الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ظواهر سلبية

26 أغسطس 2006 23:47
لعل من الأمور والظواهر السلبية الشاذة التي تفشت في مجتمعنا المحافظ هي ظاهرة المعاكسة، أو كلما يطلق عليها محلياً بالمغازلة، فمثل هذه العادة الذميمة التي تتمثل في بعض من الناس خاصة فئة الشباب لم يكن لها أي وجود أو شواهد في مجتمعنا الإماراتي المحافظ فقد كان الجميع كباراً وصغاراً ذكوراً وإناثاً أخوة متحابين فيما بينهم يشكلون وحدة اجتماعية واحدة ليس فيها تصرفات شاذة وخليعة لم تعرف هذه السلوكيات الغريبة إلا في وقتنا الحاضر وأيامنا هذه التي كثرت فيها الشكاوى من هذه التصرفات المشينة، هناك أمر معين يلفت الانتباه في هذا الشأن نود أن ندركه ونجد له تفسيراً مقنعاً أو حلاً ناجعاً من قبل الفتاة بنفسها، وهو لماذا في بعض الأحيان إن لم يكن أغلبها أن البنت هي من تبدأ بعمليات التحرش وجذب انتباه الشباب فهي من تقوم بعملية المناورة هذه، وتستمر وتحوم الفتاة حول فريستها وهو الشاب إلى أن توقعه في شراكها والمصيدة التي أعدت له وبعد ذلك تأتي اللائمة والكلام والتجريح على هذا الشاب أو ذاك، وحتى نكون أكثر إنصافاً وعدلاً ولا نأخذ جريرة قوم على حساب أقوام أخرى فهناك فتيات على قمة من الحشمة والكرامة والعفة ولا تبدر منهن مثل هذه التصرفات والأمور التافهة الشاذة التي تأتي بها بعض الفتيات الأخريات غير المدركات لحجم هذه المسؤولية وحجم تبعية مثل هذه الأمور، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نعفي الشباب من هذه المساءلة فهم طرف رئيسي ومهم في هذه العملية من خلال هذه الحركات غير الأخلاقية إن صح التعبير التي يأتي بها هؤلاء الشباب وعلى أعين ومرأى من الناس ومن أراد التأكد فما عليه سوى التوجه إلى الأسواق والمراكز الكبيرة وسيرى بأم عينيه العجب العجاب في ذلك، إذاً ومن هذا الواقع المشاهد والمنظور أمامنا لا يمكن بأن نرمي بالمسؤولية على طرف من دون آخر، فالمسؤولية تراها مشتركة ليس بين الطرفين الشاب والفتاة فقط، ولكنها حقيقة تتعدى ذلك ، فهناك طرف ثالث آخر وضلع رئيسي في هذا المثلث الذي نعيش نحن اليوم في إطاره، هذا الطرف هو الأسرة وبكل ما تمثله من استقرار اجتماعي وحفاظ على روح العادات والتقاليد المتوارثة اجتماعياً وطبعاً في المقام الأول الأب والأم فلهما دور كبير ومهم في هذه المسألة إذ كيف بهذه الأسرة الكريمة أن تترك لابنتها العنان والحبل على الغارب وتتركها ليلاً ونهاراً تتجول في الأسواق لوحدها وللساعات الطوال من دون مساءلة ومن دون رقيب أو حسيب أو حتى من دون أن تتكرم عليها الأم وتخرج مع ابنتها منعاً لكلام القيل والقال في هذا الجانب هذا من جانب آخر دور الأب وهو اللاعب الرئيسي في هذه العملية فأين السؤال عن الأولاد وبنات خاصة فمتابعتهن تعد من باب أولى لأنهن في المقام الأول والأخير بنات وهذا بحد ذاته له مفهومه الكبير والخاص في عرف مجتمعنا وكل المجتمعات العربية المحافظة حتى الأولاد هم أيضاً تجب متابعتهم وباستمرار بحيث تشمل المتابعة الطرفين معاً خاصة في هذه السن الخطرة، وفي هذه المرحلة العمرية الحرجة، إذاً لابد وأن نطرح تساؤلات تفرض نفسها بعد تسببت في مجتمعنا بمرض عضال نحاول أن نمحو آثاره ونشفى منه بكل الوسائل ابتداء من الطب الحديث حتى الرقية الشرعية· والتساؤلات التي تطرح نفسها في هذا السياق هي هل هو الابتعاد عن الوازع الديني؟ هل هو غياب دور الأسرة في المتابعة؟ هل هو غياب الدور الرسمي العقابي؟ هل هو تأثير الطفرة الاقتصادية الحديثة؟ أم هل هو هذا الانتشار الواسع لأماكن التسوق الحديثة وما تضمه بين جنباتها من وسائل جذب كبيرة ومغرية للجنسين معاً؟ أم هل هو الغزو الثقافي والفكري الغربي لمجتمعنا وبداية التفسخ والانسلاخ من الجلد العربي الإسلامي المحافظ وبالتالي وصولنا إلى نقطة الخطر التي يجب التنبه لها منذ هذه اللحظة؟ فهناك من يقول إن البنات هن السبب وطرف ثانٍ يقول إن الشباب هم السبب فيما الطرف الثالث يقول إن السبب واللائمة تقع على الطرفين معاً وطرف رابع يرمي باللائمة على كل ما تقدم من أسباب، ولكن رأيكم أنتم أيها الأخوة القراء هو الفيصل والحكم في هذا الحديث وهذا المحور الرئيسي في قضيتنا الاجتماعية هذه· حمدان محمد - كلباء
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©