الزواج السري

الزواج في مفهومنا الدارج العام ''قسمة ونصيب'' وهو أقدس شيء في الوجود بين الرجل والمرأة، وهو رابطة إنسانية اجتماعية تقوم على المحبة والمودة والمصارحة والصدق· أما ''الزواج السري'' وهو نوع من الزواج يلجأ إليه الأثرياء وأصحاب النفوذ والمكانة الاجتماعية لأسباب كثيرة أهمها المحافظة على المكانة الاجتماعية في المجتمع أو الخوف من الزوجة الأولى وأبنائها وقد تكون هي من طبقة مرموقة وصاحبة نفوذ وسيطرة على الزوج· ونجد في ''الزواج السري'' أن الزوج من دولة والزوجة من دولة أخرى ولا شك في أن في الغالب الأعم أن الرجل يستغل فقر الزوجة عندما يتزوج سراً، وبالتالي هي تكون فاقدة للإرادة··وفي النهاية يحكم على الزواج السري بالفشل والانفصال وتشرد الأبناء ما بين الأم والأب ولكن حقوق الزوجة تكون محفوظة ولها الحق أيضاً في الميراث لأن عقد النكاح موثق رسمياً وإن لم يعلن الزواج في المجتمع، ولكن وللأسف الشديد كثيرين يتنكرون ويغدرون بزوجاتهم، ويتركون الزوجة تواجه مصيرها المحتوم بمفردها، وإذا زادت الضغوط عليه يدفع مبلغاً من المال لها لشراء سكوتها ودرءاً للفضائح· وفي الزواج السري الزوجة لا تعلم شيئاً عن الزوج ولا عن أهله لأنه يسكنها في مكان بعيد وغير معروف ولا يمنع عنها إجراء المحادثات الهاتفية أو الخروج من المنزل كثيراً أو تردد أهلها عليها وتكون زياراتها قليلة ومقتصرة وفي أوقات معينة لوالديها في الأغلب وتكون محرومة من كثير من مباهج الحياة العادية وأحيانا يضرب الزوج طوقاً من السرية التامة حول مكان إقامة زوجته السري (والزواج السري زواج غير مضمون أصلاً) وفي بداية السبعينات كانت تكثر حالات الزواج السري، أما حاليا فيحدث ولكنه نادر· وأنا شخصياً أعرف أحد الأشخاص تزوج سراً على زوجته الأولى واستمرت الحياة بينهما قرابة خمس سنوات في السر، وفي السنة الخامسة الزوجة الأولى وبالصدفة اكتشفت أن زوجها متزوج منذ خمس سنوات ومن فتاة تصغر الزوجة الأولى بحوالي خمس عشرة سنة واكتشفت ذلك عندما رأت اسم الزوجة الثانية (السري) وابنها مدون في خلاصة القيد· ولكن مهما وفر الزوج من سبل الراحة والمحبة والمال ''للزوجة السرية'' تبقي هي تعيش في جحيم ولا تعلم ماذا يحمل لها المستقبل ولأولادها· محمد صالح بداه