاية البطولة وقد حصل على مبالغ كبيرة. وأشار إلى أن عدداً كبيراً من الشركات الآسيوية هي التي ترعى بطولات أوروبا، ومن السهل أن نجذبها في بطولاتنا، وذلك لو أن شركات التمويل ليست موجودة، وأعتقد أن الأمور التمويلية سهلة بالاتفاق مع الشركات ويبقى طرح القضية على الاتحاد الآسيوي، وأرى انه ممكن جدا طالما أن المنتخبات لا تحصل على شيء. طبرة: 40 ألفاً لا تكفي شيئاً الدوحة (الاتحاد) - أكد وليد طبرة مدير المنتخب العراقي أن مبلغ الـ40 ألفاً التي يمنحها الاتحاد الآسيوي لكل منتخب مشارك من أجل تغطية النفقات لا تكفي شيئاً على الإطلاق، وقال: تكلفة نفقات أي فريق في البطولة تفوق ذلك المبلغ بكثير، وتجعل منه مجرد جزء يسير لا يسمن ولا يغني من جوع. وأضاف أن ما تم تداوله بعد عمومية الاتحاد وما يعلمه رؤساء الاتحادات أن هذا النظام سينتهي مع البطولة المقبلة، التي سيبدأ معها الاتحاد الآسيوي في منح جوائز للمنتخبات المشاركة في بطولته الأولى. وأشار وليد طبرة إلى أنه لا يمكن إنكار المردود الفني للبطولة، ولكن هذا المردود وحده لا يكفي، والكرة لم تعد لعباً وفقط، وهؤلاء النجوم يحتاجون إلى مال كثير لمكافأتهم والصرف على إعدادهم، كما أن التعاقد مع مدرب يوازي طموحات منتخب ما يحتاج أيضاً إلى مبالغ خرافية، ومن غير المعقول أن تكون المحصلة مجرد عبارة تهنئة وكأس دون أن يحصل الفريق على مكافأة توازي ما قدمه في البطولة.
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©